وسّعت إدارة الغذاء والدواء الأميركية تصريح الاستخدام في حالات الطوارئ الخاص بلقاحي «فايزر» و«بيونتيك»، ليشمل المراهقين بين عمري 12 و 15 سنة؛ وذلك في 10 مايو/ آيار 2021، وتبِع ذلك إصدار مركز السيطرة على الأمراض إرشادات تشجّع على استخدام اللقاحات على هذه الفئة العمرية، بعد أن التقت اللجنة الاستشارية بتاريخ 12 مايو/ آيار، كما تدعم الأكاديمية الأميركية لأطباء الأطفال أيضاً هذا القرار. في هذا المقال، تتناول الدكتورة شيرلي بعض المخاوف التي قد تكون لدى الآباء حول تطعيم الأطفال ضد كورونا؛ خاصةً في سن ما قبل المراهقة، وتأثير هذه اللقاحات عليهم.
1. هل اللقاحات فعّالة للمراهقين؟
نعم. تبيّن البيانات التي أُصدرت مؤخراً أن اللقاحات تبدو فعّالةً بشكلٍ جيد بالنسبة لهذه الفئة العمرية؛ إذ وُجد أن فعاليتها في الوقاية من مرض كوفيد-19 المترافق مع الأعراض تبلغ نسبة 100%؛ وذلك في تجربة سريرية أجريت على مجموعة من الأطفال الأميركيين الذين تبلغ أعمارهم بين 12 و 15 سنة. ركّبت أجسام الأطفال الأجسام المضادة بنسب كبيرة كاستجابة للّقاحات، وكانت استجاباتهم المناعية بنفس شدّة الاستجابات المناعية عند المراهقين الأكبر سناً والبالغين صغار السن؛ الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 25 سنة.
2. كيف أعلم أن اللقاحات آمنة لأطفالي؟
حتى الآن؛ يبدو أن اللقاحات آمنة للمراهقين، فقد خضعت كل اللقاحات التي صُرّح استخدامها في الولايات المتحدة -والعالم- لدراسات معمّقة؛ ولكننا لا نريد أن نفترض أن الأطفال يمكن اعتبارهم بالغين صغار، ولهذا السبب؛ من الضروري للغاية دراسة آثار هذه اللقاحات على الأطفال بحذر قبل أن تنصح السلطات الصحية باستخدامها، وستستمر الدراسات الحالية بمتابعة مكثّفة للحالة الصحية للأطفال الذين تلقّوا اللقاحات، وستساعد المتابعة الرصينة لأمان اللقاحات في سرعة تحديد الآثار النادرة أو غير المتوقّعة إذا ظهرت.
3. كنت أعتقد أن الأطفال أقل عرضةً للإصابة، هل يجب فعلاً أن يتلقّوا اللقاح؟
حالياً؛ يمثّل الأطفال ما يقرب من ربع حالات الإصابة التي يُبلّغ عنها أسبوعياً في الولايات المتحدة، وفي حين أن الإصابات الخطيرة الناجمة عن مرض كوفيد-19 نادرة عند الأطفال؛ إلّا أنّها تحدث أحياناً (تم إدخال آلاف الأطفال إلى المستشفيات، كما توفي 351 طفل على الأقل نتيجةً للمرض في الولايات المتّحدة). قد يكون بعض الأطفال الذين أصيبوا بحالة مرضية خطيرة نتيجةً لمرض كوفيد-19، يعانون أساساً من حالات صحية سابقة؛ ولكن هذا لا ينطبق على الجميع، ستساهم اللقاحات في حماية الأطفال من الإصابة بالحالات الشديدة من المرض.
بالإضافة إلى ذلك؛ وبما أن المراهقين يمكن أن ينقلوا الإصابة إلى الآخرين، فقد يكون تطعيم الأطفال ضد كورونا خطوةً مهمّةً في العودة لممارسة النشاطات الطبيعية في الحياة بأمان؛ مثل الذهاب إلى المدرسة، والمشاركة في الرياضات، وقضاء الوقت مع الأصدقاء. بيّن مسح واسع أُجري على الأطفال في سن المدرسة، أن الأطفال الذين اتّبعوا نظام الدراسة الافتراضية (سواء بدوام كامل أو جزئي) بلّغوا عن انخفاض مستويات النشاطات الجسدية، وانخفاض التفاعلات الاجتماعية المباشرة مع الأصدقاء، وانخفاض في الحالة الصحية العقلية أو العاطفية؛ مقارنةً بالأطفال الذين التزموا بالدوام المدرسي. يعاني الأطفال من ازدياد غير مسبوق في الآثار الصحية والتعليمية السيئة غير المباشرة والمتعلّقة بالجائحة، ويجب علينا أن نجد طرقاً لإعادتهم بسرعةٍ وأمان إلى الحياة الطبيعية، واللقاحات هي إحدى هذه الطرق.
4. ما هي الآثار الجانبية التي يجب أن أتوقّع أن يصاب بها طفلي؟
قد يصاب الأطفال بآثار جانبية غير شديدة نتيجةً لتلقّي اللقاح؛ الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً هي الآلام والتورّمات في مواضع الحَقن، وتتضمن الآثار الشائعة الأخرى التعب والصداع، وبشكلٍ مشابه للبالغين صغار السن؛ قد يعاني بعض المراهقين من الحمّى والقشعريرة والآلام العضلية والمفصلية؛ والتي قد تكون أكثر شيوعاً بعد تلقّي الجرعة الثانية. هذه الآثار قصيرة العمر، ويختفي معظمها خلال يوم أو يومين.
قد يُغمى على بعض المراهقين أثناء تلقّيهم الحقنة، وإذا كان طفلك معرّضاً لهذا؛ بلّغ المسؤولين عن تقديم اللقاح في وقتٍ مبكّر، فقد يُحقن الطفل أثناء الجلوس أو الاستلقاء تجنّباً للإصابات الناتجة عن السقوط.
5. هل حدثت أية ردات فعل شديدة نتيجة تطعيم الأطفال ضد كورونا؟
لم يتم التبليغ عن حالات سلبية متعلّقة بتلقّي اللقاح ضمن الدراسة السريرية سابقة الذكر، كما لم تحدث ردات الفعل التحسسية الخطيرة إلا نادراً عند البالغين الأكبر سنّاً. أي شخص مصاب بتحسس شديد معروف أو فوري تجاه اللقاح أو أي مكوّن يحتويه؛ يجب أن يمتنع عن تلقّي اللقاح. إذا كان طفلك يعاني من ردود أفعال تحسسية سابقة، أو أي نوع من ردود الأفعال التحسسية الفورية تجاه لقاح ما، أو تجاه العلاج بالحَقن؛ يجب أن تبلّغ المسؤولين عن تقديم اللقاح حتّى تتم مراقبة طفلك لـ 30 دقيقة على الأقل بعد تلقّي اللقاح.
يجب أن يستشير الآباء مقدّمي الرعاية الطبية الموثوقين، أو الأطباء المتخصصين بالحساسيات، إذا كان لديهم أسئلة خاصة حول إمكانية إصابة أطفالهم بردود فعل تحسسية.
6. متى سيتم تصريح منح اللقاح للأطفال الأصغر من 12 سنة؟
بدأت الشركات -أو تخطط للبدء- في اختبار لقاحات كوفيد-19 على الأطفال الأصغر سناً، ومع توافر المزيد من المعلومات، فقد تتغير المجالات العمرية للاستخدام المصرّح به، وقد يصبح الأطفال بين عمريّ السنتين و11 سنة، قادرين على تلقّي اللقاح بحلول نهاية السنة.
7. إذا تلقّيت اللقاح ولم يتلقّاه طفلي، هل يمكن أن أنقل له الفيروس؟
لقاحات مرض كوفيد-19 لا تحتوي على فيروس كورونا حي، وبالتالي فإنها لا يمكن أن تتسبب بالمرض؛ تلقّي اللقاح سيساعد في وقايتك ووقاية أطفالك من المرض. بيّنت الدراسات أن النساء الحوامل والمُرضعات اللواتي تلقّين اللقاح ينقلن مناعاتهن إلى أجنّتهن عبر المشيمة وحليب الثدي؛ وهذه إحدى منافع اللقاحات.
على الرغم من البحث ما زال جارياً والعلماء يتعلمون عن مدى فاعلية اللقاحات في الوقاية من انتشار المرض؛ إلّا أن تلقّي اللقاح هو أمر ضروري للحد من إصابة الأشخاص غير المؤهلين لتلقّي اللقاح بعد؛ مثل الأطفال صغار السن.
اقرأ أيضاً: 5 عوامل تؤثر على استجابتنا للقاح كورونا
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.