لقاح جونسون آند جونسون قد لا يكون فعالاً في مقاومة متغيّر دلتا

3 دقائق
متغير دلتا لقاح جونسون آند جونسون
shutterstock.com/ A Andrii Vodolazhskyi

أظهرت دراسة مخبرية جديدة أن لقاح شركة «جونسون آند جونسون» أقل فعاليةً بكثير من لقاحيّ فايزر ومودرنا في إنتاج أجسام مضادة تقضي على متغيّر «دلتا»؛ وهو المتغيّر الأكثر عدوىً حتى الآن من فيروس كورونا، والمسؤول عن 83% من الحالات الجديدة في الولايات المتحدة.

دراسة أوّليّة

قارنت الدراسة المخبرية الأوّليّة -والتي نُشرت قبل أن تخضع لمراجعة الأقران في موقع «بايو آركايف»-، عينات دم من 17 فرداً تلقوا جرعتين من لقاح يعتمد على الحمض النووي الريبوزي المرسال، ومن 10 أفراد تلقوا جرعةً واحدةً من لقاح جونسون آند جونسون. أظهرت النتائج أن لقاحات «الرنا المرسال» كانت أفضل بشكلٍ ملحوظ في مقاومة سلالة دلتا من لقاح جونسون آند جونسون؛ ولكن النتائج قد لا تعكس الفعالية الواقعية أو المناعة التي توفرها جرعة لقاح جونسون آند جونسون.

اقرأ أيضاً: كيف تختلف أعراض متغير دلتا عن فيروس كورونا الأصلي؟

تفاصيل الدراسة

كتب مؤلفو الدراسة أنه يمكن للأشخاص تحسين مناعتهم «عن طريق تلقّي جرعة من لقاح جونسون آند جونسون كجرعة ثانية مُعزِّزة، أو عن تلقّي جرعة مختلفة من إحدى لقاحات الرنا المرسال». مع ذلك، فإن وكالات الصحة الفيدرالية الأميركية لم تصرّح باستخدام الجرعات المعزِّزة لأي من اللقاحات بعد.

 وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز»؛ تفيد إدارة الغذاء والدواء الأميركية بأن «الأميركيين الذين تلقّوا اللقاح بشكلٍ كامل لا يحتاجون إلى جرعةٍ معزِّزة في هذا الوقت»؛ وهي توصية ربما لن تتغير بناءً على البيانات التي تُجمّع مخبرياً؛ لكن «ناثانيال لانداو»؛ المؤلّف الرئيسي في الدراسة الجديدة وعالم الفيروسات في كلية غروسمان للطب في جامعة نيويورك، يعتقد أن البيانات الجديدة يجب أن تكون كافيةً حتى تعيد إدارة الغذاء والدواء النظر في قراراتها. قال لانداو لصحيفة «ذا تايمز»: «آمل أن يقرؤوا ورقتنا البحثية ويفكروا في الأمر».

هناك دراسات حالية تُظهر أن لقاح جونسون آند جونسون قد يكون أكثر فعاليةً إذا مُنح على جرعتين. أظهرت إحدى الدراسات التي نُشرت في مارس/ آذار الماضي أن تناول جرعة معزِّزة بعد 57 يوماً من تناول الجرعة الأولية يزيد من نسبة الأجسام المضادة، كما أظهرت دراسة أخرى نُشرت في مايو/ أيار الماضي أن تناول جرعة ثانية زاد من وجود الأجسام المضادة بمقدار 2.6-2.9 مرة.

تشير دراسات أخرى إلى أن تلقّي مزيج من أنواع اللقاحات يمكن أن يكون أكثر فاعليةً في تعزيز الحماية المناعية ضد مرض كوفيد-19؛ لكن هذه الآلية لم تحصل على تصريح فيدرالي أيضاً.

لقاح أسترازينيكا أم فايزر
shutterstock.com/ Yuganov Konstantin

تقول الشركة في دراسات أصغر خاصة بها، أن لقاحها أحادي الجرعة فعّال ضد متغيّر دلتا، حتى بعد 8 أشهر من الحصول على اللقاح. رداً على دراسة بايو آركايف الجديدة؛ أخبر متحدث باسم الشركة شركة «بلومبرج» أن «البيانات لا تعبّر عن الطبيعة الكاملة للحماية المناعية» الناجمة عن تناول جرعة واحدة، وأن الدراسة لم تأخذ في الاعتبار الاستجابات طويلة الأمد للخلايا المناعية التي تتحفّز نتيجةً لتلقّي اللقاح.

اقرأ أيضاً: عمرك أكبر من 50 عاماً: هل الأنسب تلقي لقاح أسترازينيكا أم فايزر؟

حظي لقاح جونسون آند جونسون بتجربة صعبة في السوق، وتميزت هذه التجربة بالجدل حول الآثار الجانبية غير الشائعة للغاية؛ التي تتمثّل بجلطات الدم والارتباط المحتمل بإحدى الاضطرابات العصبية النادرة. مع ذلك، فلا يزال كل من الخبراء والوكالات الصحية الفيدرالية في جميع أنحاء العالم يتفقون على أن هذا اللقاح لا يزال وسيلةً آمنةً وفعّالةً للحماية من فيروس كورونا.

صرّح لانداو لصحيفة ذا تايمز: «لم تكن الرسالة التي أردنا إيصالها هي أنه لا ينبغي على الناس الحصول على لقاح جونسون آند جونسون؛ لكننا نأمل أن يتم تعزيزه في المستقبل بتناول جرعة أخرى منه، أو من لقاحَيّ فايزر أو مودرنا».

من بين أكثر من 161 مليون شخص تلقّوا اللقاح بالكامل في الولايات المتحدة؛ تلقّى حوالي 13 مليوناً جرعةً واحدةً من لقاح جونسون آند جونسون؛ لكن معدل الحصول على اللقاح لا يزال قريباً من 48% من السكان (وحوالي 60% من البالغين) حالياً. يحثّ المسؤولون الحكوميون أي شخص لم يتلقّ اللقاح في الإسراع في الحصول عليه، فمعظم الوفيّات وحالات الدخول إلى المستشفى الناتجة عن كوفيد-19 هي من مجموعة الأفراد الذين لم يتلقّوا اللقاح؛ وذلك بغض النظر عن سلالة المرض.

هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً

المحتوى محمي