بين الأطفال واللقاح والإصابة بالصمم: أبرز مستجدات كورونا

5 دقائق
مصدر الصورة: بيكسلز

تتزايد الإصابات بفيروس كورونا يومياً، و تتزايد معها الدراسات الرامية إلى إيجاد العلاج أو اللقاح له، نستعرض لكم فيما يلي أهم ما توصل إليه الباحثون هذا الأسبوع فيما يخص الأطفال والعلاج والوقاية من فيروس كورونا.

لقاح فايزر الفعال والجين المتداخل

أكدت شركة فايزر الأميركية عن أن لقاحها ضد فيروس كورونا والمطور مع شركة بيونتيك الألمانية فعال بنسبة 90%، وجاء ذلك بعد مراجعة نتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح. وأكدت فايزر أن اللقاح القائم على الرنا الرسول «mRNA» وهو جزء من الحمض النووي الريبوزي الرنا، يمكن أن يساعد في الوقاية من فيروس كورونا لدى غالبية الأشخاص الذين يتلقونه. وقالت الشركة إن هذه خطوة أولى لكنها حاسمة في عملنا لتقديم لقاح آمن وفعال.

وفي سياق آخر؛ اكتشف باحثون من عدة مؤسسات علمية دولية؛ جيناً جديداً مخفياً في فيروس كورونا، وهو الجين الذي ربما يكون قد ساهم في بيولوجيته الفريدة وإمكاناته الوبائية، ونشر البحث في دورية «إي لايف». وأكد الباحثون أن الجينات المتداخلة قد تكون إحدى الطرق التي تطورت بها فيروسات كورونا لتتضاعف بكفاءة، أو تحبط مناعة المضيف. وقال الباحثون إن معرفة أن الجينات المتداخلة الموجودة وكيف تعمل؛ قد يكشف عن طرق جديدة للسيطرة على فيروس كورونا، على سبيل المثال من خلال الأدوية المضادة للفيروسات.

الأطفال و كورونا

كان للأطفال نصيب كبير من الاهتمام هذا الأسبوع، فقد قدم لنا الباحثون 3 دراسات مختلفة تخص الأطفال وفيروس كورونا. توضح الدراسة الأولى سبب اختلاف استجابة الأطفال لفيروس كورونا عن البالغين، وتقول أن أجسامهم تنتج أنواعاً مختلفة من الأجسام المضادة و بنسب مختلفة، لذلك فإن مسار العدوى والاستجابة المناعية مميز عند الأطفال و يتخلصون من الفيروس بسرعة، ولا يحتاجون إلى استجابة مناعية قوية من الأجسام المضادة للتخلص منه.

استجابة الأطفال لرؤية مسببات الأمراض للمرة الأولى فريدة جداً، فهم يملكون الكثير من الخلايا التائية القادرة على التعرف جميع أنواع مسببات الأمراض الجديدة، في حين أن كبار السن يعتمدون أكثر على الذاكرة المناعية، ويقول الباحثون أنه كلما زادت حدة العدوى بالفيروس، زادت قوة الاستجابة المناعية، لأنك تحتاج إلى المزيد من الخلايا المناعية لإزالة كمية أكبر من العوامل الممرضة. لذا و بالمقارنة مع البالغين، أنتج الأطفال عدداً أقل من الأجسام المضادة ضد بروتين الفيروس الذي يستخدمه لإصابة الخلايا البشرية.

وأكدت الدراسة الثانية أن الأجسام المضادة التي يشكلها الأطفال قد تحميهم من السلالة الوبائية الجديدة، فقد وجد العلماء أن بعض الأشخاص، ولا سيما الأطفال، لديهم أجسام مضادة تتفاعل مع الفيروس، على الرغم من عدم إصابتهم بفيروس كورونا على الإطلاق. ومن المحتمل أن تكون هذه الأجسام المضادة ناتجة عن التعرض للفيروسات الأخرى، التي تسبب نزلات البرد والتي لها أوجه تشابه بنيوية مع كورونا.

أما الدراسة الثالثة كانت من نصيب حديثي الولادة، فقد أشارت إلى أن الإصابة الشديدة بفيروس كورونا تبدو نادرة عندهم. وشملت الدراسة عينة من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 29 يوماً والمصابين بفيروس كورونا وكانوا في حاجة إلى دخول المستشفى، ووجد الباحثون أن 1 من 1785 مولود جديد يحتاج إلى علاج في المستشفى من عدوى كورونا، أي 0.06% من المواليد.

تحليل دقيق يكتشف كورونا في دقائق

في دراسة جديدة، ابتكر باحثون جهازاً آلياً يمكنه تحديد وجود فيروس كورونا الجديد في نصف ساعة فقط. ويمكنه تحديد العدوى النشطة بتكلفة زهيدة. كما أنه لا يعتمد على الأجسام المضادة مثل غيره من الاختبارات، التي تشير إلى أن شخصاً ما سبق وأن أصيب بالمرض، وليس ما إذا كان مصاباً حالياً فقط. يستفيد الاختبار من خيوط الحمض النووي الريبي لفيروسات كورونا، التي تتركها أينما ذهبت، فإذا كان الحمض النووي الريبي للفيروس موجوداً في عينة مسحة، فإن الشخص الذي تم أخذ العينة منه مصاب.

لبدء الاختبار، يتم إسقاط السائل من عينة مسحة الأنف في رقاقة الاختبار، والتي تستخدم الحقول الكهربائية لاستخراج وتنقية أي أحماض نووية قد تحتويها مثل RNA، ثم يتم تحويله إلى DNA ونسخه عدة مرات باستخدام تقنية التضخيم المتساوي الحرارة. بعد ذلك، استخدم الفريق إنزيماً يسمى «كريسبر-كاس12» لتحديد ما إذا كان أي من الحمض النووي المتضخم قد أتى من فيروس كورونا. أما المجالات الكهربائية تساعد في تركيز جميع المكونات المهمة للتفاعل في مساحة صغيرة، أصغر من عرض شعرة الإنسان، مما يزيد من فرص التفاعل.

الميلاتونين علاج محتمل لفيروس كورونا

تشير دراسة جديدة أن هرمون الميلاتونين الذي ينظم دورة النوم والاستيقاظ ويستخدم للمساعدة على النوم، قد يكون خياراً علاجياً قابلاً للتطبيق عند مرضى كورونا. وفقاً لنتائج الدراسة، فإن منصة ذكاء اصطناعي جديدة تحدد الأدوية المحتملة لعلاج كورونا، قد كشفت عن الميلاتونين كمرشح واعد للعلاج.

كشف تحليل بيانات المرضى أيضاً أن استخدام الميلاتونين كان مرتبطاً بانخفاض احتمال الإصابة بفيروس كورونا بنسبة 30% تقريباً حسب العمر والعرق، وإذا كان الشخص مدخناً أم لا أو أنه يعاني من أمراض مختلفة أخرى. والجدير بالذكر أن انخفاض احتمالية أن تكون نتيجة الاختبار إيجابية للفيروس زادت من 30% إلى 52% للأمريكيين من أصل أفريقي.

رذاذ أنفي يمنع انتقال فيروس كورونا

ابتكر باحثون مضاداً للفيروسات الأنفية مصمم من ببتيد شحمي يمنع اندماج فيروس كورونا مع أغشية الخلايا المضيفة في القوارض وبالتالي يمنع انتشاره، مما يشير إلى أن رذاذ الأنف قد يمنع أيضاً العدوى لدى الأشخاص المعرضين للإصابة بالفيروس. هذا الببتيد غير مكلف، وله عمر افتراضي طويل، ولا يحتاج إلى تبريد، مما يجعله مميزاً عن الأساليب المضادة للفيروسات الأخرى قيد التطوير. يمكن أن يكون الببتيد الدهني الأنفي الجديد مثالياً لوقف انتشار كورونا في العالم عامة، وفي المناطق الريفية وذات الدخل المنخفض والتي يصعب الوصول إليها خاصة.

وفي نموذج الرئة البشرية، كان المركب قادراً على إخماد العدوى الأولية، ومنع انتشار الفيروس داخل الرئة ولم يكن ساماً على الإطلاق للخلايا التنفسية. تمت التجربة على نوع من القوارض حيث أُعطي  الببتيد الدهني في أنوف 6 منهم ومن ثم وضعهم مع أثنين تلقوا بخاخ أنفي ملحي و واحد مصاب بكورونا، وكانت النتيجة بعد 24 ساعة من الاتصال المباشر بينهم، عدم إصابة أياً من القوارض المعالَجة بالببتيد الشحمي، وإصابة الباقي بشدة بفيروس كورونا.

ما مدى فعالية فيتامين سي؟

أثبتت دراسة حديثة أن العامل الرئيسي في فعالية فيتامين سي عند مرضى كورونا هو وجود مستويات عالية من النواقل الطبيعية الموجودة في أغشية الخلايا والتي تسمح للفيتامين بالدخول للخلية. بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل العمر والعرق والجنس والاختلافات الجينية لنواقل فيتامين سي، جميع هذه العوامل تؤثر في فعالية العلاج بفيتامين سي.

أظهر استخدام فيتامين سي عند مصابي كورونا تحسناً في وظائف الرئة في متلازمة ضيق التنفس الحاد، الذي بعد سبباً رئيسياً للوفاة بكورونا. كما أن الأشخاص الأكثر عرضة للخطر يعانون بالأساس من نقص فيتامين سي ولديهم عدد أقل من النواقل الخلوية تمكنهم من الاستفادة من الفيتامين، لذلك يشك الباحثون في أن تناول الكثير من فيتامين سي هو استراتيجية وقائية جيدة ضد كورونا، باستثناء الأفراد الذين يعانون من نقص معروف.

هل يؤدي كورونا إلى الصمم؟

وجدت دراسة شملت 3103 شخصاً، أن 40% من أولئك الذين تظهر عليهم أعراض كورونا يعانون من تفاقم طنين الأذن لديهم. و أفاد عدد صغير من الأشخاص أن طنين الأذن نشأ لديهم مع ظهور أعراض كورونا، مما يشير إلى أن طنين الأذن يمكن أن يكون أحد أعراض كورونا الطويلة في بعض الحالات.

ويعتقد الكثير من الناس أن طنين الأذن لديهم يزداد سوءً بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي، مع مساهمة كلاً من الخوف من الإصابة بكورونا والمخاوف المالية والشعور بالوحدة وصعوبة النوم في جعل طنين الأذن أكثر إزعاجاً لـ 32% من الأشخاص، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل زيادة مكالمات الفيديو، والبيئات المنزلية المزعجة، والتعليم المنزلي وزيادة احتساء المنبهات. وفي بعض الحالات، تبدأ الأعراض بطنين الأذن وتنتهي بفقدان السمع.

المحتوى محمي