هل يحتاج الجميع لإجراء اختبار الكشف عن فيروس كورونا؟

3 دقائق
علاج, فيروس كورونا, طب, صيدلة, أدوية, أمراض معدية
يفرض مركز السيطرة على الأمراض قواعد صارمة بشأن من يمكنه الحصول على اختبار الفيروس — مصدر الصورة: مركز السيطرة على الأمراض

للمرة الأولى، أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة في 26 فبراير/ شباط عن أول إصابةٍ مؤكّدة بفيروس كورونا المستجد، وأنّ المسؤولون ليسوا متأكدين من كيفية انتقال العدوى إلى المريض بالضبط.

لم تسافر المرأة المصابة -وهي من شمال كاليفورنيا- مؤخراً إلى الصين أو إلى أي منطقةٍ موبوءةٍ بالمرض، ولم تكن على اتصالٍ بشخصٍ آخر مصابٍ بالفيروس، وهو غالباً الطريقة التي انتشر الفيروس بها خارج الصين. وقالت الوكالة في بيان إنه من الممكن انها التقطت الفيروس من مسافرٍ مصاباً به عاد حديثاً. قد يكون ما حدث، رغم ذلك، إشارةً إلى أنّ الفيروس ينتشر داخل الولايات المتحدة مؤخراً، وهو الموقف الذي وصفه المسؤولون مؤخراً بأنه «لا مفرّ منه».

ليس من الواضح بعد إلى أي درجةٍ سيتفشّى المرض، أو ما هو عدد المصابين المحتمل. ونظراً لصعوبة تتبّع المرض، من المرجّح أن الكثيرين سيتوجهون لإجراء اختبار الكشف عنه لديهم للتأكّد من عدم إصابتهم. إليك كل ما تحتاج معرفته حول اختبار الكشف عن فيروس كورونا.

كيف يمكنني إجراء اختبار فيروس كورونا؟

بعد أن بدأ الوباء ينتشر في جميع أنحاء الصين، سارع مركز السيطرة على الأمراض إلى إجراء بحوثٍ وتطوير اختبارٍ للكشف عن فيروس كورونا المستجد. لسوء الحظ، لا يزال هذا الاختبار غير متوفرٍ في العيادات والمستشفيات. فنظراً لوجود مكوّنٍ معيب في أحد مكوّنات مجموعات الاختبار التي أرسلها مركز السيطرة على الأمراض إلى المختبرات في جميع أنحاء البلاد، في وقتٍ سابق من الشهر الماضي، لم يتمكّن سوى القليل من إدارات الصحة االمحليّة خارج المنشآت الحكومية من إجراء الاختبار. وفي 26 فبراير/ شباط، أفاد مركز السيطرة ومنظمة الأغذية والدواء بأنّ المشكلة قد حُلت، وأن 40 مختبراً مرخّصاً له إجراء نموذجٍ معدّلٍ من الاختبار أصبحت متوفرةً في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

لا يمكن لأي شخصٍ اليوم الذهاب إلى الطبيب وإجراء اختبار الفيروس بهذه البساطة. هناك قواعدُ صارمة تحدد من يمكنه إجراء الاختبار عن الفيروس؛ حيث يقتصر على الأشخاص الذين سافروا إلى الصين، أو من كانوا على اتصالٍ بشخصٍ ثبتَ أنه مصاب بفيروس كورونا. في الحقيقة، اضطرت المرأة التي شُخّص لديها المرض مؤخراً في كاليفورنيا للانتظار عدّة أيام لإجراء الاختبار بعد وصولها إلى مركز ديفيس الطبّي في ساكرامنتو، لأنّ القواعد الصارمة منعتها من اجراء الاختبار باكراً. لكّن مركز التوصية قام بتحديث الشروط لمن يمكنه إجراء الاختبار لتشمل عدداً أكبر من الأشخاص في 27 الشهر الماضي.

إذا كنت قلقاً من احتمال إصابتك بفيروس كورونا، يجب عليك أولاً الاتصال بطبيبك. يقول بول بيدنجر، مدير مركز طب الكوارث في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن: «إذا قيّم الطبيب حالتك وشكّ بأنك تحمل فيروس كورونا، سيتشاور مع سلطات الصحة العامة في الولاية، والتي بدورها ستتواصل مع مركز السيطرة على الأمراض لاتخاذ الإجراءات المناسبة».

ويضيف بيدنجر: «نظراً لأنّ إمكانية إجراء عمليات الاختبار محدودة، فقد يتطلّب إجراء الاختبار المرور عبر سلسلةٍ من الإجراءات للحصول على إذنٍ لإرسال عينةٍ لتصل في نهاية المطاف إلى مركز السيطرة على الأمراض، والحصول على النتيجة، وعادةً ما يستغرق ذلك عدّة أيام على أقلّ تقدير». إذا تمت الموافقة على إجراء اختبار الفيروس لك، سيأخذ الطبيب عينةً من أنفك وفمك وربما مخلفّات سعالك بالإضافة لأخذ عينة من الدم لإرسالها إلى المختبر.

يقول بيدنجر: «بعد ذلك، الأمر متروكٌ لسلطات الصحة العامّة لتحديد ما ينبغي على المريض القيام به حتى ظهور نتائج الاختبار، لكّن عادةً ما يُعزل الأشخاص الذين يجرون اختبار الفيروس في المنزل أو المستشفى».

ماذا يحدث إذا تبيّن أنني مصاب بالمرض؟

لا يتوّقف علاج المرض على نتيجة الاختبار الإيجابية. بالرغم من أن المعاهد الوطنية الصحية قد بدأت بإجراء تجارب سريرية على عقارٍ يُدعى ريمديسفير»، لكن لا يوجد حالياً أي علاجٍ مُوصى به مضادٍ للفيروس. يركّز العلاج في الوقت الحالي على مساعدة المصابين على تحمّل أعراض المرض فقط، خصوصاً لدى من تظهر لديهم أعراضٌ خطيرة مثل صعوبة التنفّس والحمّى والسعال الجاف.

يقول بيدنجر: «أهم الإجراءات المترتبة على تشخيص الفيروس إيجابياً؛ هي المساعدة في توفير شروط العزل المناسبة، والحجر الصحي للحد من انتشار المرض». إذا أثبتت نتائج اختبار شخص ما إصابته بالمرض، فسيحاول مسؤولو الصحة العامة تحديد ما إذا كانوا قد نقلوا العدوى لأي شخصٍ آخر، يمكن بعد ذلك عزل الأشخاص الذين كانوا على اتصالٍ وثيق بالشخص المصاب بالفيروس وعلاجهم إذا تبيّن أنهم مرضى أيضاً، أو يُبقون في الحجر الصحي إذا لم تظهر عليهم الأعراض.

هل سيصبح إجراء الاختبار أكثر سهولة مستقبلاً؟

يقول بيدنجر: «من المهم مع انتشار المرض أن تصبح الاختبارات متاحة على نطاق أوسع، فإذا كان يتعين علينا قبول المرضى في المستشفى، فنحن بحاجة إلى معرفة ما إذا كانوا يحملون المرض أم لا؛ لضمان أننا نستخدم الاحتياطات المناسبة لمكافحة العدوى. مع ذلك، على معظمنا عدم توقّع حصولهم على الاختبار في حال كانت لديهم أعراضٌ خفيفةٌ فقط».

ويضيف بيدنجر: «ينبغي على الأشخاص الذين تظهر لديهم أعراضٌ خفيفة مثل؛ السعال والحمّى اتخاذ احتياطاتٍ بسيطة للبقاء في المنزل والابتعاد عن الآخرين، وهم لا يحتاجون بالضرورة لإجراء اختبار الفيروس». في الواقع، يفيد البقاء في المنزل في حال ظهور أعراضٍ لديك شبيهة بأعراض نزلات البرد الخفيفة، وغير المحددة بتجنّب الإصابة بفيروس كورونا. «لقد عانى نظام الرعاية الصحية في الصين من اكتظاظٍ كبير بسبب طلب عددٍ كبير من المرضى لديهم أعراضٌ خفيفة إجراء الاختبارات، وذلك يزيد العبء على النظام الطبي ويوفّر فرصةً أكبر للجمع بين أشخاصٍ يحملون الفيروس وآخرين لا يحملونه، مما يزيد من فرصة انتشار المرض إلى الأشخاص الأصحاء».

لكّن الأخبار الجيدة تقول أنّ نحو 80% من المصابين تظهر لديهم أعراضٌ خفيفة فقط ولا يحتاجون إلى رعايةٍ طبية، كما يقول بيدنجر.

يمكنك الاطلاع على مزيدٍ من المعلومات حول فيروس كورونا، وعن كيفية التصرّف في حال كنت تعتقد أنك تحمل الفيروس على موقع مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

المحتوى محمي