كورونا يخفض من الخصوبة لدى الرجال بعد الإصابة

2 دقائق
اعراض كورونا طويلة الاجل, اعراض كورونا بعد التعافي
shutterstock.com/ tommaso79

شكّ العلماء لبعض الوقت في أن فيروس كورونا لديه القدرة على إحداث خللٍ في أعداد الحيوانات المنوية الطبيعية لدى الرجال. لذا، أجرى باحثون من جامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا في ووهان بالصين تحليلاً للتقارير الحالية حول الآليات المحتملة التي قد يؤثر فيها فيروس كورونا على خصوبة الرجال. وتؤكد مراجعة البحث الذي نُشر في دورية «ريبرودكشن»، إلى جانب أدلة جديدة قوية، على الحاجة إلى مراقبة الأجهزة التناسلية للرجال باعتبارها عرضةً للإصابة بفيروس كورونا.

في حين أنهم لا يستطيعون القول بثقة أنه كان هناك انخفاض واضح في الخصوبة، فقد حذروا من أن هناك الكثير من الأسباب لإيلاء اهتمام وثيق لهذه الاحتمالية. ويُقترح أن هناك حاجة ملحّة لتتبع مرضى فيروس كورونا الذكور أثناء شفائهم.

من الأمور الأساسية التي يرتكز عليها  فيروس كورونا في إستراتيجية كسر الحاجز والدخول إلى الخلية هو مستقبل خلوي شائع يسمى «الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2». وأينما يُستخدم هذا الإنزيم، فإنه دليلٌ حاسم على أن فيروس كورونا سيترك بصماته، مما يعرّض أعضاء متعددة للخطر.

هذا يعني أن الفيروس لا يؤثر فقط على حاسة الشم والجهاز التنفسي، ولكن يمكن أن يؤثر على الجهاز الهضمي، ويُضعف نظام الدورة الدموية أيضاً، بل ويثير استجابات التهابية في أعماق الدماغ كذلك.

حقيقة أن الأنسجة داخل الخصيتين هي مجرد هدف آخر محتمل لم يستبعدها الباحثون. إذ أكّدت الدراسات المبكرة التي اكتشفت وجود الفيروس في عينات السائل المنوي وجود الحاجة المتزايدة للتحرّي بهذا الشأن.

لكن النتائج لم تكن متسقة تماماً. إذ تميل الأبحاث السابقة التي أجريت على سلف فيروس كورونا، فيروس «SARS-CoV-1»، أيضاً إلى استبعاد المخاوف الخطيرة من تأثيره على ضعف الخصيتين، مع فشل معظم الدراسات في العثور على أية أثر للفيروس داخل أنسجتها. لكن، ومع ذلك، يبدو الآن أن ثقل الأدلة يميل بشكل جيّد لصالح الحجج القائلة بأن نسيج الخصية يتضرر عادةً كنتيجة مباشرة لفيروس كورونا المستجد.

أفاد بحثٌ مطول نُشر مؤخراً أجراه باحثون من جامعة جستس-لايبيج الألمانية وجامعة العلامة طباطبائي الإيرانية عن أدلة تجريبية مباشرة على مثل هذا الضرر. حيث نظرت دراستهم في علامات الالتهاب في عينات أنسجة 84 رجلاً تم تشخيص إصابتهم بفيروس كورونا، مقارنة بـ105 أشخاص سليمين، وقاموا بتقييم جودة الحيوانات المنوية والبحث عن علامات الإجهاد التأكسدي في عينات كلا المجموعتين.

كان من الواضح أن الإصابة بفيروس كورونا أحدثت بعض الاختلاف على الأقل، حيث ظهر الالتهاب والإجهاد الخلوي لدى الذين تم تشخيص إصابتهم بالفيروس بشدة تبلغ ضِعف تلك التي ظهرت لدى أولئك الذين لم يتم تشخيصهم. وعلاوةً على ذلك، كانت الحيوانات المنوية للرجال المصابين أبطأ بمعدل ثلاث مرات تقريباً، وكان عدد الحيوانات المنوية لديهم أقل أيضاً.

على الرغم من أن هذه التأثيرات تميل إلى التحسن بمرور الوقت، إلا أنها ظلّت أعلى بشكل ملحوظ وغير طبيعي في مرضى كورونا، وكان حجم هذه التغييرات مرتبطاً أيضاً بدرجة خطورة الإصابة بالمرض.

لا زال من غير الواضح ما يعنيه هذا بالنسبة للرجال الذين يتعافون من عدوى فيروس كورونا، خاصةً على المدى الطويل. ويدعو الباحثون إلى مزيد من البحث والدراسات قبل الجزم حول كيف  سيكون انخفاض الخصوبة له أي تأثير حقيقي على جهود الحمل.

ومع ذلك، مع مواجهة العديد من الدول في جميع أنحاء العالم بالفعل أزمة خصوبة متصاعدة تعد بكبح النمو السكاني في المستقبل، يمكن أن يكون فيروس كورونا عقبة أخرى يجب التغلب عليها في هذا الشأن.

الآمال معلقة على اللقاحات التي تضع حداً لأسوأ الوباء في المستقبل القريب. ولكن حتى إذا انتصرنا في النهاية، فسوف تبقى ندوب فيروس كورونا على أجسادنا لفترة طويلة قادمة.

المحتوى محمي