تحدث الكوارث البيئية باستمرار، لكن غالباً ما تتعافى الطبيعة بنفسها، أو بوجود أشخاص يهتمون بها، ويحاولون إيجاد الحلول لهذه الكوارث من حرائق وتلوث وقطع الأشجار وإيذاء الغابات، فيما يلي ندرج أهم الأحداث البيئية لعام 2020:
الحياة تدب في غابات أستراليا بعد الحرائق المدمِّرة
كانت الأشهُر الأخيرة من عام 2019 صعبة للغاية بالنسبة لأستراليا، فقد اجتاحت حرائق الغابات جميع أنحاء البلاد، ودمرت أميالاً من أراضي الغابات، وقتلت حوالي مليار من الحيوانات البرية، ويُعتقد أنّ مئات الآلاف من الأسماك المَحلية قد نفقت بعد أن انجرف رماد حرائق الغابات إلى الأنهار والمجاري المائية، لكن بدأت الحياة تعود ببطء إلى الأرض التي دمرَتها النيران، وبدأت البراعم النابضة بالحياة تظهر عبر جذوع الأشجار المحترِقة والتربة المتأثرة بالجفاف، وقد وجدت الحياة طريقة لتجاوُز الأرض المتفحمة.
تقنية تولّد الكهرباء من الفراغ
طوّر باحثون تقنية خضراء جديدة تولّد الكهرباء من الفراغ، وابتكروا جهازاً؛ يعتمد على أسلاك نانوية بروتينية موصلة للكهرباء، يولّد الكهرباء من بخار الماء الموجود طبيعياً في الغلاف الجوي. يقل سمك الأسلاك النانوية البروتينية عن 10 ميكرون، وينتجها ميكروب Geobacter.
يمكن أن يعمل الجهاز على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، كما أنه صديق للبيئة ومتجدد، ويمكن إنتاجه بسعر زهيد، كما يمكنه أيضاً توليد الطاقة حتى في المناطق ذات الرطوبة المنخفضة للغاية مثل الصحراء الكبرى. يتمتع هذا الجهاز بمزايا كبيرة مقارنة بأشكال الطاقة المتجددة الأخرى؛ مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لأنه على عكس هذه المصادر، لا يتطلب ضوء الشمس أو الرياح، بل إنه يعمل حتى في الداخل.
تقنية جديدة تُصلح التسرُّب النفطي والتلوُّث بالزئبق
وقّعت شركة «كلين إيرث تكنولوجي» السنغافورية مع جامعة «فلندرز» الأسترالية اتفاقية لتسويق مادة «البولي سولفيد»؛ التي يمكنها إصلاح بعض أكبر مشاكل التلوث البيئي في العالم «تسرُّب النفط والتلوُّث بالزئبق وجريان الأسمدة»، ويمكن لهذه التقنية إنقاذ حياة الآلاف من عمّال المناجم حول العالم الذين يتعرضون لمواد كيميائية سامة.
البولي سولفيد هو متعدد كبريتيد يمتص الملوثات، ويتكون من مكونين منخفضَيّ التكلفة هما الكبريت؛ وهو نفايات ناتجة عن صناعة البترول التي يتم تخزينها حالياً بكميات ضخمة حول العالم، وزيت نباتي؛ مثل الكانولا، و يمكن أيضاً استخدام بقايا زيت الطهي، وحسب دراسة، تتميز هذه المادة بأنها أسرع بـ 8 مرات في التقاط الزئبق في الماء مقارنة بالعديد من الكبريتيدات السابقة، وقد أثبتت مادة البولي سولفيد فعاليتها في إدارة إطلاق الأسمدة الزراعية، والتقاط التلوُّث بالزئبق بأشكاله المختلفة، وامتصاص الانسكابات النفطية.
توليد الطاقة المتجددة من ثاني أكسيد الكربون
طوّر باحثون في مختبر «لورانس بيركلي الوطني» نظام تمثيل ضوئي اصطناعي، مصنوع من أنابيب نانوية الحجم، لديه القدرة على توليد مصادر كبيرة من الطاقة المتجددة بشكل كامل باستخدام غاز ثاني أكسيد الكربون الفائض في الغلاف الجوي، ويمكن لهذه التقنية تزويد المركبات والمنازل بالطاقة.
وضّح الباحثون من خلال دراسة لهم أنّ النظام يسمح بتدفُّق سريع من البروتونات من الفضاء الداخلي للأنبوب؛ التي تولَّد من تقسيم جزيئات الماء، إلى الخارج، حيث تتحد مع ثاني أكسيد الكربون والإلكترونات لتشكيل الوقود؛ هذا الوقود هو حالياً أول أكسيد الكربون، لكنّ الفريق يعمل على تصنيع الميثانول، وقال الباحثون، ستكون الوحدة الفردية للنظام عبارة عن مربعات صغيرة «بلاطات وقود شمسي» تحتوي على بلايين من الأنابيب النانوية المحصورة من الأعلى والأسفل بسيليكات رقيقة ومرنة قليلاً، مع فتحات للأنابيب.
زراعة المرجان في الحاجز المرجاني العظيم
تطوّع غواصون من شركة «كاريون» السياحية الاسترالية لزراعة الشُعُب المرجانية على الحاجز المرجاني العظيم بعد أن توقفت الشركة عن تنظيم الجولات في المحيط بسبب أزمة فيروس كورونا. قدّمت الشركة أحدث طوف لديها، والوقود لأخذ 4 غواصين بالإضافة إلى الدكتور «ديفيد سوجيت» من جامعة التكنولوجيا في سيدني؛ الذي يجري أبحاثاً حول مرونة الشُعُب المرجانية، إلى الحاجز المرجاني.
عَمِل الجميع في موقع «باشن أوف بارادايس» لأسابيع لتسجيل بيانات المشروع وإنشاء مشتل مرجاني. كانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام جزء من المرجان وربطه بالشُعُب المرجانية، وتعتمد الطريقة على إيجاد قطع مرجانية انفصلَت طبيعياً، وربطها مرة أخرى بالشُعُب المرجانية باستخدام مشبك مرجاني. تمكّن الفريق من تركيب ستة إطارات في الموقع؛ يمكن استخدامها كمشتل لزراعة المزيد من الشُعُب المرجانية.
طائرات بدون طيار تزرع آلاف الأشجار
حلّقت طائرات بدون طيار؛ تابعة لشركة «فلاش فورست» الكندية، فوق الأراضي شمال تورنتو التي احترقت سابقاً، وأطلقت بذور الصنوبر والتنوب المحلي. استخدمت الشركة تقنيتها لزراعة 40 ألف شجرة في المنطقة خلال شهر مايو/أيار، وبحلول نهاية عام 2020، مع توسُّعها إلى مناطق أخرى، زرعت مئات الآلاف من الأشجار. تهدف الشركة إلى زراعة مليار شجرة كاملة بحلول عام 2028 لاستعادة الغابات، ووقف فقدان التنوُّع البيولوجي، ومكافحة تغيُّر المناخ؛ إذ إنه من الضروري زراعة مليار هكتار من الأشجار للحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.
يمكن للطائرات بدون طيار هذه أن تعمل بسرعة أكبر وبتكلفة أقل من البشر الذين يزرعونها بالمجارف. تستطيع هذه التقنية حالياً زراعة ما بين 10 إلى 20 ألف بذرة يومياً، ومع تقدُّم التكنولوجيا، سيتمكن طياران من زراعة 100 ألف شجرة في اليوم، بينما يزرع الشخص يدوياً حوالي 1500 شجرة في اليوم، بالإضافة إلى تكلفتها المنخفضة.
تحوُّل في النظام البيئي للمحيط المتجمد الشمالي
اكتشف فريق من العلماء حدوث تحوُّل في النظام البيئي للمحيط المتجمد الشمالي؛ حيث ازدهرت العوالق النباتية، مما زاد من إمكانية القطب الشمالي على تحويل الكربون في الغلاف الجوي إلى مادة حية؛ وهو مؤشر على ارتفاع درجة حرارة المنطقة بسرعة أكبر من أي مكان آخر على الأرض. ركّزت الدراسة على صافي الإنتاج الأولي؛ وهو مقياس لمدى سرعة تحويل النباتات والطحالب لضوء الشمس وثاني أكسيد الكربون إلى سكريات تتغذى عليها الكائنات الأخرى، ووجد الفريق أنّ هذا الإنتاج زاد في القطب الشمالي بنسبة 57% بين عاميّ 1998 و 2018؛ وهي نسبة غير مسبوقة في الإنتاجية للمحيط بأكمله.
والأكثر إثارة للدهشة أنّ الزيادة كانت مرتبطة في البداية بانحسار الجليد البحري، لكن استمرت الإنتاجية في الارتفاع حتى بعد تباطؤ الذوبان في عام 2009. بعبارة أخرى، كانت هذه الطحالب المجهرية تستقلب المزيد من الكربون عبر القطب الشمالي لمجرد أنها كانت تكتسب المزيد من المساحات المائية المفتوحة خلال مواسم النمو الأطول؛ وذلك بسبب التغيرات المناخية في الغطاء الجليدي.
زراعة الأرز مع تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة
تم تطبيق طريقة جديدة لزراعة حقول الأرز يمكن أن تقلل من استخدام المياه وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في تايلاند. تسمى هذه الطريقة الترطيب والتجفيف البديل، وتختلف عن الطريقة التقليدية التايلاندية التي يتم فيها غمر الحقول بالمياه خلال موسم النمو. تقلل هذه الطريقة من كمية غاز الميثان الناتجة عن القش والمواد العضوية الأخرى المتحللة تحت الماء في حقول الأرز، ويمكنها توفير الوقت والمال الذي يُنفَق على الوقود لضخ المياه إلى المزارع الواقعة على أرض مرتفعة.
يستهدف المشروع؛ الذي ترعاه وكالة مساعدات حكومية ألمانية GIZ بالشراكة مع الحكومة التايلاندية، 100 ألف أسرة في تايلاند، وهو جزء من حملة جديدة من قبل النشطاء والحكومات للحد من تأثير الأرز على المناخ، لأنّ إنتاج الأرز يمثل حوالي 1.5% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ويهدف للحفاظ على المياه والتنوع البيولوجي وسلامة العمال والقضاء على عمالة الأطفال أيضاً.
قبائل الأمازون تحمي الغابات بطائرات بدون طيار
بدأت إحدى قبائل الأمازون الأصلية؛ والتي تعيش في غابات الأمازون المطيرة البرازيلية، ومكوَّنة من حوالي 300 شخص، في استخدام طائرات بدون طيار حديثة للكشف عن إزالة الغابات غير المشروعة في أراضيهم ومكافحتها. حسب شبكة سي إن إن الإخبارية، تُدرِّب القبيلة أفرادها وغيرهم من القادة الشباب من 6 مجتمعات من السكان الأصليين على كيفية تشغيل طائرات بدون طيار لتعقُّب إزالة الغابات، ويتم التدريب من قِبَل الاتحاد العالمي للحياة البرية وجمعية الدفاع عن البيئة العرقية «كانينديه».
ذكرت وكالة رويترز الإخبارية أنه خلال الشهر الأول من مراقبة الطائرات بدون طيار، اكتشفت القبيلة منطقة مساحتها حوالي 494 فداناً تمّت إزالتها بشكل غير قانوني داخل محميتها. بعد أيام، نشرت مروحية بذور الحشائش على قطعة الأرض، مما يشير إلى أنّ الأرض ستستخدم لمراعي الماشية.
الأمير ويليام يطلق جائزة لمكافحة تغيُّر المناخ
أطلق الأمير «ويليام»؛ أمير بريطانيا، جائزة جديدة بهدف دعم حلول مكافحة تغير المناخ، وتسمى الجائزة «جائزة الكرة الأرضية»، وتهدف إلى تحفيز التغيير والمساعدة في إصلاح كوكبنا على مدى السنوات العشر المقبلة، وتحويل التشاؤم إلى تفاؤل من خلال مكافأة الحلول المبتكَرة للمشاكل البيئية.
سيتم مَنح 5 جوائز بقيمة مليون جنيه « 1.3 مليون دولار» كل عام على مدى السنوات العشر القادمة، بهدف دعم 50 حلاً على الأقل لأعظم مشاكل العالم البيئية بحلول عام 2030، وسيتم مَنح الكرة الأرضية الحلول الخمس الأولى للمشاريع التي تركز على حماية الطبيعة والهواء النظيف واستعادتهما، وإحياء المحيطات، وإصلاح المناخ والحد من النفايات.
تدفئة المنازل باستخدام الهيدروجين المتجدد
أعلنت هيئة تنظيم الطاقة في المملكة المتحدة «أوفجيم» أنها ستقدم ما يصل إلى 18 مليون جنيه إسترليني «24.12 مليون دولار» لتمويل مخطط؛ مقرُّه اسكتلندا، يتمحور حول استخدام الهيدروجين لتدفئة المنازل، وستأتي استثمارات إضافية بقيمة 6.9 مليون جنيه إسترليني للمشروع، المعروف باسم «H100 Fife»، من الحكومة الاسكتلندية.
قالت الشركة المسؤولة عن شبكة الغاز في أسكتلندا وجنوب إنجلترا SGN أنّ العمل سيبدأ في تسليم شبكة الهيدروجين بنسبة 100%، وستوفر تدفئة وطهياً خالياً من الكربون إلى حوالي 300 منزل اعتباراً من نهاية عام 2022، وهذا المشروع هو الأول من نوعه في العالم، وسوف يستخدم الهيدروجين الأخضر، المنتَج باستخدام مصادر متجددة، إضافةً للرياح البحرية لتشغيل محطة التحليل الكهربائي؛ التي ستنتج الهيدروجين.