إليك نصائح لتحسين نطق اللغات الأخرى أثناء تعلمها

إليك نصائح لتحسين نطق اللغات الأخرى أثناء تعلمها
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Roman Samborskyi
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

قد تتخيل نفسك وأنت تتعلم لغة جديدة أنك تسأل أحد السكان المحليين الفرنسيين بلكنة فرنسية باريسية مثالية عن موعد وصول القطار، أو قد تطلب طبق شالاتيلي بلكنة إيطالية توحي بأنك مواطن إيطالي قضى معظم حياته على ساحل أمالفي. ولكن معرفة معاني الكلمات شيء، ونطقها بالطريقة نفسها التي يتحدث بها السكان الأصليون شيءٌ آخر مختلف تماماً.

إذا كنت تتعلم لغة ليست لها جذور مشتركة مع لغتك الأم، فقد يكون نطق كلماتها صعباً عليك إلى درجة قد تعوق عملية تعلم هذه اللغة الجديدة.

تقول مديرة تحرير المحتوى التعليمي في دولينغو، سيندي بلانكو: «يضع متعلمو اللغة أهدافاً صعبة لا تكون واقعية دائماً. في الحقيقة، يشعر الناس بالخجل الشديد من الطريقة التي يظهرون بها عندما يتحدثون لغة مختلفة إلى درجة تعوقهم عن ممارستها أو تعلم مفردات أو قواعد جديدة».

اقرأ أيضاً: ما فوائد القراءة بصوت عالٍ للذاكرة وتعلم اللغات؟

نصائح عامة لتعلم لغة جديدة

تختلف صعوبة تعلم لغة جديدة حسب اللغة التي تريد تعلمها، كما تؤدي اللغة الأم دوراً في سهولة تعلم لغة جديدة أو صعوبتها: على سبيل المثال، من الأسهل على الناطقين باللغة الإنجليزية تعلم اللغة الألمانية لأن لكليهما جذور مشتركة، بينما يصعب عليهم تعلم اللغة الإيطالية. ولكن بغض النظر عن اللغة التي تريد تعلمها، هناك بعض الأشياء التي يجب وضعها في الاعتبار لتسهل عملية التعلم عليك.

ركّز على هدفك

لكل لغة لكنتها المميزة، ويضع العديد من المتعلمين نصب أعينهم القدرة على التحدث بلغة جديدة بنفس الإيقاع واللكنة التي يتحدث بها السكان المحليون، ولكن هذا الهدف غير منطقي.

تقول بلانكو: «من منظور التعلم، ليس عليك أن تبدو وكأنك عشت في باريس طوال حياتك لتتحدث الفرنسية وتفهمها وتستمتع بوقتك في التواصل مع الآخرين».

لا بأس بأن تطمح لنطق اللغة الجديدة بشكل مثالي في النهاية وإثارة فضول الآخرين للتساؤل حول ما إذا قضيت وقتاً طويلاً في بلد أجنبي عندما تتكلم لغة جديدة بمهارة. لكن الهدف الحقيقي لتعلم لغة ثانية أو ثالثة يجب أن يكون التواصل، وذلك لا يرتبط غالباً بكيفية نطقها.

اختر معاركك بعناية

يُعد نطق الكلمات مهماً من ناحية التواصل فقط في حال كان تغيير صوتٍ ما في الكلمة يؤدي لتغيير معنى الكلمة كلياً.

لنأخذ على سبيل المثال كلمتي “this” و”these” في اللغة الإنجليزية. يصعب على المتحدثين باللغة الإسبانية نطق هاتين الكلمتين بشكلٍ مختلف، لأن صوت حرف “I” في كلمة “this” غير موجود في لغتهم الأم، لذلك يميلون إلى نطق كلمة “this” كما تُنطق كلمة “these” تماماً. وفي هذه الحالة، لشكل الفم أهمية كبيرة لتوصيل المعنى، ولكن الحال ليس كذلك دائماً.

إذا طلبت طبق “تاكو” (taco) في المكسيك مستخدماً صوت حرف العلة الأميركي “oʊ”، فستبدو أجنبياً بالتأكيد، ولكن لن يجلب لك أحد طبقاً من السباغيتي أو طبقاً مختلفاً إذا نطقتها بهذه الطريقة. ينطبق الأمر نفسه على الحرف “R” ذي اللكنة المحببة في اللغة الفرنسية، ولكن حتى لو وجدت صعوبة في نطقه، سيكون بمقدورك التواصل مع السكان المحليين أثناء رحلتك إلى جبال البرانس.

لذلك في المرة القادمة التي تواجه فيها مشكلة في نطق حرف صوتي معين، تحقق ما إذا كان نطقه بشكلٍ مختلف عن نطق السكان المحليين يغيّر معنى الكلمات بأي شكل. إذا لم يكن الأمر كذلك، فمن الأفضل التركيز على أشياء أخرى أثناء تعلم اللغة.

اقرأ أيضاً: 10 مواقع لتقييم مستواك باللغات الأجنبية وبعضها يقدم شهادة

خذ وقتك

لن نتحدث هنا عن أي أصوات غير مألوفة في اللغة، ولكننا نقدم نصيحتين فقط: تحدث ببطء أكثر وامنح نفسك الفرصة للتحسن.

يعتقد معظم الناس أن النجاح في تعلم اللغة ينطوي على التحدث بسرعة وببراعة كما تتحدث لغتك الأم، وهذا ما يقصده البعض بالقول “تحدث كما لو كنت متحدثاً محلياً”. لكن تعلم لغة جديدة يرهق عقلك في الواقع.

تقول بلانكو إن التواصل يحدث عبر مرحلتين، تفكر في مفهوم أو رغبة ما في الأولى، ثم يحولها عقلك إلى كلمات يمكنك من خلالها التعبير عما تريد للآخرين من خلال لفظها.

وتضيف بلانكو: «في الواقع، عندما نتعلم لغة جديدة، فإننا لا نقوم تلقائياً بربط الكلمات المناسبة بالمفاهيم المرتبطة بها، بل نربطها أولاً بلغتنا الأم، وبذلك نقوم بإنشاء مرحلة إضافية لنتمكن من التواصل مع الآخرين».

اقرأ أيضاً: حطّم حاجز اللغة: هذه أفضل مواقع الترجمة على الإنترنت

وهكذا، فإنك تفكر في مفهوم ما، ثم تفكر في الكلمات التي تعبّر عن هذا المفهوم بلغتك الأم، ثم تبحث بوعي عما يقابل تلك الكلمات في اللغة التي تتعلمها، وهذا على المستوى المفاهيمي فقط. بعد تحديد الكلمات المناسبة، على عقلك أن يأمر عضلات وجهك بإصدار هذه الأصوات الجديدة، أي إجبارها على تجاوز عقودٍ من التعود على استخدام اللغة الأم والتحرك بطريقة غير مألوفة، وهذا مرهق جداً.

لذلك فإن إبطاء النطق يمنحك مزيداً من الوقت للتعامل مع العملية الداخلية للتفكير والتحدث بلغة جديدة، بينما يعطي لعقلك وقتاً للتكيّف بشكلٍ أفضل مع شيء جديد عليه.

تقول بلانكو: «الهدف من التعلم هو ممارسة اللغة الجديدة بشكل كافٍ بحيث تصل إلى مرحلة ترتبط فيها بالمفاهيم تلقائياً، وهذا ما يُقصد به التفكير باللغة التي تتعلمها، أي يجب عليك تخطي مرحلة الترجمة من لغتك الأم إلى اللغة الجديدة».

يمكن أن يساعدك تصور عقلك كعضلة والتعامل مع اللغة الجديدة على أنها نشاط بدني كثيراً. فتعلّم السباحة مثلاً أمر صعب إذا ما كنت تمارس رياضة الجري معظم الوقت؛ حيث ستتألم العضلات التي لم تكن تستخدمها من قبل في البداية، وربما لن تتعلم التنفس بشكلٍ صحيح أثناء السباحة. لذلك لا تقلق، ستزداد مهاراتك بمرور الوقت والممارسة.

استمع بقدر ما تستطيع

تقول بلانكو إن الاستماع إلى الحديث بلغة ما يساعد أيضاً في نطقها بشكل صحيح لأن الحركات التي يقوم بها فمك لإنتاج الأصوات مرتبطة بما يعرفه دماغك عن الأصوات.

وتضيف بلانكو: «في علم اللغة، ندعو ذلك الإدراك والإنتاج، أي الاستماع والتحدث، وهما مكونان أساسيان للمهارة نفسها في الواقع».

لحسن الحظ، فإن التدرب على الاستماع سهل جداً. على سبيل المثال، يمكنك استكشاف محتوى واسع جداً من المحتوى غير الإنجليزي من العديد من منصات البث المباشر عبر الإنترنت، مثل “نتفليكس” و”أمازون برايم فيديو”، وهناك أيضاً عدد هائل من مقاطع الفيديو التي يمكنك مشاهدتها على منصة اليوتيوب، ناهيك عن الكم الكبير من الأغاني والنشرات الصوتية التي يمكنك الاستماع إليها على منصاتك المفضلة. لذلك لا تقلق في البداية إذا لم تعثر على محتوى يناسب مستوى معرفتك اللغوية.

تقول بلانكو: «لا تقلق إذا لم تفهم أي شيء في البداية، فهذا طبيعي تماماً، لكنك ستتحسن مع الممارسة المستمرة».

ستصبح قادراً في النهاية على انتقاء الكلمات والعبارات والجمل، ولمساعدتك في التحسن، قد يكون الاستماع وأنت تقرأ الكلمات فكرة جيدة. على سبيل المثال، يمكنك إضافة كلمات الأغاني في منصة سبوتيفاي بسهولة من خلال النقر على رمز الميكروفون في الزاوية اليمنى السفلية من واجهة تطبيق سطح المكتب، أو بالتمرير لأعلى في واجهة تطبيق الهاتف المحمول. كما يوفر ناشرو المدونات الصوتية غالباً نصوصاً للمحتوى الصوتي، ويمكنك العثور على الروابط ذات الصلة في وصف الحلقة أو بالبحث سريعاً عبر الويب.

اقرأ أيضاً: اضطراب اللغة النمائي: لهذا يعاني طفلك من صعوبات في التعلم

كيف تنطق لغة أجنبية بشكلٍ أفضل؟

نظراً لاختلاف مشكلات التعلم المتعلقة بكل لغة، اخترنا التركيز على اللغات الشائعة التي يتعلمها الأميركيون حسب تقرير دولينغو لعام 2022؛ الإسبانية والإنجليزية (للناطقين بالإسبانية) والفرنسية واليابانية والألمانية.

نصائح لنطق اللغة الإسبانية

ربما لم يخطر ببالك مطلقاً أن الأصوات في اللغة الإسبانية تختلف إلى حد كبير عن تلك التي تحتويها اللغة الإنجليزية. هذا صحيح: فاللغة الإنجليزية تحتوي على نحو 42 صوتاً (20 حرفاً متحركاً و22 حرفاً ساكناً)، بينما تحتوي اللغة الإسبانية على نحو 24 صوتاً فقط (5 أحرف متحركة و19 حرفاً ساكناً). الأمر أشبه بإعطائك صندوق أقلامٍ للتلوين والطلب منك رسم لوحة بنصف هذه الأقلام، بل واستخدام بعض الألوان الجديدة كلياً، لأن بعض الأصوات في اللغة الإسبانية لا توجد في اللغة الإنجليزية.

فيما يتعلق بحروف العلة، تقترح بلانكو أن يتعامل معها متحدثو اللغة الإنجليزية على أنها أصوات أقصر وأكثر حدة. على سبيل المثال، يبدو طول الصوت الإسباني “O” نصف طول صوت “oʊ” المستخدم في اللغة الإنجليزية، والذي يبدو بدوره جمعاً لصوتين إسبانيين هما “O” و”U”.

بالنسبة لناطقي اللغة الإنجليزية، فإن أصعب شيء في تعلم اللغة الإسبانية هو كيفية نطق حرف “R” المدور أو الملفوف بلا شك. لكن بلانكو تقترح عدم التشديد على ما إذا كنت لا تستطيع نطق صوت “R” بشكلٍ صحيح، فذلك لن يؤثر في كثير من الأحيان على قدرتك على التواصل مع الآخرين. صحيح أنك ستبدو كأميركي يتحدث الإسبانية، ولكن يمكن للسكان المحليين فهم ما تريد قوله تماماً.

من الأفضل في البداية التركيز على نطق صوت حرف “R” المفرد كما يُسمع في كلماتٍ سهلة مثل “para” أو “arena” بدلاً التشديد على نطق هذا الحرف في الكلمات الصعبة. قد يكون هذا الحرف صعباً بالنسبة لمتعلمي اللغة الإسبانية، كما توضح بلانكو، لأنه مستخدم أيضاً في اللغة الإنجليزية، ولكن بحرف مختلف.

وفقاً لبلانكو، لا حاجة للتفكير في حرف “R” كما يُنطق عادةً، بل النظر إليه مثل حرف “T” أو “D” مزدوج، مثل كيفية استخدامه في كلمات مثل “ladder” أو “matter”.

قد يكون من المفيد في مثل هذه الحالات إيقاف تشغيل الترجمة والنصوص عند الاستماع إلى محتوى باللغة الإسبانية، لأن ذلك يتيح لك التركيز على الأصوات بدلاً من الكلمات المكتوبة التي قد تخدعك.

نصائح لنطق اللغة الإنجليزية (للمتحدثين بالإسبانية)

في الواقع، يحتاج المتحدثون باللغة الإسبانية إلى تعلم عدد كبير من الأصوات الجديدة لنطق اللغة الإنجليزية بشكل صحيح. الأمر أشبه بالطلب من فنان اعتاد الرسم بالأبيض والأسود فقط أن يستخدم فجأةً ألواناً أخرى. من المؤكد أن تعلم الإنجليزية بالنسبة لهؤلاء سيكون مليئاً بالتحديات.

من الضروري تحريك عضلات فمك ووجهك بطريقة قد تبدو مبالغاً بها لتعلم نطق اللغة الإنجليزية بشكل جيد، وحتى لو بدت ملامحك مثل ملامح جيم كيري عندما يطلق النكات، فلا تنزعج، فهو يصطنع ذلك عموماً، وأنت لا تقوم سوى بتحريك وجهك وعضلاته بطريقة جديدة. من المهم أيضاً إتقان نطق أحرف العلة الإنجليزية لأن نطق هذه الأصوات بشكل غير صحيح، وعلى عكس أحرف العلة المدورة في اللغة الإسبانية، يمكن أن يغيّر معنى الكلمات، مثل ” bit” و”beat”.

تقول بلانكو في هذا الصدد: «يمكنك التحايل على ذلك إلى حد ما من خلال استخدام الأحرف الصوتية التي تتقنها، ولكن بجعلها أطول أو أقصر قليلاً. على سبيل المثال، صوت حرف العلة في “bit” أقصر من “beat”».

اقرأ أيضاً: نصائح للتعليم عن بعد حين تكون شبكة الإنترنت ضعيفة

غالباً ما يعاني المتحدثون باللغة الإسبانية من نطق الحروف الساكنة التي تحتوي على “Th” (كما في كلمات “thespian” و”thistle”) لأنه صوت غير موجود في اللغة الإسبانية في الأساس. قد يكون من المفيد في هذه الحالة الانتباه إلى كيفية وضع متحدثي اللغة الإنجليزية لألسنتهم بين أسنانهم أثناه نطقه، لأن ذلك يساعد عقلك في تصور كيفية تحريك فمك بسهولة أكبر.

نصائح لنطق اللغة الفرنسية

ربما تعتقد أن اللغة الفرنسية تحتوي على أحرف صوتية أكثر من اللغة الإنجليزية، ولكنها في الواقع تحتوي على 36 صوتاً فقط، في حين تحتوي اللغة الإنجليزية على 42 صوتاً تقريباً. أصعب شيء في اللغة الفرنسية بالنسبة للناطقين باللغة الإنجليزية ليس عدد الأصوات، بل احتواءها على 10 أصوات جديدة غير موجودة في اللغة الإنجليزية يجب تعلمها.

وتوضح بلانكو أن التحدي الرئيسي يكمن في أحرف العلة المدورة، وهي أصوات تتطلب تدوير شفتيك لإخراجها، الأمر الذي يبدو غير مألوف لمتحدثي اللغة الإسبانية أو الإنجليزية لأن هذه الأصوات لا توجد في لغاتهم.

لتحسين نطق هذه الأحرف الصوتية، تنصح بلانكو بمراقبة حركات فم متحدثي بالفرنسية وتقليدهم، وذلك من خلال مشاهدة البرامج الفرنسية والتركيز على كيفية تحريك الناس لشفاههم عندما يتحدثون. يمكنك أيضاً استخدام مرآة لترى نفسك وأنت تقلد أصوات وحركات المتحدثين على الفور. إذا لم يكن لديك شيء تستند إليه، فلا تجرب ذلك- فأنت بحاجة إلى شيء لاستخدامه كأساس للمقارنة والتحقق من الدقة والتعديل عند الضرورة.

وعلى غرار الناطقين باللغة الإسبانية الذين يحاولون تعلم اللغة الإنجليزية، غالباً ما يشعر ناطقو اللغة الإنجليزية الذين يتعلمون اللغة الفرنسية بعدم الارتياح بسبب طريقة تحريك عضلات الوجه التي يتطلبها نطق الكلمات بدقة. لا تنزعج، فأنت لا تبالغ، فقط تفعل شيئاً لست معتاداً عليه، وسيصبح الأمر طبيعياً مع الممارسة.

نصائح لنطق اللغة اليابانية

صدق أو لا تصدق، تشبه اللغة اليابانية اللغة الإسبانية إلى حد كبير، على الأقل فيما يتعلق بالأصوات. تحتوي اللغة اليابانية والإسبانية على 5 أصوات متحركة وعدد متشابه تقريباً من الحروف الساكنة (14 صوتاً مقابل 19 تقريباً)، ما يعني أن المتحدثين باللغة الإنجليزية قد يواجهون تحديات مماثلة عند محاولة تعلم أي من اللغتين.

ولكن هناك تحدياً كبيراً؛ فاللغة الإسبانية سهلة نسبياً، وتُصنف على أنها من الفئة 1 على مقياس الصعوبة، بينما تُصنف صعوبة اللغة اليابانية بمستوى 8، وتُعزى صعوبتها البالغة هذه إلى أنماط الضغط وحروف العلة الطويلة والحروف الساكنة المزدوجة أو التشديد عليها والإيقاع.

ووفقاً لبلانكو، تختلف أنماط التشديد في اللغة اليابانية عن اللغة الإنجليزية، حيث يميل الأميركيون عادةً إلى التشديد على مقطع لفظي واحد فقط، بينما يميل ناطقو اللغة اليابانية الأصليون إلى التشديد على المقاطع اللفظية بشكل أكثر اتساقاً خلال حديثهم، ما ينتج عنه صوت أكثر انبساطاً إلى حد ما. وبالإضافة إلى ذلك، يؤدي التشديد على الأحرف الساكنة المكررة– والذي يوجد في اللغة الإيطالية أيضاً- إلى إطالة صوت الحروف المتحركة، ما يؤدي إلى نشوء أصوات جديدة في اللغة. وما يزيد من صعوبة تعلم اللغة اليابانية أيضاً الحاجة إلى تغيير الطريقة التي تتنفس بها كلياً عند تحدثها لأن إيقاعها يختلف عن إيقاع اللغة الإنجليزية.

وتوصي بلانكو بالاستماع أكثر والتركيز على إيقاع ولحن حديثك لمساعدة المستمع الياباني في فهم ما تريد قوله.

اقرأ أيضاً: 6 استراتيجيات فعالة لتعلم سريع وإنتاجية مرتفعة

نصائح لنطق اللغة الألمانية

لحسن الحظ، تشترك اللغة الألمانية في جذورها مع اللغة الإنجليزية. وعلى الرغم من وجود بعض الأصوات الجديدة التي يتعين على متعلمي اللغة الألمانية تعلمها (بعضها مستعار من الفرنسية)، فقد يكون من الأسهل عليهم نطق اللغة الأم لغوته.

توصي بلانكو بالتركيز على تمارين الاستماع ومراقبة أفواه المتحدثين الأصليين، وإخفاء نصوص المحادثات لأن للغة الألمانية أصوات موجودة في اللغة الإنجليزية، ولكن يتم تمثيلها بأحرف مختلفة، بالإضافة إلى أن مشاهدة الكلمات المكتوبة في أثناء الاستماع قد يكون مربكاً وأقل فائدة.

وكما هو الحال في اللغة الفرنسية، قد يمثل نطق الحرف “R” في اللغة الألمانية بشكلٍ صحيح تحدياً لناطقي اللغة الإنجليزية، ولكنه نادراً ما يغيّر معاني الكلمات. وتقترح بلانكو التركيز على شيء آخر والتدرب عليه لاحقاً إذا كنت تواجه صعوبة في نطقه.

بغض النظر عن اللغة التي تحاول تعلمها، من المهم أن تضع في اعتبارك أنه لا توجد طريقة واحدة موحدة يتحدث بها المتحدثون الأصليون، وأن التحدث بلكنة غريبة أمر طبيعي تماماً. في الحقيقة، لقد استغرق دماغك وجسدك سنوات طويلة بل عقوداً لإتقان التواصل بلغة واحدة. وتكرار هذه العملية (ناهيك عن الصعوبة الإضافية المتمثلة بوجود لغةٍ أم) سيكون بطيئاً وصعباً، لذلك تفّهم أخطاءك وخذ الأمور ببساطة، وأهم شيء، كن صبوراً.