يشكك خبراء الصحة في جميع أنحاء العالم في المزاعم التي تفيد بظهور سلالة جديدة محتملة من كوفيد-19 تجمع بين سلالتي دلتا وأوميكرون، ويقولون إن ما تصفه مجموعة بحثية جديدة في قبرص على أنه متغير جديد ناتج عن تلوثٍ مختبري على الأرجح، وغالباً لا يوجد شيء اسمه «دلتاكرون».
ما هو متحور دلتاكرون بالضبط؟
كان ليونديوس كوستريكيس، عالم الأحياء في جامعة قبرص، قد قال إنه حدد وفريقه 25 حالة إصابة بفيروس كورونا أظهرت طفرات في التوقيع الجيني للفيروس، تذكرنا بالطفرات التي يحملها كل من متغيري أوميكرون ودلتا. وقد أخبر كوستريكيس موقع بلومبيرج، والذي نشر القصة يوم السبت، بأن جينوم العينات يحتوي على أنماط دلتا وأوميكرون، وبالتالي من المحتمل نشوء متغير جديد يمكن أن ندعوه «دلتاكرون». أبلغ الفريق النتائج التي توصل إليها إلى «GISAID»، وهي قاعدة البيانات الدولية التي تتعقب الإنفلونزا وفيروسات كورونا للتقييم.
اقرأ أيضاً: لماذا يجب علينا جميعاً تلقي لقاحٍ معزز بعد ظهور متغير أوميكرون؟
التقليل من شأن السلالة الجديدة المفترضة
عندما بدأت أخبار سلالة دلتاكرون في الظهور على شبكات التواصل الاجتماعي، سارع خبراء الصحة العالمية إلى الإدلاء ببيانات تقلل من شأن السلالة الجديدة المفترضة.
في البداية غردت كروتيكا كوبالي، الطبيبة في الفريق الفني لكوفيد-19 التابع لمنظمة الصحة العالمية يوم الأحد أن متغيري أوميكرون ودلتا لم يشكلّا متغيراً فائقاً، وأن ما وجده فريق قبرص ناتج عن تسلسلٍ لأثر صنعي (تلوث مختبري بشظايا أوميكرون في عينة دلتا).
كانت هناك تساؤلات متداولة قبل بداية العام الجديد حول احتمال أن تطفر سلالتان من فيروس كورونا وتندمجان معاً في متغير جديد، ما أدى لانتشار شائعات كان عالم الفيروسات في إمبريال كوليدج لندن «توم بيكوك» يدحضها مراراً. كان بيكوك قد غرّد في أواخر ديسمبر/كانون الأول من 2021 قائلاً: «على الرغم من أنه من الممكن نظرياً أن يطور أحد المتغيرات طفراتٍ تشبه طفرات متغير آخر، إلا أن الغالبية العظمى من هذه الطفرات يُرجح أن تكون ناتجة عن تلوث أو عدوى مشتركة». وأضاف أيضاً: «الكثير من الخصائص التي نعرفها وتجعل متغير دلتا أكثر قابلية للانتقال والعدوى موجودة في متغير أوميكرون بالفعل. ومن غير الواضح بالنسبة لي ما الذي سيجنيه متغير أوميكرون إذا ما اندمج مع متغير دلتا (على الأقل بالنسبة للمعلومات المتوفرة لدينا حالياً)».
عندما ظهرت تقارير حول ظهور متغير دلتاكرون من قبرص، عاد بيكوك ليؤكد أن تسلسلات دلتاكرون التي جاء ذكرها في العديد من وسائل الإعلام تبدو ملوثة بشكل واضح. كما استشهد بالأبحاث السابقة التي أُجريت على الطفرات الفيروسية والعناقيد الجينية لإظهار سبب احتمال ألا يكون دلتاكرون متغيراً جديداً.
اقرأ أيضاً: كيف تختلف أعراض متغير دلتا عن فيروس كورونا الأصلي؟
على الرغم من الشكوك المتزايدة حول صحة النتائج التي توصل إليها كوستريكيس، إلا أنه يصر على أن نتائجه ليست نتيجة التلوث. فقد عاد وأخبر بلومبيرج يوم الأحد أن الحالات التي حددها «تشير إلى ضغط تطوري لسلالة أسلاف لاكتساب هذه الطفرات وليس نتيجة لحدث إعادة تركيب واحد»، وأن مختبرات التسلسل في أكثر من دولة حللت عيناتهم.
بينما قال جيريمي كامل، عالم الأحياء الدقيقة والمناعة بجامعة ولاية لويزيانا، لدورية نيوزويك: «اكتشاف دلتاكرون خاطئ بنسبة 100%، لكنه أمر رائع أن يقوم الباحثون القبرصيون بمراقبة الجينوم الفيروسي». وأضاف أن التقارير الإعلامية قد أطلقت إنذاراتٍ غير ضرورية في هذا الوقت.
وإلى أن يظهر دليلٌ يدعم المزاعم بأن دلتاكرون هو متغير قائم بحد ذاته، لا ينبغي اعتباره سبباً للقلق. وقد غردت كوبالي مازحةً في هذا الصدد: «دلتاكرون غير موجود. دعونا لا ندمج أسماء الأمراض المعدية ولنترك هذا الأمر للأزواج المشاهير».