تأكدت وفاة 9 حالات جراء الإصابة بفيروس كورونا الذي بدأ في الانتشار في الصين مؤخراً، وإصابة أكثر من 400 شخص في شهرٍ واحد، مع انتشار حالة من الذعر تخوفاً من أن الأمر يشبه اجتياح فيروس «سارس» في 2002 - 2003، والذي أودى بحياة 800 شخص. فما مدى خطورته، وكيف نستعد لمواجهة هذا الوباء؟
فيروس كورونا الجديد
كورونا أو الفيروسات التاجية هي عائلة كبيرة من الفيروسات، تمتد آثارها على الصحة من الإصابة بنزلات البرد العادية، إلى الإصابة بمتلازمة «الشرق الأوسط التنفسية»، والتهاب حاد في الجهاز التنفسي. ينتقل هذا المرض من الحيوان إلى الإنسان. وتبدأ أعراض الإصابة بهذا الفيروس بارتفاع درجة الحرارة، والسعال، وضيق وصعوبة التنفس، ثم تبلغ الإصابة أشدها وتصل للالتهاب الرئوي الحاد، ثم الفشل الكلوي والوفاة.
السلالة الجديد من الفيروس يسمى كورونا نوفل «2019-nCoV»، تكمن مخاطره في أنه سريع الانتشار، وقادر على التحوّل، وينتشر بين الحيوانات خاصة الحيوانات البحرية. كما أكدت السلطات الصينية أن الفيروس يمكنه الانتقال من شخص لآخر عبر الجهاز التنفسي.
من أين جاء كورونا الصيني؟
بدأ الأمر بإصابة عدة حالات بالالتهاب الرئوي في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2019 في مدينة «ووهان» الصينية ومحافظة «خوبي» لسبب لم يكن معلوم حينها، وكانت السلطات الصينية قد عرّفت سبب الإصابة في 7 يناير/ كانون الثاني الجاري وسببتها سلالة جديدة من فيروس كورونا.
وعلى الرغم من أن المصدر الأصلي للفيروس غير معلوم على وجه الدقة، إلا أن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن المصدر هو الحيوانات. وقد ربطت السلطات هذا الاجتياح بسوق الوجبات السّمَكية، وانتقل إلى بيكين ومنها إلى شنغهاي. وقد أعلنت السلطات الصينية إغلاق أسواق بيع الحيوانات غير القانوني في أول يناير/ كانون الثاني الجاري.
كما تأكد وجود حالات مصابة بالفيروس خارج الصين في تايلاند، والمملكة المتحدة، وتايلاند، وكوريا الجنوبية، واليابان وتايوان. كما أعلنت الولايات المتحدة عن إصابة حالة في واشنطن بالعدوى، وكانت الحالة قد عادت لتوها من مدينة ووهان الصينية. وقد أوصت السلطات بعدم التجمع في مدينة ووهان؛ موطن نشوء المرض. أما كوريا الشمالية فقد أغلقت حدودها أمام المسافرين كإجراء للحد من وصول الفيروس للبلاد.
كيف يمكن الوقاية من فيروس كورونا؟
لا يوجد مصل خاص بالفيروس بعد، لكن هناك بعض التوصيات نصحت بها منظمة الصحة العالمية للوقاية من الإصابة منها اتباع سبل النظافة الشخصية مثل غسل الأيدي، تغطية الوجه أثناء الكحة والعطس، وطبخ اللحوم والبيض جيداً، وتجنب الاختلاط المباشر بشخص مريض تبدو عليه أعراض الإصابة بالكحة والعطس وارتفاع درجة الحرارة. وعدم الاختلاط المباشر بالحيوانات البرية، أو حيوانات المزرعة بدون ارتداء أقنعة واقية على الوجه.
وختامًا، من المقرر أن تقوم منظمة الصحة العالمية بعقد اجتماع اليوم الأربعاء في جينيف، لبحث ما إذا الفيروس يشكل وباء عالمي، ولتحديد ما اذا كانت سلالة الفيروس الجديد ذات قرابة بفيروس سارس المدمر. لكنها لا توصي حالياً بمنع السفر والتجارة بين البلدان.