أسرع انتشاراً: هل يحتفل كورونا بعيد ميلاده الأول بهذه السلالة الجديدة؟

2 دقائق

تفشّى فيروس كورونا في الصين في ديسمبر/كانون الأول من عام 2019، ثم انتشر في العالم هذا العام، وتخطّى عدد المصابين به حتى الآن 76 مليون حالة، وحالات الوفاة 1.6 مليون حالة، وبينما نتابع أخبار اللقاحات التي أُعلن عنها رسمياً، وبدأت عدة دول في إجراءات التطعيم، ظهرت سلالة جديدة لفيروس كورونا في نفس توقيت تفشيه الأول تقريباً، وإليك ما نعرفه عنها حتى الآن:

الصحة العالمية: كثِّفوا الإجراءات

دعت منظمة الصحة العالمية الدول الأوروبية إلى تكثيف الإجراءات ضد فيروس كورونا لمواجهة السلالة الجديدة للفيروس؛ المنتشرة حالياً في بريطانيا، وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية في أوروبا لوكالة فرانس برس: «في جميع أنحاء أوروبا؛ حيث يكون انتقال العدوى مكثفاً وواسع الانتشار، تحتاج الدول إلى مضاعفة أساليب السيطرة والوقاية».

قرّرَت عدة دول أوروبية تعليق جميع الرحلات الجوية من بريطانيا بعد اكتشاف السلالة الجديدة، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية؛ أُبلغ عن 9 حالات إصابة بالسلالة الجديدة خارج بريطانيا في الدنمارك، بالإضافة إلى حالة واحدة في هولندا، وحالة أخرى في أستراليا، وحثّت وكالة الأمم المتحدة أعضاءها في جميع أنحاء العالم على مشاركة تسلسل فيروسات كورونا حيثما أمكن ذلك، ومشاركة البيانات دولياً، للإبلاغ عما إذا تم العثور على نفس الطفرات المثيرة للقلق؛ على حد وصفها.

بريطانيا في قلب المعركة

الصورة: بيكساباي

فرضت بريطانيا إغلاقاً صارماً على لندن وجنوب شرق إنجلترا بسبب انتشار السلالة الجديدة من فيروس كورونا، وحذّرَ مات هانكوك؛  وزير الصحة البريطاني، أمس؛ الأحد، من أنّ الإغلاق الصارم قد يستمر لشهور لأنّ السلالة الجديدة من فيروس كورونا «خرجت عن السيطرة»، وأكّد أنّ الإجراءات الصارمة؛ التي تؤثر على ما يقارب ثلث سكان إنجلترا، يمكن أن تظل سارية حتى يتم طرح لقاح الفيروس بالكامل.

أعلنَ رئيس الوزراء بوريس جونسون أنه يجب على الملايين إلغاء خطط عيد الميلاد والبقاء في المنزل، لأنّ السلالة الجديدة كانت تنتشر بسرعة أكبر، ودخل حوالي 16.4 مليون شخصاً؛ أي ما يوازي 31% من سكان إنجلترا، في إجراءات «المستوى الرابع» الأكثر صرامة اعتباراً من أمس؛ الأحد، وقال هانكوك إن الوضع «خطير للغاية».

أيضاً فرضَت ويلز إغلاقاً صارماً، وحظرَت اسكتلندا السفر من وإلى مناطق المملكة المتحدة في عيد الميلاد، وأعلنَت أنها ستضاعف وجودها الشَّرطي على طول الحدود الإنجليزية، وستدخل كل من اسكتلندا وإيرلندا الشمالية عمليات إغلاق جديدة في 26 ديسمبر/كانون الأول الجاري، ومن المقرر أن تُدخل إيرلندا الشمالية إجراءات إضافية أيضاً.

ما نعرفه عن السلالة

 

اكتشف العلماء لأول مرة السلالة الجديدة في مريض في سبتمبر/أيلول الماضي، ثم اكتشفوا في نوفمبر/تشرين الثاني أنّ السلالة الجديدة كانت وراء مجموعة من الحالات انتشرت في لندن، وأبلغت الحكومة في 11 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وقالت السُّلطات الصحية في لندن أنّ سلالة الفيروس الجديدة يمكن أن تكون أكثر قابلية للانتقال بنسبة 70%، مؤكِّدةً أنّ هذا رقم أوّلي.

أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنّ العلامات الأولية تشير إلى أنّ سلالة كورونا الجديدة قد تكون قادرة على الانتشار بسهولة أكبر بين الأشخاص، وأنّ المتغير قد يؤثر على أداء بعض الاختبارات التشخيصية، وقالت أنّه ليس لديها دليل يشير إلى أي تغيير في شدة المرض ، لكن هذا أيضاً قيد التحقيق.

توصّلت السُّلطات الصحية في لندن إلى أنّ السلالة الجديدة لفيروس كورونا تحتوي على 23 اختلافاً؛ بما في ذلك طريقة ارتباط الفيروس بالخلايا البشرية، ودخوله إلى الخلايا، وقال سيمون كلارك؛ الأستاذ المساعد في علم الأحياء الدقيقة الخلوية في جامعة ريدينج، لوكالة فرانس برس أنّ الطفرات تؤثر على «بروتين سبايك»؛ الذي يثبّت الفيروس وتستهدفه اللقاحات، وقال: «إذا نظرنا إلى التغييرات التي تُحدِثُها تلك الطفرات على بروتين سبايك؛ وهو هدف للقاح، فإننا لا نعتقد أنها كافية لتغيير فعالية اللقاح».

المحتوى محمي