إناث القرود تستخدم ذكورها كجدران حماية ضد الحيوانات المفترسة

2 دقائق
إناث القرود البرية
shutterstock.com/Marek Velechovsky

وجد باحثون في جمعية الحفاظ على الحياة البرية في جمهورية الكونغو، أن إناث القرود ذات الأنف المعجون، تستخدم الذكور كدروعٍ تحمي بها نفسها من الحيوانات المفترسة؛ مثل الفهود، ونشر الفريق نتائجه في ورقة بحثية ضمن دورية «رويال سوسايتي أوبن ساينس» العلمية.

وأجرى الباحثون الدراسة على 19 مجموعة مختلفة من القرود البرية ذات الأنف المعجون؛ وهي نوع من غينون الغابات، وتعزز النتائج فكرة أن الإنذار العام للإناث يتطلب من الذكور تقييم طبيعة التهديد، وأنه يعمل على تجنيد الذكور لضمان الدفاع الجماعي عن كلا الجنسين، وتتوقف الإناث عن نداء الإنذار فقط عندما يصدر الذكور إشارات تدل على بدء الدفاع ضد الحيوانات المفترسة.

تشير النتائج إلى أن استراتيجيات استدعاء الإنذار تعتمد على جنس الإشارة؛ إذ تقوم الإناث بتجنيد الذكور الذين يتقرّبون منهنّ بهدف الحماية، ويطمئن الذكور الإناث على جودتهم في الدفاع ضد الافتراس، ربما لضمان فرص التكاثر معهنّ في المستقبل.

يعلن الذكور عن التزامهم بالعمل كجدران حماية عن طريق إرسال أصواتٍ معينة أثناء الاقتراب من بقية مجموعتهم؛ وهي أشبه بإشارة تتضمن القليل من المعلومات حول الأحداث الجارية، ولكنها إشارات تُرسَل بين الذكور فقط، وتدل عليهم.

سماع ذلك النداء بين الذكور يمكّن الإناث من التعرف على المدافعين عن المجموعة ذوي الجودة العالية من مسافة بعيدة، كما قد يساهم هذا في تعزيز سمعة الذكور على المدى الطويل في المجموعات؛ مما سيؤهل الإناث لاختيار الذكور الذين يضمنون بقاء نسلهم بشكل موثوق.

تشير الملاحظات إلى أنه إذا لم يثبت الذكور أنهم قادرون على حماية المجموعة، فمن المحتمل أن يضطروا إلى مغادرة المجموعات في وقت أبكر من المدافعين الجيدين، وحتى الآن، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت أنثى الغينونات لها قول الفصل في اختيار الشريك، لكن هذه النتائج تشير بقوة إلى هذا الاحتمال.

في سياق هذه الدراسة، تم تسجيل نوع إشارة جديد نُقلت باستمرار باسم «kek»، ووُجد أن الذكور استخدموا هذا الاستدعاء عند تعريضهم لنموذج النمر المتحرك الذي ابتكره الباحثون لإجراء تجارب ميدانية، في حين أن الدراسات السابقة التي أُجريت على القردة ذات الأنف المعجون في نيجيريا لم تذكر هذه الإشارة قط.

يمكن أن يكون هذا النوع الجديد من الاتصال خاصاً بسكان المنطقة، وإذا كان كذلك، فهذا قد يشير إلى وجود لهجاتٍ مختلفة بين القرود ذات الأنف المعجون؛ وهو مؤشر قوي على أمرٍ يُناقش وجوده بشدة في المملكة الحيوانية، ويطرح إمكانية وجود تشابه في استراتيجيات الاتصال المختلفة للإناث والذكور من القرود مع نظيراتها في اللغة البشرية.

إن النتائج الحالية قد طورت بشكل كبير فهم الازدواج الجنسي في إنتاج الإشارات الصوتية واستخدامها، ومن المثير للاهتمام أنه على الرغم من أن الذكور لديهم ذخيرة صوتية أكثر تعقيداً من الإناث، إلا أن المهارات المعرفية اللازمة لاستخدام ذخيرة الإناث البسيطة بشكل استراتيجي تبدو أكثر تعقيداً. بعبارة أخرى؛ قد تحتوي إنذارات إناث القردة على القليل من المعلومات، لكنها تفعل ذلك عن قصد، لتسهيل التلاعب بسلوك الذكور.

المحتوى محمي