لقاحات الطفولة تحمي من الإصابة الشديدة بفيروس كورونا

2 دقائق
Shutterstock.com/REDPIXEL.PL

أوضحت دراسة جديدة من مستشفى بريغهام والنساء الأميركية، أن لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية «MMR»؛ الذي يُعطى خلال مرحلة الطفولة المبكرة، ولقاح الكزاز والدفتيريا والسعال الديكي «Tdap»؛ الذي يُعطى كل 10 سنوات، من الممكن أن يثيرا استجابةً مناعيةً ضد مستضدات فيروس كورونا، وتحمي أيضاً من الإصابة الشديدة التي تتسبب في دخول وحدة العناية المركزة أو الوفاة، ونُشرت الدراسة في دورية «ميد» العلمية.

صُممت اللقاحات لحث الجهاز المناعي للجسم على توليد استجابة مناعية قوية وطويلة الأمد من خلال تكوين خلايا الذاكرة التائية والخلايا البائية، وذلك للوقاية من أمراض معينة.

وجد الباحثون الآن أن الخلايا المناعية التائية؛ التي ولّدها الجسم بعد تلقّي لقاحيّ «MMR» و «Tdap» في مرحلة الطفولة، يمكن أن يتم تنشيطها عند تلقي عدوى فيروس كورونا؛ مما يمنح الجهاز المناعي بدايةً قويةً للاستجابة ضده.

لتأكيد ذلك؛ أجرى الباحثون في مستشفى بريغهام والنساء تحليلات معملية باستخدام تقنيات حساسة جديدة لاكتشاف وتمييز استجابات الخلايا التائية للمستضدات، وطبقوا هذه التقنيات لقياس استجابةً الخلايا التائية المعزولة من دم مرضى كورونا في فترة النقاهة والمرضى الذين تلقوا لقاح كورونا ولقاح «MMR» و «Tdap». وبالتعاون مع «كليفلاند كلينك»؛ استنتج الباحثون أن تلقّي لقاح «MMR» أو «Tdap» سابقاً، له علاقةً بانخفاض شدة الإصابة بكورونا. 

قال الدكتور «أندريو ليتشتمان»؛ المؤلف المشارك في الدراسة واختصاصي المناعة ومحقق كبير في قسم علم الأمراض في بريغهام وأستاذ علم الأمراض في كلية الطب بجامعة هارفارد: «لاحظ زملاؤنا في كليفلاند كلينك ارتباطاً؛ حيث كان الأفراد المصابون بفيروس كورونا؛ والذين تلقوا لقاح «MMR» أو «Tdap»، أقل عُرضةً لدخول وحدة العناية المركزة أو الموت».

لإجراء التجارب؛ استخدم الفريق خلايا تحمل مستضدات فيروس كورونا أو «MMR» أو «Tdap»، وزُرعت بشكل مشترك مع الخلايا التائية من نفس الفرد. باستخدام تسلسل الحمض النووي الريبي أحادي الخلية وتحليل مستقبلات مستضد الخلايا التائية؛ لاحظ الفريق أن مستقبلات المستضد في العديد من الخلايا التائية من الأفراد الذين تعافوا من كورونا؛ والتي استجابت لبروتينات «سبايك» و«نيكليوكابسيد»، متطابقة مع مستقبلات المستضد على الخلايا التائية التي استجابت لبروتينات «MMR» و «Tdap». أشار هذا الاكتشاف إلى أن الخلايا التائية التي يمكن أن تستجيب لكل من مستضدات لقاح «MMR» و «Tdap»، يمكن أن تستجيب لمستضدات كورونا.

في تحليل ثانٍ، تعاون الباحثون من مستشفى بريغهام مع محققين في كليفلاند كلينك لفحص الأدلة الوبائية. أجرى فريق كليفلاند كلينك دراسة جماعية باستخدام بيانات أكثر من 75 ألف مريض، شُفيوا من كورونا أو دخلوا وحدة العناية المركزة أو توفوا بسببه أيضاً، وكان منهم أشخاص تلقوا لقاح «MMR» أو «Tdap»، ومنهم لم يتلقوا ذلك اللقاح. ووجدوا أن المرضى الذين سبق تطعيمهم بهذه اللقاحات انخفضت نسبة دخولهم إلى المستشفى بحوالي 38%، وانخفضت نسبة دخولهم وحدة العناية المركزة أو الوفاة بحوالي 32%.

انخفض التطعيم الروتيني للأطفال، خلال جائحة كورونا، انخفاضاً ملحوظاً. تؤكد نتائج الدراسة على أهمية هذه التطعيمات في الحماية من الإصابة الشديدة بفيروس كورونا، ناهيك عن أهميتها في الحماية من الأمراض الخطيرة التي صُممت لأجلها. وتؤكد أيضاً أن لقاحات «MMR» و «Tdap»، لا تشكل بديلاً عن لقاح كورونا؛ لكنها يمكن أن توفر حمايةً من الإصابة الحادة في المناطق التي يصعب فيها توفير لقاح كورونا. 

المحتوى محمي