كريستين جنكينز. أستاذة الطب التنفسي، جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني، أستاذ سريري في جامعة سيدني، معهد جورج للصحة العالمية.
يثير فيروس كورونا الجديد قلقاً بشكلٍ خاص بالنسبة لنحو 2.7 مليون أسترالي يعانون من مرض الربو، أي ما يعادل واحداً من بين 9 أشخاص من سكّان أستراليا تقريباً.
عادة ما تسبب عدوى الجهاز التنفسي الفيروسية -خصوصاً تلك التي تسبب نزلات البرد- نوبات من الربو، وتعدّ السبب الرئيسي لنوبات الربو لدى كل من الأطفال والبالغين خلال فصلي الخريف والشتاء. لذا من الطبيعي أن يخشى المصابون بالربو أن يكونوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بالعدوى أثناء جائحة فيروس كورونا.
في الواقع، لا نعلم حتى الآن ما إذا كان الأشخاص المصابون بالربو سيكونون مُعرضين لخطر شديد إذا أُصيبوا بعدوى فيروس كورونا أم لا، لكن بإمكان المصابين بالربو تقليل أثر أي عدوى فيروسية إلى حدٍ كبير، سواء كانت نزلات البرد العادية، أو حتّى عدوى فيروس كورونا.
السيطرة الجيدة على الربو
يتسبب الربو بالتهاب بطانة الممرات الهوائية في الرئة. وقد تكون إصابة معظم البالغين وبعض الأطفال المصابين بالربو مزمنة، حيث يمكن أن يستمر التهاب الشعب الهوائية فترة طويلة -حتى بين نوبات الربو الحادّة، ويسهمُ بشكلٍ كبير في ظهور الأعراض اليومية عند بعض الأشخاص. وإذا لم يُعالجَ هذا الالتهاب، يمكن أن يؤدي إلى حدوث ضيق تدريجي في حجم الشعب الهوائية، ولن تعود وظيفة الرئة إلى طبيعتها مطلقاً.
«السيطرة الجيدة على الربو» هي النقطة الرئيسية للحد من المخاطر المحتملة التي قد تصيبك، وهذا يشمل:
- ظهور أعراض يومية خفيفة، أو عدم ظهورها.
- عدم الاستيقاظ ليلاً.
- عدم ظهور نوبات ربو.
- قيام الرئتين بوظيفتها بشكلٍ جيد بحيث يمكنك القيام بجميع أنشطتك اليومية العادية دون أي مشاكل.
يمكن القيام بـ «السيطرة الجيدة على الربو» من خلال تناول الأدوية بشكلٍ منتظم، سواء من خلال تناول مهدئات، أو موانع نوبات الربو.
أدوية الربو المهدئة والمانعة
تعمل مهدئات الربو على توسيع الشعب الهوائية عملياً، أي أنّها تعمل على إرخاء العضلات بسرعة، وفتح ممرات التنفس لتمكين المصاب من التنفس بشكلٍ طبيعي. ومن أشهرها «سالبوتامول»، حيث يُعدّ الدواء الأكثر شيوعاً واستخداماً، وعادةً ما يُصنعُ على شكل قابلٍ للاستنشاق من خلال بخّاخ هوائي يؤخذ عن طريق الفم. بينما تشمل الأدوية المانعة؛ «بريو»، «سيمبيكورت»، «فلوتيفورم»، «سيرتايد»، و«فليكسوتايد».
تحتوي الأدوية المانعة الأكثر شيوعاً في أستراليا على ستيروئيدات قشرية قابلة للاستنشاق (وهو مُضاد للالتهابات وموّسع قصبي مديد المفعول)، وهو مزيجٌ مثالي للتحكم في أعراض الربو. يؤدي استخدام الأدوية المانعة بشكلٍ مناسب إلى تخفيف الأعراض بدرجةٍ كبيرة قد لا تُضطر المريض لتناول أدوية مهدئة لنوبات الربو لأسابيع، وربما حتى أشهر.
ينبغي على المصابين بالربو الاستمرار في تناول «أدوية منع الربو» إذا وصفت لهم، وذلك طوال فترة جائحة فيروس كورونا لزيادة فُرص بقائهم أصحّاء. قد يؤدي إيقاف هذه الأدوية إلى زيادة خطر الإصابة بالربو، والذي لا يمكن السيطرة عليه بشكلٍ جيد، وزيادة خطر حدوث نوباتٍ حادة، أو قد يضطر المريض إلى دخول المستشفى.
توقف عن شراء الأدوية وتخزينها
للأسف، حدث مؤخراً نقص في أدوية «السالبوتامول» في الصيدليات الأسترالية. في الواقع ليس هناك حاجة لتخزين هذه الأدوية طالما أن لها تاريخ صلاحية محدد قد لا تستخدمه بعدها. فكلما قللنا من حمّى شراء هذه الأدوية، توفرت أكثر للمحتاجين لها.
حافظ على صحتك وقلل المخاطر
لتقليل خطر إصابتك بأي فيروس تنفسي، بما في ذلك فيروس كورونا، يجب عليك اتباع النصائح التالية:
- تناول الأدوية المانعة يومياً وفقاً لما يقرره الطبيب.
- احرص على معرفة مكان جهاز الاستنشاق الخاص بالسالبوتامول، ووتحقّق من استهلاك الدواء ضمن الفترة المحددة.
- ابق على اتصال مع طبيبك لاطلاعه على خطّة تناول الدواء، وللتأكد من أن الأدوية والجرعات الحالية مناسبة.
- احرص على أن يكون لديك خطة عملٍ محدّثة ومكتوبة لمعالجة الربو، واحتفظ بها في متناول يدك.
- احرص على أخذ لقاح الأنفلونزا.
الهدف من خطّة العلاج المكتوبة هو احتمال تكثيف العلاج إذا ساءت الأعراض، بحيث تنطوي على ارشادات حول متى تبدأ بتناول أدويةٍ أخرى إضافية، مثل تناول دواء ستيروئيدي مضاد للالتهاب مثل «البريدنيزون»، أو متى يجب الاتصال مع الطبيب.
يمكن أن يساعدك طبيبك في التعرّف على الأعراض المبكرة لنوبة الربو أو الالتهاب، وفي كتابة خطة جديدة، ومناقشته حول كيفية علاج نوبات الربو حتى تعرف تماماً ما عليك القيام به إذا ساءت الأعراض.
يجب أن تتضمن خطة العمل الخاصة بك كيفية استخدام البخاخ وفاصل جهاز الاستنشاق عندما تسوء الأعراض. يجب تجنّب استخدام جهاز الرذّاذ لأنه يزيد خطر انتشار فيروس كورونا. فأثناء انتشار فيروس سارس عام 2003، أفادت تقارير بأن العاملين في مجال الرعاية الصحية نقلت إليهم العدوى بسبب التعرّض للرذاذ الجوي، وذلك عند استخدام الرذاذات لإعطاء جرعات الأدوية للمصابين بالربو. في الواقع، لقد بتنا نعلم الآن أن فيروس كورونا يمكنه أن ينتقل عبر الرذاذ، لذلك لا ينبغي استخدام الرذّاذات لعلاج نوبات الربو في المنزل أو في المستشفى.
يعمل التحكم الجيد في الربو على تقليل أثر فيروس كورونا عليك إلى الحدّ الأدنى في حال نقلت إليك العدوى، لكنه لا ينفي خطر تطور أعراض مرض كورونا عليك تماماً.
إذا كانت أدوية الربو المعتادة لا تناسبك، فاطلب النصيحة الطبية على الفور. في هذه الأثناء، استمر في بذل كل ما في وسعك لتقليل خطر الإصابة بفيروس كورونا في المقام الأول عن طريق التباعد الاجتماعي، وغسل اليدين بشكلٍ متكرر.