توصّل فريقٌ دولي من الباحثين إلى أن 50% على الأقل من حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا تأتي من أشخاص مصابين دون أعراض؛ وذلك في دراسة نُشرت في دورية «ذا أميريكان ميديكال أسوسياشن» الخميس المنصرم.
لا يزال هناك بعض الجدل حول مدى مساهمة اتّباع إرشادات الصحة العامة حول ارتداء أقنعة الوجه والتباعد الاجتماعي ونظافة اليدين في الحد من الانتشار، إلا أن هذه الدراسة توضح أنه على الرغم من أن فحص الأعراض قد يكون له بعض القيمة، إلا أن اتباع إجراءات الحماية سيكون مفيداً أكثر من المُعتقد.
قام الباحثون- في سبيل الوصول إلى النتيجة- بنمذجة الأشخاص الناقلين لفيروس كورونا المحتملين في ثلاث مجموعات؛ الأشخاص الذين لم تظهر عليهم الأعراض أبداً، والذين لم تظهر عليهم الأعراض بعد، والذين ظهرت عليهم الأعراض، ثم قاموا بنمذجة مدى قدرة كل مجموعة على نقل فيروس كورونا اعتماداً على اليوم الذي يكون فيه الأشخاص أكثر عدوى، إذ افترضوا أن الأشخاص في كافة المجموعات سيكونون أكبر قدرة على الإصابة بعد 5 أيام من التعرض لفيروس كورونا؛ ذلك وفقاً لما وجده الباحثون على أنه متوسط فترة الحضانة- المدة الزمنية التي يستغرقها معظم الأشخاص لتطوير الأعراض بعد التعرّض للعدوى.
افترض النموذج في البداية أن 30% من الأشخاص لم تظهر عليهم أعراضٌ قط، وأن هؤلاء الأفراد كانوا معديين بنسبة 75%؛ مثل الأشخاص الذين ظهرت عليهم الأعراض أو ظهرت عليهم في النهاية. وبناءً على هذه الافتراضات، أشارت النتائج إلى أن الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض وحدهم مسؤولون عن 24% من حالات العدوى، لكن الباحثين قاموا أيضاً بنمذجة السيناريوهات؛ التي حدثت فيها ذروة العدوى بعد ثلاثة، وأربعة، وستة، وسبعة أيام، وقاموا برفع وخفض النسبة المئوية للأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض في النموذج، بالإضافة إلى معدل العدوى لديهم مقارنة بالمجموعات الأخرى؛ وذلك في سبيل الوصول إلى نتائج أكثر شمولية، واتّضح- عبر معظم هذه السيناريوهات- أن الأشخاص الذين ليس لديهم أعراض ينقلون ما لا يقل عن 50% من الإصابات الجديدة، ورغم كل ذلك، من المحتمل ألا يُظهر هذا النموذج النسبة الحقيقية لحالات الإصابة بفيروس كورونا؛ التي ينقلها أشخاص ليس لديهم أعراض، لأنهم حسبوا معدلات انتقال العدوى إذا كان الجميع يتحركون بشكل عشوائي، ولكن في الواقع، تفحص العديد من المطاعم والمؤسسات الأخرى الحمى والأعراض الأخرى لمنع الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض من الدخول، كما يتم عزل العديد من الأشخاص الذين يعانون من الأعراض في منازلهم؛ مما يجعلهم أقل عرضة لنقل فيروس كورونا من الأشخاص الذين يشعرون بصحة جيدة.