يبدو أن سلالة فيروس كورونا التي نشأت في المملكة المتحدة وتنتشر عبر أنحاء العالم تطور طفرةً جديدةً تسمى «E484K»، يخشى العلماء أنها قد تساعده في تجنب الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم، سواءً من العدوى السابقة أو بمساعدة اللقاحات. مما يعني أن اللقاحات قد تعمل بفاعليةٍ أقل أو أن الناس المطعّمون قد يصابون بالعدوى مرة أخرى.
أخبار ليست بالسارّة
قالت هيئة الصحة العامة في إنجلترا في 26 يناير/كانون الثاني إن 11 حالة من المتغير البريطاني، المسمى «B.1.1.7»، وُجد لديها لديها طفرة «E484K» في مجموعة بيانات تضم أكثر من 200 ألف تسلسل في المملكة المتحدة. وهو ما شكّل مصدر قلق لدى علماء وباحثي الفيروسات. إذ أن حقيقة أن سلالة فيروس كورونا البريطانية تكتسب هذه الطفرة تُظهر أن الفيروس من المرجح جداً أن يتكيف مع استجابتنا المناعية.
اتّضح كذلك أن السلالة التي اكتُشفت في جنوب إفريقيا قد تكون قادرةً على إعادة إصابة الأفراد الذين أصيبوا سابقاً بالشكل الأصلي للفيروس، لكن بشكل أكثر كفاءة. ومن المحتمل أن يكون هذا بسبب طفرة «E484K» التي قد تضعف الاستجابة المناعية كذلك. كما أن تلك الطفرة يمكن أن تؤثر على المدة التي تستغرقها استجابة الجسم المضاد.
قالت شركة «نوفافاكس» لصناعة اللقاح، في بيانٍ لها، إنه تبين أن لقاحها أقل فعالية بالنسبة للسلالة الجنوب إفريقية. وقالت شركة «جونسون & جونسون» يوم الجمعة إنه تبيّن أن جرعة لقاحها أظهرت فاعليةً في سلالة جنوب إفريقيا من الفيروس، وأشار العلماء إلى أن هذا بسبب طفرة «E484K».
بينما أوضحت كل من شركتي «فايزر» و «مودرنا» إن لقاحاتهما ما زالت تعمل ضد السلالات المخبرية التي يصنعها الإنسان والتي تحتوي على الطفرة المسمّاة ذاتها، وإن كانت بجودة أقل. لكن لم تختبر أي من الشركتين لقاحها على سلالات فيروس كورونا الحاوية للطفرة في العالم الحقيقي.
تطور مقلق.. لكنه متوقع
إذا وصلت طفرة «E484K» إلى معظم فيروسات السلالة البريطانية «B.1.1.7»، فإن التطمينات الأخيرة التي نصّت عليها الدراسات الحديثة، والتي أظهرت أن لقاحات الـ«mRNA»، مثل لقاحات «فايزر» و «مودرنا» ستظل توفر الحماية المثلى ضد السلالة البريطانية ربما لن تعود صالحة.
تحدث الطفرات عندما يتكاثر الفيروس ويرتكب أخطاء؛ هذه عملية طبيعية. لكن تصبح الطفرات مقلقة عندما تؤثر على سلوك الفيروس. وقالت هيئة الصحة العامة في إنجلترا إن المعلومات الأولية تشير إلى أن أكثر من حدث اكتساب تسبب في حدوث طفرة E484K.
أكّد الباحثون أنه مهما كانت التغييرات التي حدثت في السلالة البريطانية أو أي من السلالات الأخرى للفيروس، فإن التدابير القياسية لتقييد انتقال العدوى مثل غسل اليدين والتباعد الاجتماعي، على سبيل المثال، ستبقى مساعدة في منع حدوثها.