هل رأيت ذلك الرمز ذا الضوء الأصفر الذي يظهر على لوحة العدادات في السيارة على شكل حدوة حصان وفي منتصفه إشارة تعجب؟ إنه نظام مراقبة ضغط الإطارات، وظهوره يعني تحذيراً بأن إطاراً أو أكثر من إطارات السيارة غير منفوخة بالشكل الكافي، وهو ما قد يؤدي إلى قيادة غير آمنة. فما هو حساس ضغط الإطارات وكيف يعمل وما أنواعه؟
اقرأ أيضاً: كيف يعمل نظام الفرامل في السيارة؟
حساس ضغط الإطارات
هو جهاز استشعار قد يوجد داخل الإطارات أو داخل السيارة، يقيس ويراقب ضغط الهواء في الإطارات بشكل مباشر أو غير مباشر، والذي ينبغي أن يكون غالباً ما بين 28-35 رطلاً لكل بوصة مربعة (psi) من الهواء في الإطار (193-241 كيلو باسكال أو 1.9-2.4 بار). ثم وعند استشعار أي تغير في ضغط الهواء في إطار أو أكثر بحيث يقل عن الضغط المناسب، فإن النظام سوف يرسل المعلومات التي يقيسها إلى وحدة معالجة أو مجموعة من الوحدات في السيارة، والتي تعمل على تحليل المعلومات الواردة وعرضها على الشاشات الإلكترونية داخل السيارة على شكل تحذير.
الفكرة الكامنة وراء أنظمة قياس ضغط الإطارات هي أن الإطارات التي تحتوي على ضغط هواء أقل من اللازم (غير المنفوخة بالحد اللازم) تسبب قيادة أقل استقراراً، وتكون أكثر عرضة للانفجارات المحتملة، ما قد يسبب العديد من الحوادث الخطيرة. لذلك، يمكن القول إن لنظام قياس ضغط الإطارات مجموعة من الفوائد هي:
- يوفر تحذيراً مرئياً للسائق عند حدوث انخفاض في ضغط الإطارات وأنها تحتاج إلى النفخ.
- يقلل من خطر تعطل الإطارات أو انفجارها بسبب الإنذار المبكر.
- يقلل من تآكل الإطارات التي تحتوي على مستويات غير صحيحة من ضغط الهواء.
- يحافظ على أداء السيارة بشكل جيد.
- يساعد في استخدام الوقود بشكل أفضل وأكثر اقتصاداً.
اقرأ أيضاً: كيف يعمل نظام نقل الحركة المتحكّم في سرعة السيارة؟
كيف يعمل حساس ضغط الإطارات؟
تختلف طريقة عمل حساس ضغط الإطارات باختلاف أنواعه، إذ ثمة نوعين من أنظمة المراقبة وهما يعملان بشكل مختلف، وإليك الفرق بينهما:
اقرأ أيضاً: صديقة للبيئة وقوية: كيف تعمل السيارات الهجينة؟
النظام المباشر لمراقبة ضغط الإطارات
يستخدم هذا النظام أجهزة استشعار كهربائية صغيرة، بحيث يوضع مستشعر واحد داخل كل إطار. يقوم هذا المستشعر بقياس ضغط الهواء داخل الإطار وقد يقيس أيضاً درجة الحرارة، ثم يرسل هذه البيانات إلى وحدة تحكم مركزية تعمل على تحليل البيانات الواردة، وعند وجود أي مشكلات تتعلق بأي إطار من الإطارات، فإن وحدة التحكم سوف ترسل المعلومات إلى نظام المعلومات في السيارة، بحيث تظهر على شكل ضوء محذر. غالباً ما يرسل حساس ضغط الإطارات كل هذه البيانات كإشارات لاسلكية (إشارات راديو)، حيث يكون لكل مستشعر رقم تسلسلي فريد، بالتالي فإن النظام سوف يميز قراءات الضغط لكل إطار على حدة، ودون أن يتداخل مع الأنظمة الموجودة في الإطارات الأخرى.
تثبّت معظم الشركات المصنّعة للسيارات مستشعرات الضغط داخل الإطارات، وقد يتم تثبيت بعضها خارج الإطار في بعض الحالات كجزء من خدمات ما بعد البيع. يحتوي كل جهاز استشعار على بطارية تدوم نحو 10 سنوات، وفي معظم الحالات، لا تكون بطارية المستشعر قابلة للاستبدال، بل ينبغي تغيير جهاز الاستشعار بالكامل عند نفادها.
من إيجابيات النظام المباشر أنه يوفر قراءة لضغط الإطار في الوقت الفعلي، وهو أكثر دقة من النظام غير المباشر، ولا يتطلب إعادة الضبط بعد نفخ الإطارات، كما أن بطارية المستشعر تدوم لفترة طويلة. أما عن عيوبه، فهو سهل التلف عند تغيير البطارية أو عند صيانة الإطار، وقد يتعرض أحياناً جذع المستشعر للتلف عندما يصطدم الإطار برصيف أو تتعرض السيارة لحادث. يُذكر أنه وفي كل مرة يتم تغيير جهاز الاستشعار يجب إعادة برمجته بشكل كامل في وحدة التحكم حتى يمكن التعرف عليه، كما أنه مرتفع التكلفة مقارنة بالنظام غير المباشر.
اقرأ أيضاً: كهربائياً كان أم تقليدياً: كيف يعمل محرك السيارة؟
النظام غير المباشر لمراقبة ضغط الإطارات
لا يحتوي هذا النظام على أجهزة استشعار للضغط مثبتة على الإطارات، وإنما يعتمد على مستشعرات سرعة الإطارات التي يستخدمها نظام المكابح المانعة للانغلاق لتفسير حجم الإطار. حيث تقيس هذه المستشعرات معدل سرعة دوران الإطار؛ فالإطار الذي يحتوي على ضغط هواء أقل من اللازم يكون أصغر حجماً وأكثر سرعة مقارنةً بالإطار الذي يحتوي على ضغط هواء أكبر. يمكن الحصول على كل هذه البيانات عن طريق الشاشات الإلكترونية الموجودة داخل السيارات، وتُفسّر باستخدام البرمجة والمعالجة المتقدمة.
من إيجابيات هذا النظام أنه أقل تكلفة ويحتاج إلى صيانة أقل مقارنة بالنظام المباشر. أما عن عيوبه، فهو لا يوفر قراءة دقيقة لضغط الإطارات في الوقت الفعلي، وقد يقدم قراءة غير دقيقة عند تركيب إطارات جديدة أكبر أو أصغر حجماً، أو بعد نفخها مؤخراً، إذ قد يستشعر الإطارات المنفوخة حديثاً كخطر محتمل، لذلك فهو يتطلب إعادة الضبط بعد كل صيانة للإطارات.
اقرأ أيضاً: بالون يحمي جسدك: إليك كيف تعمل الوسائد الهوائية
ختاماً، وعلى الرغم من أن نظامي قياس ضغط الإطارات قد يعملان بطريقة مختلفة، فإن كليهما يخدمان الغرض نفسه. ويشار إلى أنه وعلى الرغم من دقة هذه الأنظمة عند صيانتها بالشكل الصحيح، فإنها ليست بديلاً عن الفحص اليدوي لضغط هواء الإطارات.