اكتشف باحثون في جامعة كوينزلاند الإسترالية، وجامعة برشلونة الإسبانية أن قطرات الدهون داخل خلايانا تساعد نظام الدفاع في الجسم على مقاومة العدوى الجرثومية. ونشرت الورقة البحثية في دورية «ساينس» العلمية أول أمس الجمعة.
وجد الباحثون أن قطرات الدهون هي مصدر غذاء ومخزن للطاقة، وتعمل كمفاتيح استقلابية في الخلية وسلاح ضد الجراثيم في آنٍ واحد.
قال الباحثون: «كان يُعتقد سابقاً أن الجراثيم تستخدم قطرات الدهون كغذاء لها، ولكن اكتشفنا تشارك القطرات الدهنية في مكافحة مسببات الأمراض، فالخلايا تصنع البروتينات السامة، وتُعبئُها في قطرات الدهون، ثم تطلقها على الجراثيم».
هذه طريقة جديدة تحمي بها الخلايا نفسها باستخدامها الدهون كسلاح سري، وتعطي رؤى جديدة حول طرق مكافحة العدوى. مع تزايد الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية، فإن الباحثين يحاولون العثور على طرق بديلة لمكافحة العدوى، وبذلك يكون فهم هذه الآلية إحدى الاحتمالات لتكثيف دفاعات الجسم الطبيعية. وأوضح الباحثون أنه عندما تحاول خلايا الدم البيضاء بلعمة الجراثيم، فإن قطرات الدهون في الخلية تتحرك إلى جزء البلاعم الذي توجد فيه الجراثيم.
غيرت العدوى الجرثومية أيضاً طريقة استخدام خلايا الدم البيضاء للطاقة؛ تُستخدَم قطرات الدهون كمصدر وقود للمتقدرات/الميتوكوندريا «مصانع الطاقة في الخلية» عندما لا تكون هناك عناصر غذائية أخرى كافية، وأثناء العدوى، تبتعد قطرات الدهون عن الميتوكوندريا وتهاجم الجراثيم بدلاً من ذلك.
أُلهم العلماء لمواصلة هذا البحث بعد أن شوهدت هذه الظاهرة في ذباب الفاكهة. وستكون الخطوة التالية للباحثين معرفة كيفية استهداف قطرات الدهون للجراثيم، وبالتالي تطوير علاجات جديدة لا تعتمد على المضادات الحيوية لمكافحة العدوى المقاومة للأدوية.