كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة "التغذية، والأيض، وأمراض القلب والأوعية الدموية" (Nutrition, Metabolism and Cardiovascular Diseases) أن القهوة المحضّرة في آلات العمل تحتوي على كميات عالية من مركّبات ترفع الكوليسترول في الدم، تُعرف باسم كافستول وكاهويل، مقارنة بالقهوة المفلترة بالورق. وقد تؤدي هذه المركّبات إلى رفع مستوى الكوليسترول الضار (LDL)، ما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل.
جمع الباحثون عينات قهوة من آلات في مستشفيات وعيادات سويدية، وقارنوها بأنواع أخرى من القهوة المحضّرة في المنازل والمقاهي. ووجدوا أن أغلب القهوة المحضّرة باستخدام فلاتر معدنية في آلات المكتب تحتوي على مستويات أعلى بكثير من الديتيربينات (الكافستول والكاهويل) مقارنة بالقهوة المفلترة بورق.
أظهرت الدراسة أن متوسط تركيز الكافستول في قهوة الآلات بلغ 176 ميليغراماً/لتر، مقارنة بـ 12 ميليغراماً/لتر فقط في القهوة الورقية المفلترة. أما القهوة المغلية، فقد احتوت على تركيز بلغ 939 ميليغراماً/لتر. كما سجلت بعض عينات الإسبريسو مستويات مذهلة وصلت إلى 2447 ميليغراماً/لتر.
ووفقاً للباحثين، فإن استبدال القهوة المفلترة بالورق بثلاثة أكواب يومية من قهوة الآلة يمكن أن يخفض الكوليسترول الضار بمقدار 0.58 ملي مول/لتر، وهو ما يعادل خفض خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 13% خلال 5 سنوات، وبنسبة تصل إلى 36% على مدى 40 عاماً.
قال الباحثون في دراستهم إن استهلاك القهوة غير المفلترة خلال ساعات العمل قد يكون عاملاً صحياً مهملاً يؤثر في كوليسترول الدم، وبالتالي في صحة القلب"، وأضاف المؤلف الرئيسي للدراسة من جامعة أوبسالا، الدكتور ديفيد إيغمان: "استناداً إلى تركيز الكافستول والكاهويل في القهوة المحضّرة عبر آلات المكتب، يبدو أن القهوة المفلترة خيار أكثر أماناً لصحة القلب".
أهمية الدراسة: صلة القهوة بصحة القلب
تُعد أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة عالمياً، حسب منظمة الصحة العالمية، حيث تتسبب في وفاة 17.9 مليون شخص سنوياً. وفي الدول ذات الاستهلاك العالي للقهوة مثل السويد، قد تؤدي العادات اليومية البسيطة -مثل قهوة المكتب- إلى تراكم مخاطر صحية على المدى الطويل.
في السويد، تقدَّم القهوة مجاناً للموظفين في معظم أماكن العمل باعتبار ذلك امتيازاً معفى من الضرائب، ما يزيد استهلاكها. وإذا كانت هذه القهوة غير مفلترة، فقد تشكل خطراً صامتاً على الصحة العامة.
ما الذي يجعل هذه الدراسة مختلفة؟
على الرغم من أن الدراسات السابقة قد ربطت بين القهوة غير المفلترة وارتفاع الكوليسترول منذ ثمانينيات القرن الماضي، فإن القليل منها درس فعلياً تركيز الديتيربينات في القهوة المحضّرة في أماكن العمل.
جمعت الدراسة عينات من 14 آلة قهوة في مستشفيات ومراكز صحية في منطقتي أوبسالا ودالارنا في السويد. وحُللت العينات باستخدام تقنيات عالية الدقة تُعرف بـ الكروماتوغرافيا السائلة المرتبطة بقياس الطيف الكتلي (LC-MS/MS).
أثبتت الدراسة أن الفلترة الورقية تحبس مركّبات الكافستول والكاهويل بكفاءة، في حين تسمح الفلاتر المعدنية بمرور نسبة كبيرة منها إلى المشروب النهائي.
ما هي هذه المركبات ولماذا يجب القلق منها؟
- كافستول وكاهويل: مركّبان زيتيان يوجدان في القهوة غير المفلترة ويرتبطان بزيادة الكوليسترول الضار.
- كل 1 ميليغرام من الكافستول يومياً قد يرفع مستوى الكوليسترول الضار بمقدار 0.0104 ملي مول/لتر.
- تأثير الكافستول في القهوة يعادل تقريباً إضافة 60 مل من القشطة الكاملة الدسم إلى كل كوب من القهوة المفلترة.
ما الذي يمكن فعله؟
يوصي الباحثون باختيار القهوة المفلترة بورق في العمل والمنزل، خصوصاً للأشخاص المعرضين لخطر أمراض القلب. إذا كانت آلة القهوة في المكتب لا تستخدم الفلاتر الورقية، فمن الأفضل تقليل الكمية المستهلكة أو إحضار قهوة مفلترة من المنزل.
تتماشى هذه التوصيات مع توجيهات التغذية في دول الشمال الأوروبي لعام 2023، والتي تنصح باستهلاك القهوة المفلترة بدلاً من غير المفلترة.
ماذا عن الإسبريسو؟
كشفت الدراسة عن تباين كبير في مستويات الكافستول في عينات الإسبريسو. بعض العينات احتوت على نسب مرتفعة جداً، ما يدعو لمزيد من البحث حول تأثيرها في الصحة، خاصةً لدى الأشخاص الذين يستهلكونها يومياً.