بدأ الجميع مؤخراً يدرك أهمية غسل اليدين جيداً بانتظام بعد انتشار اعراض فيروس كورونا المستجد، لذا فاحرص على فعل ذلك دائماً. ولكن ما يزال من غير الواضح هل من الضروري شراء وتخزين مطهّرات الأيدي أم الاكتفاء بغسل اليدين بالماء والصابون؟
بماذا يوصي الخبراء إذاً؟ يوصي الجميع بغسل اليدين كلّما كان ذلك مُمكناً، وإذا كان الشخص بعيداً عن مصدر للماء، يمكنه استعمال أي نوع من مطهّر اليدين سواء المتاح في المتاجر، أو المصنّع في المنازل. نعرض هنا السبب في أن غسل اليدين بالماء والصابون يأتي في المقام الأول، وما هي سلبيات وإيجابيات استخدام مطهّر الأيدي؟
ما هو مطهّر الأيدي؟ وكيف يعمل؟
يتكوّن مطهّر الأيدي بشكلٍ أساسي من كحول «الإيزوبروبانول»، بالإضافة إلى جِل، ويُضاف إلى المزيج زيوتٌ ذات رائحةٍ عطريةٍ مُلطّفة. في البداية، تستخدم المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأخرى المحاليل المُطهرة كحلٍّ سريع للأطباء الذين لا يتمكنون من غسل أيديهم وتعقيمها باستمرار، خاصة بعد تفقد المرضى.
تعتمد آلية عمل المُطهر على خواص الكحول القاتلة للكثير من أنواع البكتيريا والفيروسات بشكلٍ أساسي. حيث يقوم بتحطيم الغشاء الخلوي الخارجي لتلك الكائنات الدقيقة، مما يفقدها القدرة على السيطرة على المضيف. لكن هذه الآلية لا تعمل مع الفيروسات التي تمتلك درعاً خارجياً صلباً، مثل الفيروسات التابعة لجنس «نوروفيروس». مع ذلك، يحميك المطهر من عددٍ كبير من العوامل الممرضة الدقيقة التي يمكن أن تلتقطها في وسائل المواصلات، أو الأماكن العامة.
https://www.instagram.com/p/B9ZKPn0nd-8/?utm_source=ig_embed
أمّا الصابون فيعمل بشكلٍ مختلفٍ قليلاً. فبدلاً من قتل الفيروسات والبكتيريا، يقوم بإزالة وشطف الأوساخ والزيوت والعوامل الممرضة الخطرة الأخرى الموجودة على يديك. بينما المطهّر لا يقوم بإزالة أي شيء، بل بقتل البكتيريا والفيروسات فقط، ووفقاً لبعض الدراسات؛ يمكن أن يترك على يديك آثار المبيدات الحشرية، أو الأبواغ الفطرية والجرثومية.
قد لا يكون «غسل» فيروس كورونا عن يديك بنفس فعّالية قتله على الفور ومنع نشاطه، لكن قتله على الفور (غسله بالماء والصابون) أثبت أنه أكثر فعالية، خصوصاً بالنسبة لمسببات الأمراض التي تختبئ في رذاذ السعال أو المخاط، والتي قد تحملها يديك. تقول «بريتي مالاني»، أستاذة الطب التي ترّكز في أبحاثها على الأمراض المعدية في جامعة ميشيغان: «لا توجد أدلةٌ على أنّ الكحول أفضل بالفعل من غسل اليدين».
هل يمكن أن أفرط في غسل يدي أو في استخدام المطهرات كثيراً؟
يقول «سانجاي ماجيروار»، رئيس قسم الأحياء الدقيقة وعلم المناعة، وطب المناطق الحارة بجامعة جورج واشنطن: «لا حقاً، غسل يديك باستمرار، أو استخدام المطهرات عليها بشكلٍ مكثّف قد يؤدّي لتهيّج الجلد وجفافه، لذلك عليك اتباع طرقٍ أكثر فعالية للحفاظ على رطوبة اليدين. بخلاف ذلك، ليس هناك الكثير من الضرر».
لتستخدم المطهر بشكلٍ صحيح، ضع حوالي 3 ملليمترات من المنتج على راحة يدك، وافرك يديك ببعضهما لمدة 10 إلى 15 ثانية على الأقل حتى تجفّا. يمكنك القيام بذلك كلما شعرت أنه ضروري. فقط كن مدركاً لقوة تجفيف الكحول وأثرها على رطوبة يديك.
الشيء الوحيد الذي قد يكون مقلقاً إلى حدٍّ ما؛ هو أنّ منتجات المطهرات أو الصابون التي تحتوي على مركّباتٍ مثل «تريكلوسان» قد تزيد من مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية؛ في الواقع لم تُثبت هذه المواد المُضافة الكثير من الفعالية لعملية غسل اليدين أو تطهيرها، كما أنّ ماجيروار لم يرَ سابقاً أن البكتيريا والفيروسات تطوّر أيّ مقاومةٍ للكحول أو أنواع الصابون العادية. إذا كان لديك أيضاً أيّ منتجٍ مكتوبٌ عليه «مضّاد ميكروبات»، فلا داعي للقلق، يمكنك استعماله والحفاظ على نظافتك وصحتّك.
إذاً: هل يجب أن أصنع مطهر أيدي خاص بي؟
الأمر يعود لك. إذا كنت تستخدم كحول الأيزوبروبيل وجلّ مثل جل الألوفيرا (جل الصبّار)، فمن السهل صنعه، ولن يكون ما تصنعه مختلفاً كثيراً عما يمكنك شراؤه من المتجر.
يقول «جاك كارافانو»، أستاذ الصحة العامة البيئية السريرية في جامعة نيويورك: «قم برج المزيج جيداً، ستبدو رائحة ومظهر ما صنعته مثل المطهرّات التجارية تماماً، ولكن احذر من تجربة الوصفات غير التقليدية، كتلك التي تدعي إمكانية صنع المطهّر من المشروبات الكحولية. في الواقع، يجب أن لا تقلّ نسبة الكحول في المطهّر عن 60% كي يكون فعّالاً، لذلك إذا كنت ستقرر صنع مطهر بنفسك، أنت بحاجةٍ لسائل تكون درجة الكحول فيه حوالي 150 أو أعلى.
إذا كنت لا تفضّل صنع مطهّر بنفسك، فلا بأس بذلك أيضاً. تقول مالاني: «لا تبدو فكرة استخدام المشروبات الكحولية جيدةً بالنسبة لي. عليك فقط التأكّد من غسل يديك بانتظام قدر الإمكان، خاصّة بعد لمس الأسطح والأدوات المُشتركة اليومية. تذكّر أيضاً أن تقوم بتعقيم الأسطح بانتظام في المنزل أو بيئة العمل، أو الأماكن المعرّضة للفيروسات بسبب عطس وسعال الزائرين. تنظيف هاتفك الذكي هو أمرٌ جيد أيضاً لأنك تستخدمه كثيراً في حياتك اليومية».