أول تحليل عالمي في الحياة اليومية: هل يتشارك البشر نفس تعابير الوجه؟

1 دقيقة
الصورة: جامعة كاليفورنيا - بيركلي الأميركية

أظهرَت دراسة جديدة قام بها باحثون من جامعة كاليفورنيا - بيركلي الأميركية أنّ البشر يستخدمون أشكالاً مختلفة من تعبيرات الوجه نفسها في سياقات اجتماعية مماثلة، مثل الابتسامات والتجهّم، إذ أكّدت النتائج التي نُشرت أمس؛ الأربعاء، في دورية «نيتشر» عالميّة التعبير العاطفي البشري عبر الحدود الجغرافية والثقافية في وقت تزداد فيه النزعة القومية والشعبوية في جميع أنحاء العالم.

استخدم الباحثون تقنية التعلُّم الآلي المعروفة باسم «الشبكة العصبية العميقة» لتحليل تعبيرات الوجوه في حوالي 6 ملايين مقطع فيديو رُفعت على موقع يوتيوب من قِبل أشخاصٍ مختلفين، في 144 بلداً من مختلف أنحاء العالم، ويُعدّ هذا أول تحليل عالمي لكيفية استخدام تعابير الوجه في الحياة اليومية، ويُظهر أنّ التعبيرات العاطفية البشرية العالمية أكثر ثراءً وتعقيداً مما افترضه العديد من العلماء سابقاً.

أنشأ الباحثون خريطة تفاعلية عبر الإنترنت توضِّح كيف تتعقب الخوارزمية الاختلافات في تعابير الوجه المرتبطة بـ 16 عاطفة؛ وهي المرح، والغضب، والرعب، والتركيز، والارتباك، والازدراء، والرضا، والرغبة، وخيبة الأمل، والشك، والغبطة، والاهتمام، والألم، والحزن، والمفاجأة، والانتصار.

بعد تسجيل تعابير الوجه المعروضة في مقاطع الفيديو المتنوعة بواسطة آلية التعلُّم الآلي، ربط الباحثون تعابير الوجه بالسياقات والسيناريوهات التي أُجريت عبر مناطق العالم المختلفة، واكتشفوا أوجه تشابه ملحوظة في كيفية استخدام الأشخاص عبر الحدود الجغرافية والثقافية لتعبيرات الوجه ذاتها في سياقات اجتماعية مختلفة.

على سبيل المثال، لاحظ الباحثون في مقاطع الفيديو أنّ الناس في جميع أنحاء العالم يميلون إلى التحديق برهبة أثناء عروض الألعاب النارية، وإظهار الرضا في حفلات الزفاف، وتثبيط حواجبهم بتركيز عند أداء فنون الدفاع عن النفس، وإظهار الشك في الاحتجاجات، والألم عند رفع الأثقال، والانتصار في حفلات موسيقى الروك والأحداث الرياضية التنافسية. كما أظهرت النتائج أنّ الأشخاص من ثقافاتٍ مختلفة يتشاركون حوالي 70% من تعبيرات الوجه المستخدَمة استجابةً لمواقف اجتماعية وعاطفية مختلفة.

هذا يدعم نظرية داروين القائلة بأنّ آلية التعبير عن المشاعر في وجوهنا أمرٌ مشترك بين البشر. قد يحدد العرض المادي لمشاعرنا ماهيتنا كنوع، ويعزّز مهارات الاتصال والتعاون لدينا ويضمن بقائنا. هذا بالإضافة إلى مساعدة الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في قراءة المشاعر؛ مثل الأطفال والبالغين المصابين بالتوحد، للتّعرُّف على الوجوه التي يصنعها البشر عادةً للتعبير عن مشاعر معينة.

المحتوى محمي