لقاح أكسفورد وهرمون يحمي النساء: أبرز مستجدات فيروس كورونا 

4 دقائق
الصورة: بيكساباي

أعلنت الإمارات عن تسجيل لقاح ضد فيروس كورونا، ونشرت أكسفورد نتائج دراستها للقاحها ضد الفيروس، بينما أكّد باحثون أنّ الرجال معرضون لدخول العناية المركزة أكثر من النساء بـ 3 أضعاف، وفي النهاية أشار باحثون آخرون أنّ فيروس كورونا يسبب تلف الأوعية الدموية عند الأطفال.

الإمارات تسجّل لقاح كورونا الصيني رسمياً

أعلنت وزارة الصحة الإماراتية عن تسجيل لقاح ضد فيروس كورونا رسمياً، يعتمد اللقاح على تقنية الفيروس غير النشط، وطورته شركة «سينوفارم» الصينية، وجاء قرار التسجيل بعد مراجعة النتائج الأولية لتجارب المرحلة 3 التي أجرتها الشركة، وأظهرت النتائج فعالية بنسبة 86% ضد الاصابة بفيروس كورونا، وأكدت وزارة الصحة الإماراتية أنّ سجلّ الإقلاب المَصلي جاء بمعدل 99% من الأجسام المضادة المُعادِلة، و100% كمعدّل وقاية من الحالات المتوسطة أو الشديدة من المرض، كما أظهرت البيانات عدم وجود مخاوف متعلقة بسلامة اللقاح على جميع متلقيه.

أكسفورد تنشر نتائج تجاربها للقاح كورونا

نشرت جامعة أكسفورد نتائج تجارب لقاحها ضد فيروس كورونا لأول مرة، وكان الباحثون قد حللوا بيانات 23745 بالغاً في المملكة المتحدة والبرازيل وجنوب إفريقيا؛ وذلك لتوفير دقة أكبر لنتائج الفعالية والسلامة وفهم أوسع لاستخدام اللقاح في مجموعات سكانية مختلفة، وتم إثبات أن اللقاح آمن، فقد عانى 3 فقط من المشاركين على مدى 3.4 شهراً ​​من أحداث سلبية خطيرة قد تكون مرتبطة باللقاح.

في التجربة، تم إعطاء نصف المشاركين لقاح كورونا، والنصف الآخر أُعطوا إما لقاح المكورات السحائية المقارن أو محلول ملحي. وثم تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين؛ في المجموعة الأولى تلقّى المشاركون جرعتين فيروسيتين كاملتين، وتلقّت المجموعة الثانية نصف جرعة كجرعة أولى، تليها جرعة ثانية كاملة. وأشارت النتائج أنّ اللقاح يقي من شكل المرض المصحوب بأعراض في 70% من الحالات، مع فعالية اللقاح بنسبة 62% لأولئك الذين أُعطوا جرعتين كاملتين، و 90% لمن أُعطوا نصف جرعة ثم جرعة كاملة. يحفّز اللقاح الأجسام المضادة والاستجابات المناعية للخلايا التائية، وهو آمن للبالغين الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً وأكثر، بما في ذلك كبار السن.

كشف كورونا في أقل من خمس دقائق

طوّر باحثون اختبار سريع وفائق الحساسية باستخدام مستشعر كهروكيميائي ورقي، يعتمد على الجرافين، يمكنه اكتشاف وجود المادة الجينية لفيروس كورونا في أقل من 5 دقائق. يتكون هذا المستشعر الحيوي من موضع لقياس القراءة الكهربائية وكاشف عن وجود الحمض النووي الريبي الفيروسي. غلّف الباحثون ورق ترشيح بطبقة من صفائح نانوية مصنوعة من الجرافين لإنشاء فيلم موصل، بعد ذلك، وضعوا قطباً كهربائياً من الذهب أعلى الجرافين كوسادة اتصال للقراءات الكهربائية. يتمتع كل من الذهب والجرافين بحساسية عالية وموصلية عالية؛ مما يجعل هذه المنصة شديدة الحساسية لاكتشاف التغيرات في الإشارات الكهربائية.

اختبر الفريق أداء هذا المستشعر باستخدام عينات كورونا الإيجابية والسلبية، وأكّد المستشعر وجود المادة الوراثية الفيروسية في أقل من 5 دقائق. علاوة على ذلك، كان المستشعر قادراً على تمييز كمية الحمض النووي الريبي الفيروسي في هذه العينات، وبالتالي تحديد تقدُّم العدوى. يتميز هذا الجهاز بسهولة النقل والتكلفة المنخفضة، ويمكن استخدامه، عند تكامله مع وحدات التحكم الدقيقة وشاشات LED أو بهاتف ذكي عبر بلوتوث أو واي فاي، في نقطة الرعاية في عيادة الطبيب أو حتى في المنزل.

مضادات الهيستامين فعالة ضد فيروس كورونا

أظهرت دراسة أنّ 3 أدوية شائعة من مضادات الهيستامين «هيدروكسيزين، ودي فين هيدرامين، وأزيلاستين» لها تأثيرات مباشرة و مضادة لفيروس كورونا. حلل الباحثون السجلات الطبية لما يقارب ربع مليون مريض، ووجدوا أنّ الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 61 عاماً أو أكبر، والذين يستخدمون بعض مضادات الهيستامين، كانوا أقل عرضةً لإيجابية اختبار فيروس كورونا من أولئك الذين لم يتناولوا الأدوية. لكن يحذّر الباحثون من العلاج الذاتي بمضادات الهيستامين كوقاية أو علاج لكورونا.

تم اختبار الأدوية بتركيزات مختلفة لقياس المقدار المطلوب لتثبيط الفيروس، ومن بين الأدوية الثلاثة، وُجِد أنّ «الأزيلاستين» يثبّط فيروس كورونا بجرعة أقل من الكمية الموصوفة كرذاذ أنفي. بينما تتطلّب مضادات الهيستامين الأخرى تركيزات دوائية أعلى من مستويات الجرعات الموصى بها حالياً لتحقيق نشاط مضاد للفيروسات في الخلايا.

بين الرئة والقلب: تأكيد مضاعفات فيروس كورونا

أكّدت دراسة أُجريت على مرضى أُصيبوا بفيروس كورونا، على وجود العديد من مضاعفات المرض. فقد درس الباحثون بيانات 70288 مريضاً بكورونا، تم إدخال أكثر من نصفهم إلى المستشفى، وتم قبول ما يقارب 5% منهم إلى وحدة العناية المركزة؛ كان متوسط ​​العمر 65 سنة، و 55.8% من الإناث.

ركَّز الباحثون على جميع رموز التشخيص الممكنة، وحددوا تلك التي زادت وتيرتها بعد ظهور كورونا. وكانت المضاعفات الأكثر شيوعاً المرتبطة بكورونا هي الالتهاب الرئوي بنسبة 27.6%، وفشل الجهاز التنفسي 22.6%، والفشل الكلوي 11.8%، والإنتان أو الالتهاب الجهازي 10.4%. ووجد الباحثون أيضاً ارتباطات مع مجموعة أخرى من أمراض الرئة والقلب والأوعية الدموية، مثل اضطرابات تخثر الدم والتهاب القلب، لكنّ مخاطرها كانت منخفضة نسبياً، ولا يبدو أنّ كورونا مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

تحديد علاجات مُحتمَلة جديدة لكورونا

حدّدت دراسة الأدوية المحتملة التي يمكن استعمالها معاً كمزيج لاستهداف البروتينات الحيوية الضرورية لتكرار فيروس كورونا، والتي تشارك أيضاً في المرحلة الأولية من عدوى الخلايا المضيفة. فحَص الباحثون كميات هائلة من المُركَّبات في قواعد بيانات الأدوية، وتضمنت دراستهم تحديد مُركَّبات الرصاص التي تُظهر إمكانية علاج فيروس كورونا، ويقول الباحثون أنّ هذا الاستهداف المتعدد يوفر طريقة فعالة للتعامل مع مقاومة الأدوية، وتمكّن الدواء من العمل حتى مع طفرات الفيروس وتحوّراته السريعة، وحتى إذا تحوّر أحد البروتينات، فسيكون الدواء فعالاً على الآخرين. على سبيل المثال، اقترحت الدراسة مزيجاً من مركبات «بالوكسافير ماربوكسيل وناتاميسين و مركب RU85053»، وهي تستهدف 3 بروتينات فيروسية رئيسية.

تلف الأوعية الدموية عند الأطفال

وجد باحثون في مستشفى للأطفال مستويات مرتفعة من تلف الأوعية الدموية لدى الأطفال المصابين بعدوى فيروس كورونا، حتى لو كانت الأعراض قليلة أو معدومة. ووجدوا أيضاً أنّ نسبة عالية من الأطفال المصابين بعدوى كورونا تنطبق عليهم المعايير السريرية والتشخيصية لاعتلال الأوعية الدقيقة الخُثاري وهي متلازمة تنطوي على تخثر في الأوعية الدموية الصغيرة، وقد تم تحديدها كسبب محتمل للمظاهر الشديدة لكورونا عند البالغين. وذلك بعد تحليل البيانات لـ 50 طفلاً مصاباً بعدوى فيروس كورونا الحادة.

الرجال أكثر عرضة لدخول العناية المركزة

أثبتت دراسة أنّ الرجال المصابين بفيروس كورونا هم أكثر عرضة بـ 3 مرات لدخول للعناية المركزة من النساء، كما أنهم أكثر عرضة بنسبة 39% للوفاة بسبب الفيروس، رغم أنّ خطر الإصابة بعدوى كورونا نفسُهُ بالنسبة للنساء والرجال. حلَّل الباحثون أكثر من 3 ملايين حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا من 46 دولة و 44 ولاية في الولايات المتحدة.

قال الباحثون أنّ السبب في دخول الرجال إلى العناية المركزة أكثر من النساء، يعزى إلى الاختلافات البيولوجية بين الجنسين، فهناك فروق في كل من الجهاز المناعي الفطري والتكيفي التي قد تكون مسؤولة عن ميزة الإناث في كورونا. كما أنّ النساء تُنتِج المزيد من بروتينات «الإنترفيرون» التي تحد من الاستجابة المناعية غير الطبيعية المعروفة باسم عاصفة «السيتوكين»، والتي يُعتقد أنها تلعب دوراً في إثارة أشكال حادة من كورونا، وإنّ هرمون «الاستراديول» الأنثوي قد يساعد النساء أيضاً على درء الأشكال الخطيرة من الفيروس، لأنه يعزز استجابة الخلايا التائية التي تقتل الخلايا المصابة ويزيد من إنتاج الأجسام المضادة، بالإضافة إلى أنّ هرمون «التستوستيرون» الذكري يثبط جهاز المناعة.

المحتوى محمي