1. ما هي الجائحة؟
عندما يجتاز المرض، أو الوباء، حدود الدول وينتشر في منطقةٍ واسعة، نسميه نحن المتخصصين في الصحّة العامة عادةً «جائحة». ويشير هذا المصطلح إلى أنّ الوباء انتشر في العديد من الأماكن، لكنه لا يذكر شيئاً عن شدتّه.
عادةً ما تؤثر الجائحة على عددٍ كبيرٍ من الناس نظراً لتوزيعها الجغرافي الواسع. وبالرغم من أننا عادةً ما نظنّ الفاشية متعلقةٌ بالأمراض الخطيرة المهددة للحياة، لكن يمكن للأمراض المعتدلة الخفيفة أن تنتشر عبر الحدود وتصبح جائحة.
2. هل لتسمية انتشار المرض «جائحة» أية أهمية؟
إن وصف الوباء بالجائحة يعكس ببساطةٍ المكان الذي انتشر المرض فيه. ولا يغير المصطلح أي شيءٍ حول شدّة المرض، أو كيفية استجابتنا له.
منذ اليوم الذي انتشر فيه مرض كورونا المستجد، اتخذ المسؤولون عن الصحة في جميع أنحاء العالم إجراءاتٍ تهدف لعزل المرضى لمنع انتشار المرض وتطبيق الحجر الصحي على الأشخاص الذين سافروا إلى مناطق معينة في الصين. وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها حالة طوارئ صحية عامّة على المستوى الدولي في 30 يناير/ كانون الثاني، مما يحسن تبادل المعلومات والتنسيق في جميع أنحاء العالم. سيستمرّ اتخاذ هذه الإجراءات آنفة الذكر بغض النظر عما يُطلق على حالة تفشي هذا الوباء.
3. هل تجعلني تسمية انتشار المرض بالجائحة معرضاً لخطر أكبر؟
لن تتغيّر نسبة تعرّضك للخطر بسبب تغيير المصطلحات. فبالرغم من اكتشاف فيروس كورونا في 23 دولة اعتباراً من 4 فبراير/ شباط، إلا أنّ 99% من الحالات كانت في الصين.
يقتصر انتقال الفيروس خارج الصين عموماً على الأشخاص الذين كانوا على تماسٍ مباشر مع مسافرين مرضى من الصين. على سبيل المثال، أصيب العديد من العمال في احدى الشركات الألمانية بالعدوى عبر أحد زملائهم الذي كان عائداً من السفر من الصين، وأحد الموظفين نقل العدوى لأحد أطفاله. وذلك يشرح بوضوحٍ أن انتشار المرض من شخصٍ لآخر ممكن، لكّن ذلك لا يعني أنّ المرض ينتشر على نطاقٍ واسعٍ وبشدّة في المجتمع. وحتّى لو كان انتشار المرض عالمياً، فما يحدّد نسبة الخطر عليك هو كيفية انتشاره محلياً وكيفية استجابة الناس له.
4. إذاً ما المُتوقع بعد ذلك؟
سيستمر خبراء الصحة العامة والعاملون في مجال الرعاية الصحية بالتعامل مع هذه الجائحة، كما فعلوا خلال الأيام والأشهر الماضية. ستستمر الجهود المكثّفة للكشف عن الأشخاص المشكوك بإصابتهم بسرعة، وإجراء اختبارات الكشف عن الفيروس. وسيُعزل من يثبت حملهم للفيروس كي لا ينقلوا الفيروس لأسرهم وأصدقائهم أو زملائهم في العمل. كما سيتابع مسؤولو الصحة العامة انتشار هذا الوباء، وسيستخدمون هذه المعلومات لمنع انتشار المرض في المجتمع. تتوقّف التطورات المستقبلية للمرض على كيفية تصرّف الفيروس.