في انتظار اللقاح الفعال: إليك أبرز مستجدات فيروس كورونا

4 دقائق
فيروس كورونا، سفر، كمامة
لا تزال الأقنعة مهمة للغاية في محاربة فيروس كورونا

بدأت الولايات في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأميركية في مراحل مختلفة من إعادة فتح الاقتصاد، ولكن جائحة فيروس كورونا (سارس-كوف-2) المسبب لمرض كوفيد-19 لن تنتهي قريباً. فيما يلي بعض أهم أخبار كوفيد-19 التي استجدت مؤخراً.

أكثر من 135 لقاحاً قيد التطوير

يطور العلماء لقاحات مختلفة لفيروس كورونا المستجد بوتيرة غير مسبوقة. في الواقع، حدثت العديد من التطورات على مدار الشهرين الماضيين يكاد من المستحيل تتبعها جميعاً.

مؤخراً؛ نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً يوضح إلى أيّ مرحلة وصلت مشاريع تطوير اللقاحات المختلفة. معظم اللقاحات البالغ عددها 135 -125 منها على الأقل- ما تزال في المرحلة الأولى، مما يعني أنها لم تصل بعد إلى مرحلة إجراء الاختبارات على البشر. هناك لقاحان فقط في المرحلة الثالثة، وهي المرحلة التي يختبر فيها الباحثون اللقاح بكميات كبيرة لإثبات فعاليته على معظم السكان. أحد هذين اللقاحين كان موجوداً بالفعل، وطُور سابقاً لحماية الأشخاص من السل، ومن الممكن أن يكون له بعض التأثير على كوفيد-19. اللقاح الآخر طورته جامعة أكسفورد، يمكن أن يكون جاهزاً بحلول خريف عام 2020. حتى لو تم العمل بسرعة بالغة، فإن معظم اللقاحات الأخرى ممكن أن تكون متاحة في أوائل عام 2021 في أفضل الأحوال. ما يزال هذا جدول زمني متفائل (وغير مسبوق).

على الرغم من عدم التأكد من تطوير لقاح كوفيد-19 في الوقت الحالي؛ يظل الحصول على اللقاح أفضل أمل في مكافحة الفيروس بنجاح. في هذه الأثناء، يجب علينا اتباع إجراءات الوقاية مثل غسل اليدين، والتقيد بالتباعد الاجتماعي قدر المستطاع، وارتداء الأقنعة عند الخروج في الأماكن العامة، وعزل أنفسنا إذا ظهرت أي علامات للمرض. كوفيد-19 هو مرض خطير ومخادع، ولن يتلاشى لمجرد أننا تعبنا من التعامل معه.

سحبت إدارة الغذاء والدواء الأميركية موافقتها الطارئة على هيدروكسي كلوروكوين وكلوروكين

في وقت مبكر من جائحة كورونا، عندما كان الأطباء يتعلقون بأي أمل لتحديد العلاجات المحتملة، اقترحت بعض الدراسات الصغيرة أن هيدروكسي كلوروكوين والكلوروكين رُبما يساعدان المرضى على مكافحة المرض. عادة ما يتم إعطاء زوج من العقاقير للناس كوسيلة لعلاج الملاريا والوقاية منها، وكذلك لعلاج العديد من أمراض المناعة الذاتية. وبسبب الطريقة الفريدة التي تؤثر بها الأدوية على أجهزة المناعة البشرية؛ اعتقد بعض الباحثين أنها يمكن أن تساعد الناس على محاربة فيروس كورونا.

وصل الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» بسرعة إلى هذه النتائج الأولية، روج وبالغ في تصوير الفعالية المفترضة للعقار، حتى أنه ادعى تناول الدواء بنفسه كإجراء وقائي في شهر أبريل/ نيسان. منحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أيضاً الموافقة الطارئة على العقار لعلاج كوفيد-19. ولكن منذ اقتراحه من قبل الأطباء والباحثين لأول مرة كعلاج، خضعت فئة الأدوية لاختبارات أكبر وأكثر صرامة، والتي لم تجد للعقار أي فائدة على مرضى كوفيد-19. وفي حين أن البيانات المستخدمة لعدد من الدراسات المشتركة على نطاق واسع أصبحت موضع تساؤل منذ ذلك الحين، فما يزال هناك نقص واضح في الأدلة لصالح استخدام «هيدروكسي كلوروكوين» و«كلوروكين».

مع أخذ كل هذا في الاعتبار، ألغت إدارة الغذاء والدواء الأميركية موافقتها الطارئة السابقة، حيث قالت عبر موقعها على الإنترنت أن العقار «من غير المحتمل أن يكون فعالاً»، واستشهدت ببيانات عن الآثار الجانبية الخطيرة، بما في ذلك عدم انتظام ضربات القلب. ولكن من الممكن الحصول على العقار عند المشاركة في تجربة سريرية. قرار إدارة الغذاء والدواء يعني أن الأطباء في الولايات المتحدة لا يمكنهم ببساطة وصف العقار كعلاج كوفيد-19.

في حين أن هذا أمر مؤسف، إلا أنه يسلط الضوء أيضاً على أهمية الاختبار الصارم للأدوية والعلاجات الأخرى لكوفيد-19. هذا صحيح بشكلٍ خاص في حين يتسابق الباحثون لتطوير لقاح بسرعة غير مسبوقة.

نسب وفيّات غير متكافئة في المجتمع الأميركي

في سلسلة من الاستطلاعات التي أُجريت في شهر أبريل/ نيسان، أفاد 11% من الأميركيين أصحاب البشرة السمراء أن شخصاً مقرباً منهم توفي متأثراً بإصابته بفيروس كورونا. كما أفادت وكالة أسوشيتد برس أن 5% فقط من جميع الأميركيين الذين شملهم الاستطلاع صرّحوا بالشيء نفسه، و4% فقط من الأميركيين أصحاب البشرة البيضاء قالوا إنهم فقدوا صديقاً أو شخصاً مقرباً منهم.

تؤكد التقارير السابقة هذا الاستطلاع: تُظهر الإحصائيات أن الأميركيين أصحاب البشرة السمراء يتأثرون بكوفيد-19 بشكلٍ غير متكافئ. في نيويورك، من المرجح أن يموت هؤلاء ضعف احتمال الوفاة عن نظرائهم من أصحاب البشرة البيضاء.

وفقًا لـ «ميد بيج توداي»، يُشكل الأميركيون أصحاب البشرة السمراء 70% من وفيّات كوفيد-19 في لويزيانا، بينما يمثلون 33% فقط من السكان. في ميشيغان، يُشكلون 14% من السكان ولكن نسبة 40% من الوفيّات منهم. في شيكاغو، شكّل الأميركيون السود 56% من وفيّات كوفيد-19 المبلغ عنها، بينما يمثلون 30% من السكان.

أسباب ذلك معقدة: يتمتع الأميركيون أصحاب البشرة السمراء عموماً بإمكانية أقل للوصول إلى الاختبار الخاص بكوفيد-19، ومن المرجح أن يكون لديهم ظروف حالية تجعل كوفيد-19 أسوأ، ومن غير المحتمل أن يكون لديهم تأمين صحي. يرجع الكثير من هذه الظروف إلى عقود من العنصرية الشاملة والتفاوت الاقتصادي. يمكنك قراءة المزيد عن العنصرية كقضية صحية عامة هنا.

الخبراء يحذرون من أن فيروس كورونا لن يختفي قريباً

تم إعادة فتح الولايات في جميع أنحاء البلاد -ومدن العالم- بدرجات متفاوتة منذ عدة أسابيع حتى الآن. أعطى هذا بعض الأميركيين لمحة عن عودة الحياة إلى طبيعتها. لكن يحذر علماء الأوبئة أنه من غير المرجح أن يختفي كورونا أو يضعف بشكلٍ ملحوظ في الأشهر المقبلة، وأن الدول التي أُعيد فتحها الآن من المحتمل أن تعود إلى حالة الإغلاق.

كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أنه على الرغم من وجود أكثر من 2 مليون حالة مؤكدة في الولايات المتحدة؛ فإن هذا لا يزال أقل من 1% من السكان. كما ذكرنا سابقاً، سيستغرق الأمر أكثر بكثير من الأشخاص الذين لديهم أجسام مضادة -إما بفضل لقاح أو من خلال التعرض والتعافي- لكي تكتسب الولايات المتحدة مناعة القطيع. يقدر البعض أننا بحاجة إلى ما يصل إلى 70% من السكان ليكونوا محصنين ضد كوفيد-19 من أجل منع انتشاره.

المحتوى محمي