إذا امتلك الطفل ذاكرة قوية فسوف يستطيع الحفظ بشكل أسرع وأفضل، وسوف يتحسن أداؤه في الفصول الدراسية ويحقق درجات أعلى. وامتلاك ذاكرة حادة ليس صفة تولد مع الإنسان، فهي مهارة تتطور وتتحسن كلما استُخدمت، ومثل أي مهارة أخرى، فإن الممارسة سوف تصقلها وتجعلها مثالية. لذلك، وإن أردت مساعدة الطفل في التركيز والحفظ، عليك أن تعمل على تقوية عضلات الحفظ لديه.
وإليك مجموعة من الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها لتحقيق ذلك.
اقرأ أيضاً: 9 استراتيجيات بسيطة لتعليم أساسيات الرياضيات للأطفال
10 استراتيجيات بسيطة لمساعدة الطفل في التركيز والحفظ
تنقسم الذاكرة الفعّالة إلى قسمين هما الذاكرة قصيرة المدى (Short-term Memory) والذاكرة طويلة المدى (Long-term Memory). تساعد الذاكرة قصيرة المدى الطلاب على معالجة المعلومات الجديدة واسترجاعها حتى يتمكنوا من معالجة المهمة المطروحة، ثم تُنقل هذه المعلومات إلى ذاكرة الطالب طويلة المدى، بحيث تساعده في تطوير فهم أعمق بالموضوع. الخبر السيئ هنا أن العديد من الطلاب الذين يعانون مشكلات في التذكّر يواجهون صعوبة في تنظيم المعلومات وتطوير فهم هادف للموضوع، ما قد يتسبب في مشكلات في التحصيل الدراسي. الخبر السار هو أنه يوجد العديد من الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها لمساعدة طفلك في تعزيز قوة ذاكرته وتحسين مهاراته على الحفظ، ومنها:
-
التشجيع على طرح الأسئلة
كإنسان بالغ، ألا تعاني من حفظ المعلومات وتذكرها إذا لم تكن تفهمها؟ ينطبق هذا على الأطفال أيضاً؛ ففهم الموضوع هو الخطوة الأولى ليكون الطفل قادراً على حفظه وتذكّره، وحتى تضمن أن يفهم الطفل المعلومات التي يقرأها بشكل أعمق، شجّعه على طرح الأسئلة الخاصة بهذا الموضوع. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك أن تجعل التعلم أكثر جاذبية من خلال مناقشته حول الموضوعات المختلفة، وسؤاله عن رأيه فيها وعمّ يفكر. تذكّر أن طرح الأسئلة يساعد أيضاً في تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات.
اقرأ أيضاً: تريد تعليم طفلك القراءة السريعة؟ اتبع هذه الطرق
-
تأليف الأغاني والقوافي
بما أن أدمغتنا مصممة لتذكر الموسيقى والأنماط، فإن مساعدة الطفل في صنع قافية أو قصيدة أو أغنية من المعلومات والكلمات والأفكار التي يتعلمها، سوف تساعده في حفظها وتذكرها على نحو أفضل وأسرع.
-
زيادة متعة التعلم
يمكنك أن تجعل عملية التعلم أكثر متعة وإثارة من خلال القيام ببعض الحيل، مثل أخذ طفلك إلى المكتبة وجعله يتحقق من الكتب ذات الصلة بموضوعات دراسته أو بموضوعات علمية مختلفة، أو زيارة متحف أو معرض فني، أو تشجيعه على مشاهدة مقاطع الفيديو التعليمية على اليوتيوب، فكلما زاد اهتمام الطفل بالمواد التي يتعلمها زاد تذكرها في المستقبل.
اقرأ أيضاً: اضطراب اللغة النمائي: لهذا يعاني طفلك من صعوبات في التعلم
-
تشجيع الطفل على أن يبتكر أمثلته الخاصة
عندما يؤلف الطفل أمثلته الخاصة عن الموضوع الذي يدرسه، سوف يربطه بتجاربه الشخصية، وهو ما سيجعل معالجة المواد الدراسية أسهل بكثير، ويساعد في التركيز والحفظ والتذكّر. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك إنشاء خرائط ذهنية للأفكار المختلفة وربطها ببعضها بعضاً، حيث تساعد الروابط بين الكلمات والموضوعات في انخراط الأطفال بنشاط أكبر في المواد الدراسية وتطوير فهم أعمق للموضوع.
-
صنع قائمة بالكلمات الرئيسية
اكتب قائمة بالكلمات الخاصة بالموضوع الذي يتعلمه الطفل، ثم أنشئ روابط بين كل كلمة منها وبين المفاهيم المختلفة الخاصة بالموضوع المدروس، وكلما كانت الروابط أكثر تميزاً سهُل على الطفل تذكرها.
-
تقسيم المعلومات إلى أجزاء أصغر
يمكنك مساعدة الطفل في التركيز والحفظ من خلال تقسيم المعلومات إلى أجزاء أصغر وأصغر، إذ يسهل تذكر كميات المعلومات ذات الحجم الصغير بدلاً من معالجة الكثير من المواد في وقت واحد. يعني هذا أن تبدأ بأساسيات الموضوع، ثم تقوم ببناء الفهم من هناك، وقم بتنظيم المعلومات باستخدام العناوين وقوائم الكلمات والألوان لتسهيل تذكرها لاحقاً. على سبيل المثال، عندما يحفظ الطفل أسماء كواكب المجموعة الشمسية، اجعله يحفظ أول أربعة منها، وأن يكررها ويدوّنها على ورقة، ثم وبعد أن يحفظها، انتقل إلى الأربعة الأخرى.
اقرأ أيضاً: لماذا يتعلم بعض الطلاب بشكلٍ أفضل وهم يتحرّكون بدلاً من الجلوس؟
-
تشجيع الطفل على شرح المعلومات التي يتعلمها
شجّع طفلك أن يشرح لك أو لأخيه أو لصديقه أو حتى لألعابه المعلومات التي يتعلمها، واجعله تحدياً لمعرفة مقدار ما يفهمه ويتذكره من الدروس، ثم راجع أي مادة لم يُبدِ فيها طفلك أداءً جيداً.
-
استخدام نهج متعدد الحواس في التعليم
عندما تساعد طفلك في فهم موضوع ما، حاول أن تستخدم نهجاً متعدد الحواس للتعلم، وذلك باستخدام البصر واللمس والصوت. على سبيل المثال، إذا كان الطفل يتعلم القراءة، اطلب منه تتبع الحروف باستخدام إصبعه والتحدث بصوت عالٍ، وإذا كان يتعلم الجغرافيا، فاطلب منه رسم الخريطة بصرياً، والإشارة إلى المواقع المهمة. تساعد هذه الطريقة في انخراط الطفل في المادة المدروسة بأكثر من طريقة، ما سيسهل عليه التركيز فيها وحفظها وتذكرها بشكل أفضل لاحقاً.
-
الدراسة في مكان هادئ
يتشتت انتباه الأطفال كثيراً، لذلك تأكد عندما تتحدث إليه أنه ينظر إليك مباشرةً، وتوقف بين الحين والآخر عن شرح الأفكار واطلب منه تكرارها للتأكد من مشاركته. وبالطبع، حاول أن توفّر لطفلك مكاناً هادئاً للدراسة خالياً من المقاطعات والضوضاء والمشتتات المختلفة مثل الألعاب أو التلفزيون، وتأكد أن لديه فقط المواد التي يحتاج إلى دراستها ولا شيء آخر.
اقرأ أيضاً: أثناء الدراسة عن بُعد: 4 نصائح للتوقف عن المماطلة والتسويف
-
اتباع نظام غذائي مغذٍ
من المهم جداً أن يتناول الأطفال أطعمة مغذية تساعد في تقوية التركيز والذاكرة وصحة الدماغ بشكل عام، وأن يكون هذا النظام الغذائي غنيّاً بالفاكهة والخضروات والأطعمة المغذية، والابتعاد عن الوجبات السريعة والأطعمة عالية المحتوى بالسعرات الحرارية. بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن يحصل الطفل على قسط كافٍ من النوم والراحة.