العمل 4 أيام فقط في الأسبوع يعزز صحة الموظفين ويزيد إنتاجيتهم

2 دقيقة
العمل 4 أيام في الأسبوع

يعاد النظر عالمياً بجدوى تقليص أيام العمل لـ 4 أيام في الأسبوع:

  • أكدت دراسة حديثة أنه يعود بفوائد عديدة على الموظفين، ومنها زيادة السعادة، والقدرة على العمل والرضا الوظيفي، وانخفاض مستويات التعب والإرهاق الوظيفي.
  •  بالإضافة إلى تحسن الصحة البدنية بسبب تحسن جودة النوم وزيا…

بعد انتشار جائحة كوفيد-19 وإعادة هيكلة العمل أيام الجائحة وزيادة عمل الموظفين من المنزل، أعيد النظر بنظام العمل عالمياً، واتجهت بعض الشركات والدول لتقليص أيام العمل الأسبوعية إلى 4 أيام فقط بدلاً من 5. إن هذا التغير عاد بفوائد كثيرة على الموظفين وأصحاب الأعمال. 

ساعات العمل الطويلة ترهق الموظفين

إن العمل ساعات طويلة في الأسبوع يرهق الموظفين، ويضعف صحتهم النفسية والجسدية، وحسب منظمة الصحة العالمية فإن ذلك يزيد نسبة تعرض الموظفين لأمراض القلب والسكتة الدماغية، ويؤدي أيضاً إلى انخفاض إنتاجيتهم، ويؤثر سلباً في المؤسسات والشركات على المدى الطويل، إذ يترتب عليها ازدياد تكاليف التأمين الصحي وزيادة الإنفاق على الموظفين.

اقرأ أيضاً: تعمل أكثر من 40 ساعة أسبوعياً! إليك الآثار الصحية السلبية للعمل الإضافي

العمل 4 أيام في الأسبوع يعزز صحة الموظفين

أعادت بعض الشركات النظر في هيكلية العمل لديها بعد جائحة كوفيد-19، خاصة بعد ملاحظتها قدرة الموظفين على إنجاز العمل بساعات أقل دون خفض الرواتب والأجور، علاوة على زيادة الإنتاجية. وقد طالبت أيضاً منظمات مثل "4 أيام في الأسبوع عالمياً" (4 Day Week Global/4DWG) بتقليل أيام العمل أسبوعياً في أنحاء العالم جميعها، وذلك بسبب الفوائد المتمثلة بتعزيز الصحة والسعادة والإنتاجية للجميع.

لتثبت منظمة 4DWG صحة اعتقادها، استعانت بباحثين في كلية بوسطن. ودرست تأثير تقليص ساعات العمل الأسبوعية على 2896 عاملاً من 141 مؤسسة في أستراليا وكندا وأيرلندا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. وقد نشرت نتائج الدراسة في دورية نيتشر العلمية (Nature Human Behaviour). 

عمل بعض المشاركين 4 أيام في الأسبوع فقط، وخفض بعضهم الآخر ساعات عملهم من ساعة حتى 7 ساعات في الأسبوع، بينما بقي عدد منهم يعمل 40 ساعة أسبوعباً، ودون تغيير في الأجور كيلا يسبب ذلك زيادة في التوتر بين الموظفين ويؤثر في التجربة. أجرى الباحثون استطلاعاً للرأي للمشاركين جميعهم في بداية التجربة قبل تقليص ساعات العمل، وبعد 6 أشهر في نهاية التجربة.

وتماماً كما هو متوقع، أظهرت نتائج الاستطلاع زيادة السعادة والرضا بين الموظفين وتحسناً في صحتهم النفسية، وزيادة قدرتهم على العمل والرضا الوظيفي، وانخفضت مستويات التعب والإرهاق الوظيفي، بالإضافة إلى تحسن الصحة البدنية بسبب تحسن جودة النوم وزيادة الوقت المخصص لممارسة الرياضة.

وعموماً ازداد التحسن في الصحة النفسية والجسدية مع تقليل ساعات العمل، فقد أصبح بإمكان الموظفين استغلال يوم العطلة الإضافي لممارسة الهوايات، أو قضاء الوقت مع العائلة، أو الالتزام بالمواعيد، أو ممارسة أنشطة شخصية أخرى تحسن صحتهم العامة.

تحيط بهذه الدراسة بعض القيود، مثل صغر حجم الشركات المشاركة، وأنها من دول ذات دخل عال نسبياً. لكن نتائج الدراسة كافية لدعم تقصير ساعات الدوام، وقصر أيام العمل الأسبوعية على 4 فقط. 

يقول الباحثون: "لهذه الدراسة تداعيات مهمة على فهم مستقبل العمل، ومن المرجح أن يكون أسبوع العمل المكون من أربعة أيام عنصراً أساسياً. ستسهم التطورات العلمية الناتجة عن هذا العمل في تطوير تدخلات تعزز تنظيم العمل المدفوع الأجر ورفاهية العاملين. وقد ازدادت أهمية هذه المهمة مع التوسع السريع في التقنيات الرقمية الجديدة والأتمتة والذكاء الاصطناعي".

اقرأ أيضاً: سعياً للرزق: ساعات العمل الطويلة تؤدي إلى موت الآلاف سنوياً

ماذا عن الفوائد للشركات والمؤسسات؟

في الحقيقة، لا تقتصر فوائد العمل 4 أيام في الأسبوع على الموظفين فقط، بل تطال الفوائد الشركات أيضاً، ومنها تعزيز جذب المواهب والاحتفاظ بها وتوفير التكاليف المحتملة، علاوة على زيادة الإنتاجية بسبب زيادة التركيز والكفاءة لأن الموظفين يعرفون أن لديهم استراحة أطول قادمة. ومع وجود توازن أفضل بين العمل والحياة، قد يكون الموظفون أقل عرضة لأخذ إجازات مرضية بسبب التوتر أو الإرهاق. وتنخفض أيضاً التكاليف والنفقات المرتبطة بانخفاض أيام العمل مثل انخفاض استهلاك الطاقة وتكاليف النقل.

على الرغم من ذلك، لا يمكن في الوظائف أو الصناعات جميعها التكيف بسهولة مع أسبوع عمل مكون من أربعة أيام، ويتطلب بعضها إجراء تعديلات في خدمة العملاء، كما قد تواجه بعض الوظائف ضغطاً وكثافة عمل أكبر خلال أيام أسبوع العمل الأقصر.

المحتوى محمي