عانى أكثر من 1200 أميركي من مشاكل قلبية منذ تلقّيهم أحد لقاحي «فايزر-بيونتيك» أو «مودرنا» الخاصّين بمرض كوفيد-19. يحقق مركز السيطرة على الأمراض في هذا الموضوع؛ ولكنه لا يزال ينصح بشدة أن يتلقّى أي شخص من عمر الـ 12 أو أكثر اللقاحات، فهل هناك علاقة بين التهاب القلب ولقاح كوفيد-19؟
مشاكل في القلب
المشاكل القلبية التي ظهرت نتيجة تلقّي اللقاحات هي التهاب عضلة القلب، والتهاب التامور؛ أي التهاب الأنسجة المحيطة بالقلب. في تقديم أجراه مركز السيطرة على الأمراض هذا الأسبوع، لخّص خبراء المركز الصحيين ما يعرفونه حتى الآن عن العلاقة بين تلقّي اللقاحات والحالات القلبية سابقة الذكر.
هذه الآثار الجانبية نادرة؛ إذ تم منح أكثر من 300 مليون جرعة من لقاحات «إم آر إن إيه» في الولايات المتحدة، وعانى 1226 شخصاً فقط من المشاكل القلبية. جديرٌ بالذكر أن احتمال ظهور هذه المشاكل يزيد عند الأشخاص الذين تلقّوا الجرعة الثانية من اللقاحات التي تُمنح على جرعتين. يمثّل الذكور حوالي 75% من الحالات، والمراهقون والشباب تحت عمر الـ 30 هم الأكثر عرضةً.
تبيّن مراجعة أوّلية أجراها مركز السيطرة على الأمراض لـ 323 حالة من التهاب عضلة القلب والأنسجة المحيطة به عند الأفراد تحت عمر الـ 30، أن هذه الحالات ليست مميتةً على ما يبدو. من بين 323 حالة، تم إدخال 309 أفراد إلى المستشفى؛ ولكن خرج منهم حتى الآن حوالي 295، ومعظمهم تعافوا بشكلٍ كامل من جميع الأعراض. مع ذلك، فلا يزال 9 مرضى داخل المستشفى، وأُدخل 2 منهم إلى وحدة العناية المركزة، كما تتم مراجعة المزيد من الحالات حالياً.
نصائح الخبراء
لا يزال الخبراء يحثّون أي شخص مؤهل لتلقّي لقاح كورونا على تلقّيه، وعلى إثر تصريحات مركز السيطرة على الأمراض؛ أصدرت أكثر من 10 وكالات صحية حكومية ومهنيّة تصريحاً مشتركاً حول التهاب القلب ولقاح كوفيد-19 ينص على أن «هذه الآثار الجانبية نادرة للغاية، ولن يعاني إلا عدد قليل للغاية من الأشخاص منها بعد تلقّي اللقاح».
يركّز التصريح الأخير أيضاً على فوائد اللقاحات، ويبيّن أن «معظم الحالات غير شديدة، وأن صغار السن الذين يصابون بالأعراض القلبية يتعافون دون رعاية صحية، أو نتيجةً لتلقّي الحد الأدنى من الرعاية في أغلب الحالات. بالإضافة لذلك؛ نحن نعلم أن حالات التهاب عضلة القلب والأنسجة المحيطة تصبح أكثر شيوعاً بكثير عند الإصابة بمرض كوفيد-19، كما أن الخطر الذي تتسبب به الإصابة بالمرض على القلب يمكن أن يكون أكبر بكثير».
قال «جيمس دو لومون»؛ طبيب القلب في مركز «ساوث ويسترن» الطبّي في جامعة تكساس لصحيفة «ذا نيويورك تايمز»: «الإصابة بالتهاب عضلة القلب نتيجةً للإصابة بكوفيد-19، أكثر شيوعاً للغاية من الإصابة بهذه الحالة نتيجةً لتلقّي اللقاحات؛ حتى بالنسبة للذكور صغار السن».
بلّغت نفس الصحيفة أيضاً لتوضيح الحجم الحقيقي للمخاطر أن «اللقاحات يمكن أن تتسبب بـ 70 حالة من التهاب عضلة القلب من أصل مليون جرعة ثانية تُمنح للمراهقين الذكور ما بين 12 و17 من العمر كحد أقصى؛ ولكنها ستقي من من 5700 إصابة بالمرض، و2215 حالة دخول للمستشفى ووفيّتين». تلقّى حوالي 140 مليون شخص في الولايات المتحدة لقاحات إم آر إن إيه بشكلٍ كامل، كما قد تلقّى أكثر من 177 مليون شخص جرعة واحدة على الأقل من أحد أنواع لقاحات كوفيد-19.
إذا شعرت بآلام في الصدر أو ضيق النفس أو اضطراب في دقات القلب بعد تلقّي الجرعة الثانية من اللقاح؛ وخصوصاً في الأسبوع الذي يلي تلقّيك للجرعة الثانية مباشرةً، ينصحك مركز السيطرة على الأمراض بالحصول على الرعاية الصحية، والتبليغ بالأعراض للجهّات المختصّة.
اقرأ أيضاً: هل من الآمن الحصول على أكثر من نوع من لقاحات كورونا؟
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً