يبدو العنوان غريباً بالتأكيد، فلا أحد يستطيع التنبؤ أو الجزم بموعد أو سبب وفاة أي شخص، أي كائن، لكن حديثنا هنا عن المصابين بفيروس كورونا المستجد يؤدي إلى الوفاة، والذي يفوق عدد مصابيه 400 ألف حالة حول العالم. ووسط حالة الفزع والخوف التي تسيطر على الناس في العالم كله، طرح كثيرون هذا السؤال: هل سيموت كافة هؤلاء بالفيروس؟
بحسب منظمة الصحة العالمية فإن نحو 80% من المرضى يتعافون دون الحاجة إلى علاج خاص، بينما يصاب كثيرون بالعدوى دون أن تظهر عليهم أعراض، ودون أن يشعروا بالمرض. وبحسب تقرير الحالة الصادر عن المنظمة فإن إجمالي الحالات المعلنة عالمياً حتى 3 مارس/ آذار؛ بلغ 90,893 حالة إصابة، ووفاة 3110 حالة. ومن جانبها؛ تعتزم منظمة الصحة العالمية تسريع وتيرة البحث والابتكار بشأن إيجاد علاج فعّال لفيروس كورونا، فيما رصد المجتمع الدولي مبلغ 675 مليون دولار لتمويل الخطة العالمية للتأهب والاستجابة له.
فترة الحضانة
تشير التقديرات وفقاً لمنظمة الصحة العالمية إلى أن فترة حضانة فيروس كورونا تبلغ 14 يوماً تقريباً، إلا أن لجنة الصحة الوطنية الصينية أشارت في بيان لها، وبعد حالة خاصة لرجل مسن؛ فإن فترة الحضانة قد تصل إلى 27 يوم، لتصبح أطول من المتوقع. هذه الحالة أثارت حالة من الخوف بشأن كل تلك الحالات المشتبه بها، والتي تم رفع العزل عنها وغادرت أماكن الرعاية الصحية بأمان قبل مرور 27 يوم، خاصة أن الفيروس تسبب في وفاة حتى الآن أشخاص أكثر من الذين توفوا بسبب فيروسيات سارس، وميرس.
الكل يبحث عن لقاح
بحسب منظمة الصحة العالمية، فليس هناك حتى الآن لقاح أو دواء محدد مضاد للفيروسات يمكن أن يستخدم لعلاج مرض كوفيد-19، وأن الرعاية التي يتلقاها المصابون هي لتخفيف الأعراض الناتجة مثل؛ الحمى والسعال وضيق التنفس، حيث يتعافى معظم المرضى مع الرعاية. ومع ذلك تتواصل الجهود في دول العالم من أجل الوصول إلى لقاح.
هناك بعض الشركات والمؤسسات منها شركة مودرنا التي أعلنت عن لقاح «إم آر إن إيه-1273» ضد فيروس كورونا، حيث تم شحن الدفعة الأولى إلى المعهد الوطني الأميركي للحساسية وأمراض المناعة، من أجل إجراء التجارب السريرية عليه.
اقرأ هنا: بدأت التجربة رسمياً: تعرف إلى لقاح كورونا المحتمل
على جانب آخر تتشارك كل من فير بايوتكنولوجي، ويكسي بيولوجيكس لتطوير وإنتاج علاج مضاد لفيروس كورونا، بالاعتماد على أجساد مضادة تم عزلها من أشخاص سبق لهم النجاة من عدوى سارس.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا
يتسبب فيروس كورونا في مجموعة من الاعتلالات تتراوح بين نزلة البرد العادية، وبين المتلازمة التنفسية الحادة، وفي الوقت الذي لا تظهر فيه أعراض واضحة على بعض المصابين بالفيروس، هناك حالات تكون أعراضها شديدة.
تبدأ الأعراض لمرض كوفيد-19 بالحمى والسعال الجاف، ثم تصحبها الأعراض الأكثر شيوعاً مثل التعب والإرهاق، ضيق في التنفس، وقد يعاني بعض المرضى من احتقان الأنف، أو الرشح أو ألم الحلق أو الاسهال، وعادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة وتبدأ تدريجياً.
الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالمرض هم كبار السن من عمر 60 عام وأكثر، وأصحاب الأمراض المزمنة مثل؛ أمراض القلب، الجهاز التنفسي، السكري، بسبب ضعف جهاز المناعة الذي لا يستطيع مقاومة المرض. لذا ينصح دائماً بعزل هؤلاء وإبعادهم عن الأماكن المزدحمة، والمحافظة على غذائهم صحي.
الأطفال محظوظون
يعد الأطفال من الفئات المحظوظة فيما يتعلق بالإصابة بفيروس كورونا، فمن بين الإصابات المبلغ عنها، يبدو عدد الأطفال منخفضاً بشكل ملحوظ -100 طفل بين 75 ألف حالة إجمالية-، حيث تبدو إصابات الأطفال أكثر اعتدالاً من البالغين، و لا تبدو بالنسبة لهم أكثر من مجرد نزلة برد عادة. يرجع الأطباء أسباب ذلك إلى الأجسام المضادة التي يولدون بها، والتي تساهم في حمايتهم مما قد يتعرضون له في لحظة الولادة.
اقرأ أيضاً:
هل هناك علاج فعال لعلاج فيروس كورونا حتى هذه اللحظة؟
المدرسة أم المنزل: إلى أي مدى ينتشر فيروس كورونا بين الأطفال؟