ما زالت الدراسات المتعلقة بفيروس كورونا مستمرة، وبين لقاح أكسفورد الجديد، وصنع أجسام مضادة تقي من الإصابة الثانية بفيروس كورونا، وبين لقاحات سابقة تقلل من الإصابة بفيروس كورونا؛ نستعرض أهم ما جاء هذا الأسبوع من أخبار علمية عن فيروس كورونا.
لقاح أكسفورد ضد كورونا فعال بنسبة 90%
أكدت شركة «اكسترازينيكا» أن لقاحها الذي طورته جامعة اكسفورد ضد فيروس كورونا فعال بنسبة 90%، ودون أي آثار جانبية عندما تم اعطاؤه بنصف جرعة متبوعة بجرعة كاملة لمدة شهر على الأقل، وأطلقت عليه اسم «ZAD1222»، وقالت الشركة أنه لم يتم تأكيد أي أحداث سلامة خطرة تتعلق باللقاح وأنه كان فعالاً في كلا الجرعتين.
أظهرت النتائج فعالية بنسبة 62٪ عند إعطائه كجرعتين كاملتين على الأقل لمدة شهر واحد، وأدى التحليل المشترك لكلا نظامي الجرعات إلى فعالية متوسطة تبلغ 70٪. ولم يتم الإبلاغ عن أي حالات دخول إلى المستشفى أو حالات خطيرة من المرض في المشاركين الذين تلقوا لقاح. وأكدت الشركة أن اللقاح سيتاح وبتكلفة منخفضة عالمياً.
فيروس كورونا يسبب تلف الصفائح الدموية
أظهرت دراسة حديثة أن فيروس كورونا يسبب تلف الصفيحات الدموية ويسبب الخلل الوظيفي البطاني. مما يسبب الجلطات الدموية واسعة النطاق في كل من الأوعية الدموية الكبيرة والصغيرة في الرئتين وفي العديد من الأعضاء الرئيسية في الجسم، ويؤدي إلى نتائج أسوأ لدى المرضى في المستشفى المصابين بعدوى كورونا الشديدة. وقد تساهم الإصابة الإضافية للخلايا البطانية للأوعية الدموية واللمفاوية في تفاقم العدوى ويبدو أنها مرتبطة بالمرض الشديد والموت.
تعمل كل من الصفائح الدموية والخلايا البطانية بشكل وثيق للحفاظ على تدفق الدم بسلاسة وبشكل طبيعي، و يتم تعطيلهما في حال عدوى كورونا إلى جانب الالتهاب وتجلط الدم. والمرضى الذين يعانون من عوامل الخطر مثل داء السكري والشيخوخة والسمنة يعانون بالفعل من خلل في الصفائح الدموية، وعندما يتفاقم بسبب كورونا يمكن أن يؤدي إلى تجلط كارثي وزيادة خطر الوفاة.
طفرات كورونا لا تزيد من قابلية انتقاله
أكد باحثون أن أياً من الطفرات الموثقة حاليًا في فيروس كورونا تزيد من قابليته للانتقال لدى البشر وذلك بعد تحليل جينومات الفيروس لأكثر من 46 ألف شخص مصاب بـ كورونا من 99 دولة، ووجدوا أن هذه الطفرات لا تجعل فيروس كورونا ينتشر بسرعة أكبر، لكن يجب مواصلة مراقبة الطفرات الجديدة، خاصة مع طرح اللقاحات، وحدد الباحثون حتى الآن 12706 طفرة في فيروس كورونا، منها 398 طفرة، حدثت بشكل متكرر ومستقل.
ولم يجد الباحثون أي دليل على أن الطفرات الشائعة تزيد من قابلية انتقال الفيروس. بل أن معظم الطفرات الشائعة محايدة بالنسبة للفيروس. يتضمن ذلك طفرة واحدة في بروتين «سبايك» الفيروسي تسمى «D614G»، والتي تم الإبلاغ عنها على نطاق واسع على أنها طفرة شائعة قد تجعل الفيروس أكثر قابلية للانتقال. كما وجد الباحثون أن معظم الطفرات الشائعة يبدو أنها نتجت عن جهاز المناعة البشري، وليس نتيجة لتكيف الفيروس مع مضيفه البشري الجديد.
الذكاء الاصطناعي يتنبأ بالعناية المركزة
طور فريق من المهندسين خوارزمية جديدة يمكنها التنبؤ بنجاح فيما إذا كان مريض كورونا سيحتاج إلى دخول وحدة العناية المركزة أم لا، هذا الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة قيمة في تحديد المسار الصحيح لعلاج مريض كل على حدة. طُورت هذه الطريقة من خلال الجمع بين صور التصوير المقطعي المحوسب للصدر التي تقيّم شدة عدوى الرئة لدى المريض مع معلوماته الشخصية وعلاماته الحيوية ونتائج فحوصات الدم المخبرية.
من خلال الجمع بين نقاط البيانات هذه، تكون الخوارزمية قادرة على التنبؤ بنتائج المرضى، وتحديداً ما إذا كان المريض سيحتاج إلى تدخل وحدة العناية المركزة أم لا. تم اختبار الخوارزمية على مجموعات بيانات تم جمعها من 295 مريضاً من ثلاثة مستشفيات مختلفة، تمكن الباحثون من مقارنة تنبؤات الخوارزمية بنوع العلاج الذي يحتاجه المريض بالفعل.
التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية يضر قرنية العين
أكد باحثون إصابة العديد من المرضى الذين يستخدمون مصابيح الأشعة فوق البنفسجية في محاولة للتعقيم ضد فيروس كورونا، بالتهاب مؤلم في قرنية العين، وهي حالة تسمى التهاب القرنية الضوئي الذي يحدث عند التعرض المفرط لهذه الأشعة. تم استخدام هذه المصابيح في محاولة للقضاء على فيروس كورونا من المنازل والمكاتب لكن على العملاء الانتباه لتوصيات الشركة المصنعة لمنع تلف العين والجلد.
لاحظ الباحثون زيادة عدد المرضى الذين يأتون وهم يعانون من تهيج وألم وحساسية للضوء. وكان هذا بعد التعرض المباشر لمصابيح التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية التي قتل البكتيريا والفيروسات. هذه تجربة مؤلمة للغاية للمريض، ولكن يتحسن المريض مع العلاج واستخدام المضادات الحيوية. وينصح الباحثون بمغادرة الغرفة أثناء تشغيل مصباح التعقيم.
لقاحات السل والحصبة ضد كورونا
أظهرت دراسة جديدة أن لقاح السل المستخدم على نطاق واسع مرتبط بتقليل احتمالية الإصابة بفيروس كورونا ويزيد احتمالية الوقاية منه. يتلقى هذا اللقاح أكثر من 100 مليون طفل حول العالم كل عام، اختبر الباحثون دم أكثر من 6 آلاف شخص بحثاً عن أدلة على وجود أجسام مضادة لفيروس كورونا، وسؤالهم أيضاً عن تاريخهم الطبي وتاريخ اللقاحات.
وجد الباحثون أن الأشخاص الذين تلقوا لقاح السل في الماضي لم تكن نتائج اختبارات الأجسام المضادة لفيروس كورونا في دمائهم إيجابية، ولم يبلّغوا عن إصابتهم بفيروس كورونا أو ظهور أعراضه عليهم، بالمقارنة مع أولئك الذين لم يتلقوا اللقاح. قال الباحثون أن الأفراد الذين تلقوا لقاح السل قد يكونون أقل مرضاً وبالتالي أنتجوا عدداً أقل من الأجسام المضادة لكورونا، أو ربما ركّبوا استجابة مناعية خلوية أكثر كفاءة ضد الفيروس.
وقدم باحثون دليلاً إضافياً على أن لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية «MMR» يقي من فيروس كورونا، وقالوا أنهم وجدوا علاقة عكسية ذات دلالة إحصائية بين مستويات عيار النكاف وشدة الإصابة بكورونا لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 42 عاماً والذين تلقوا لقاحات «MMR». وقد يفسر هذا أيضاً سبب انخفاض معدل حالات الإصابة بكورونا لدى الأطفال كثيراً عن البالغين، فضلاً عن معدل وفيات أقل بكثير. ويعتبر هذا اللقاح آمناً وله آثار جانبية قليلة جداًً.