منذ أن بدأ فيروس كورونا في الانتشار في دول العالم، والسؤال الذي يتبادر إلى أذهان الكثير من العائلات: هل يجب أن يتوقف الأطفال عن الذهاب إلى المدرسة؟ حتى في تلك الدول التي لم تسجل إصابات بالفيروس يظل السؤال قائماً، ولأن الإجابة لا يمكن اختصارها بين نعم أو لا، أعددنا لكم هذا التقرير.
عدد حالات الأطفال في العالم
وفقاً لآخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية الدورية المتعلقة بعدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في العالم، فإن أغلب المرضى الذين يعانون من الفيروس هم من البالغين، وجاءت نسبة الحالات المؤكدة بين الأطفال ومن هم دون سن العشرين حوالي 2.1% من إجمالي الحالات المؤكدة في العالم.
هل أنت مستعد لإطلاق المخترع الذي بداخلك؟ العب مع ميكي ميكي
تقرير أخر عن الحالات المصابة المؤكدة في الصين؛ صدر في أواخر فبراير/ شباط أكد أن نسبة الأطفال المصابون دون سن العاشرة جاءت 1% فقط، أما من سن 10 إلى 20 فجاءت 1.1%، أيضاً جاء في بيان منظمة الصحة العالمية الصادر أول مارس/ آذار أن 80% من المصابين بالفيروس يعانون من مرض خفيف، وما يقرب من 14% يعانون من مرض شديد، و5% يعانون بشكل خطير. وتشير التقارير الصادرة من مختلف الدول إلى أن شدة المرض مرتبطة بالعمر، وكلما كان العمر أكبر كلما كان المرض أشد خطورة.
هل يخشى كورونا الأطفال؟
حتى الآن لا يمكن الجزم، بأن فيروس كورونا يصيب الأطفال بمعدلات منخفضة أو يصيبهم ولا تظهر عليهم أعراض قوية للغاية، ويقول مارك ليبشيتش، عالم الأوبئة في جامعة هارفارد الأميركية لجريدة «ذا هارفارد جازيت» إن الأطفال يمثلون نقصاً كبيراً في عدد الحالات، وبالتالي لا نعرف ما إذا كانوا مصابين وليسوا مرضى، أو ما إذا كان هناك الكثير من الأطفال الذين لا يصابون بالعدوى حتى عندما يتعرضون لها.
عدد من خبراء الأوبئة فسروا أن تراجع إصابات الأطفال بفيروس كورونا؛ قد يكون بسبب أن الفيروس حين يصيب الأطفال تظهر عليهم أعراض خفيفة، أو لا تظهر أبداً على الإطلاق، وبالتالي هم أقل عرضة لطلب الرعاية الطبية من البالغين.
هل يساهم الأطفال في نشر المرض؟
يعتقد بعض خبراء الأوبئة أن على الرغم من أن الأدلة حتى الآن؛ تشير إلى أن هذا الفيروس لا يسبب مرضاً شديداً على الأطفال، إلا أن الأطفال ربما يساعدون في نشر المرض، ونقل الفيروس إلى آبائهم وأجدادهم ومعلميهم ومقدمي الرعاية لهم، نظراً لأن الأطفال لا يمكن منعهم من اللعب مع ذويهم، أو إلزامهم بالسلوكيات السليمة لمكافحة المرض، وبالتالي يغذون انتشار المرض.
خلص الخبراء إلى أن إبقاء هذا الفيروس بعيداً عن الأطفال، سوف يساعد في وقف انتشار المرض، لأن الأطفال أقل عرضة لغسل أيديهم، وتغطية أفواههم، والامتناع عن لمس الآخرين، وهي سلوكيات من شأنها نقل ونشر الجراثيم.
متى نتوقف عن المدرسة؟
يقول مارك ليبشيتش إن إغلاق المدارس قد يكون فعّالاً للغاية، أو قد يكون غير فعال تماماً، ويضيف: «نحن بحاجة حقاً إلى دليل على أن إغلاق المدارس يساعد في وقف المرض، وبحاجة أيضاً إلى دراسات مفصلة في أسر الأطفال الذين يتعرضون لشخص مصاب، ونحتاج إلى معرفة ما إذا كان الأطفال قد أصيبوا بالعدوى، أو كافحوا الفيروس ذاتياً، أو حتى يمكنهم نشره».
على جانب آخر رأى خبراء آخرون أن إغلاق المدارس هي إحدى الأدوات التي عادة ما يصل إليها مسؤولو الصحة العامة -أو على الأقل يفكرون فيها- عندما تنتشر الأمراض المعدية، ففي جائحة فيروس أنفلونزا الخنازير عام 2009؛ أغلقت أكثر من 1300 مدرسة في 240 مجتمعاً في الولايات المتحدة الأميركية لفترة من الوقت لمكافحة المرض.
ما الحل؟
للأسف الأدلة مختلطة حول كيفية عمل إغلاق المدارس في تغيير مسار تفشي المرض، مثل تأخير ظهور المرض أو تقليل ذروته، أيضاً هناك أسئلة حول مدى أهمية منع الأطفال من التجمع ببساطة عن طريق إغلاق المدارس، وأشارت بعض الدراسات والاستطلاعات إلى أن الأطفال غالباً ما يتجمعون في أماكن أخرى، مثل المكتبات، والنوادي، ومراكز التسوق، مما يحتمل أن يكون له تأثير على الإغلاق، أيضاً لا أحد يعرف كم من الوقت يمكن أن تبقي المدارس مغلقة فيه، ولا تتوقع أن يجتمع الأطفال في مكان آخر.
هل أنت مستعد لإطلاق المخترع الذي بداخلك؟ العب مع ميكي ميكي
حتى الآن لم تتوقف النشاطات المدرسية سوى في الدول التي أعلنت حالات إصابة كبيرة، وبشكلٍ أكبر في المدن التي فرض عليها الحجر الصحي، وبالتالي فإن الذعر من المدارس وانتشار المرض ليس مبرراً بالنسبة إلى الدول التي لم تسجل فيها حالات إصابة، أو حتى التي سجلت فيها حالات إصابة معدودة.