منذ أن تفشى فيروس كورونا في أغلب دول العالم؛ والسؤال الذي يدور في ذهن أغلب سكان العالم؛ متى نعود إلى الحياة الطبيعية، ونترك العزل؟ الإجابة حتى الآن قيد البحث، ولكن وجدت فرق بحثية مختلفة أن الحل هو إجراء اختبار الأجسام المضادة للأشخاص، ومن يمتلك الأجسام المضادة لفيروس كورونا؛ يعود إلى الحياة الطبيعية. يبدو حلاً جيداً، لكن هناك انتقادات تنال منه.
اختبار الأجسام المضادة
الأجسام المضادة تعني أن الفيروس أصاب شخص ما ونجح الجسم في مكافحته، وكون ضده أجسام يمكنها حمايته من الفيروس مرة أخرى، وفي حالة فيروس كورونا، هناك تخبط في أن الأجسام المضادة يمكنها حماية الجسم مرة أخرى، أو لا يمكنها ذلك، يبرر أصحاب الرأي الأول اعتقادهم بأنه فيروس كورونا مثل بقية الفيروسات التاجية، أما الرأي الثاني فيقول أنه مختلف عنهم، والأبحاث عنه قليلة وبالتالي الاستناد إلى ذلك دون معلومة واضحة بمثابة مخاطرة ربما تتسبب في موت أشخاص.
بدأت عدة دول منها؛ ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية في إجراء مسوحات كبيرة من الجمهور بحثًا عن أجسام مضادة لفيروس كورونا لمعرفة مدى انتشار العدوى غير المسجلة، ومدى خطورة الفيروس، ووجدت نتائج المسح؛ أنه في أي مكان هناك من 2٪ إلى 30٪ من السكان أصيبوا بالفعل بالفيروس.
تشير الأرقام السابقة إلى أن حالات فيروس كورونا المؤكدة تمثل نسبة صغيرة من العدد الحقيقي للأشخاص المصابين بالفعل، وهذا يعني أيضاً أن الغالبية العظمى من الإصابات تكون خفيفة. لكن العديد من العلماء يشككون في دقة اختبارات الأجسام المضادة، وواجهوا انتقادات للمجموعات البحثية التي أعلنت نتائجها في الصحافة بدلاً من نشر أوراقهم البحثية في الدوريات العلمية الموثقة، إضافة إلى ذلك يتخوف العلماء من أن تصب هذه النتائج في وضع نهاية مبكرة لعمليات الإغلاق، والعزل المنزلي.
التضارب يسود
واحدة من الدراسات الأكثر إثارة للجدل، قدمها عالم الفيروسات الألماني هندريك ستريك وفريقه من جامعة بون، تتلخص نتائجها الأولية التي أجريت على قرابة الألف شخص؛ في أن هناك في أكثر بلدة ألمانية تضررت من فيروس كورونا؛ كان هناك 14٪ من السكان منهم لديهم أجسام مضادة، مما يشير إلى أنهم أصيبوا وتعافوا. ويعتقد ستريك وزملاؤه أن وجود الأشخاص الحاملين للأجسام المضادة في المجتمع سيقلل من سرعة انتقال الفيروس في المنطقة. ويمكن أيضاً أن تكون بداية إنهاء العزل المنزلي في تلك المنطقة ببطء.
جادل ستريك أيضاً إذا كانت النتائج من ألمانيا هي نفسها في جميع أنحاء العالم، فهذا يعني أن المجتمع العالمي أقرب إلى مناعة القطيع، ويقول الباحثون أنه بمجرد أن يحقق المجتمع العالمي مناعة القطيع بنسبة 60٪ من السكان يحملون أجسام مضادة من الفيروس، فسيتم التحكم واحتواء تفشي الفيروس.
من جهة أخرى؛ أكد خبراء من منظمة الصحة العالمية أنه في الوقت الحالي، ليس لديهم أي دليل على أن إجراء اختبارات للأجسام المضادة يمكن أن تظهر أن الفرد لديه مناعة أو محمي من الإصابة مرة أخرى. ورغم أنه عادة ما تحصن الأجسام المضادة الشخص من الإصابة مرة أخرى لفترة على الأقل. لكن وفقاً لمنظمة الصحة العالمية لم يتضح بعد نوع الحماية التي توفرها الأجسام المضادة ضد فيروس كورونا.
النهاية لم تأتي بعد
لا تزال العديد من الاختبارات الأكاديمية والتجارية المختلفة للأجسام المضادة لفيروس كورونا قيد التحسين والتحقيق. نعم بإمكان اختبارات الأجسام المضادة إظهار ما إذا كان الجهاز المناعي لشخص ما قد واجه الفيروس أو لا. ولكن نظراً لأن لا أحد يعرف مستوى الأجسام المضادة؛ إن وجدت، التي تمنح الحماية ضد الفيروس في حالة الإصابة مرة أخرى، فإن الاختبارات لا يمكنها الجزم بأن الشخص محصناً من عدوى مستقبلية.
علي أي حال؛ لا يزال العالم في مواجهة فيروس كورونا، ولا يزال العلماء في كل مكان يجرون أبحاثهم على أمل الوصول إلى حل؛ لمساعدة المجتمع العالمي، سواء كان هذا الحل مصل أو لقاح، أو حتى اكتساب مناعة القطيع، ربما بعد كل هذه الجهود نصل إلى الحل؟ وبالتأكيد سيحدث، لكن متى؟ لا أحد يعرف.