قدَّم مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) وثائق قانونية جديدة يزعم فيها أن الغرسة الطبية القابلة للتخصيص، التي يمكن إدخالها جراحياً في أجسام المرضى بهدف تخفيف الألم المزمن، ليست سوى "مكون وهمي" من البلاستيك الخامل العديم الفائدة.
غرسة طبية مزيفة
روّجت شركة ستيمويف (Stimwave) الطبية الناشئة المنتجة هذه الغرسة الطبية التي دعتها "ستيم كيو بيريفيرال نيرف ستيميوليتر" (StimQ Peripheral Nerve Stimulator) -(PNS) اختصاراً- إلى أنها بديل فعال وآمن وبأقل قدر من التدخل الجراحي للمرضى الذين يعانون من الألم المزمن.
وفقاً للتوصيف السابق للإجراء، يزرع الأطباء الجهاز جراحياً بجوار مناطق الأعصاب المعنية بالمشكلة بالقرب من الحبل الشوكي باستخدام قُنية طبية. ثم يقوم الجهاز بتوصيل نبضات كهربائية منخفضة الشدة تولّدها رقعة يمكن ارتداؤها ملتصقة بقميص المستخدم، حيث يُفترض بهذه النبضات تمكين الدماغ من "إعادة توزيع إشارات الألم المحددة" كما يقول مكتب التحقيقات الفدرالي. كانت إدارة الغذاء والدواء قد وافقت على هذه الغرسة الطبية في مارس/ آذار عام 2017.
اقرأ أيضاً: مهندسون ينجحون في تصنيع مينا أسنان اصطناعي أقسى من المينا الطبيعي
كانت المؤسِّسة المشاركة والرئيسة التنفيذية لشركة ستيمويف، لورا تايلر بيريمان، التي شاركت في اختراع هذه الغرسة، قد قالت لموقع إنغادجيت(Engadget) بعد شهرين من موافقة إدارة الغذاء والدواء: "لمنتج الشركة تأثير إيجابي كبير على حياة الناس في الواقع. لقد اتصل بنا بعض مستخدمي منتجنا ليعبروا عن امتنانهم قائلين إنهم شعروا بتحسن كبير بعد استخدامه. كان لدينا في إحدى المرات مريض يعاني آلاماً في الوجه منذ 15 عاماً، وكان طريح الفراش، وقال إن آلامه اختفت كلياً بعد استخدام نظامنا".
ولكن بعد فترة وجيزة من الموافقة، أفاد مكتب التحقيقات الفدرالي أن بعض الأطباء بدؤوا يشتكون من أن مكوّن مُستقبل الجهاز القابل للزرع، المسمى بينك ستايلت (Pink Stylet)، الذي يبلغ طوله 23 سنتيمتراً تقريباً، كبيرٌ جداً بحيث لا يتناسب مع مناطق معينة من أجسام المرضى.
ووفقاً للسرد الزمني لمكتب التحقيقات الفدرالي، ولكي تحافظ الشركة على الجدوى المالية للجهاز، قدمت مكوّن مستقبل بديلاً، يسمى وايت ستايلت (White Stylet)، بعد فترة وجيزة من الموافقة الأولية على المكون السابق، حيث كان بوسع الأطباء قصّه إلى الطول المناسب قبل زرعه في الجسم، لكن قص الغرسة يجعلها عديمة الفائدة تماماً وفقاً لتقرير مكتب التحقيقات الفدرالي.
في الأصل: حل محتمل لتخفيف آلام المرضى المزمنة
وصف الأطباء على مدى سنوات جهاز شركة ستيمويف الذي تبلغ تكلفته نحو 16 ألف دولار كحل محتمل لتخفيف آلام المرضى المزمنة، ووفقاً لمكتب التحقيقات الفدرالي، أشرفت بيريمان بنفسها على دورات تدريبية للأطباء وصفت خلالها المكون البديل، وايت ستايلت، بأنه جهاز استقبال للشحنات الكهربائية التي تولدها الرقع القابلة للارتداء على الرغم من عدم احتوائه على مكون موصل للكهرباء أصلاً، ويقول أيضاً إن الشركة استمرت في فرض رسوم على الأطباء والمهنيين الطبيين مقابل الجهاز، وتقوم شركات التأمين، ومنها شركة ميديكير، بتسديدها لاحقاً.
اقرأ أيضاً: تحرر الخلايا القاتلة الطبيعية: طريقة حديثة لعلاج السرطان
احتيال إلكتروني
وجّه المسؤولون الفدراليون لبيريمان تهمة التآمر لارتكابها الاحتيال الإلكتروني والاحتيال في مجال الرعاية الصحية، وكشف بيان مكتب التحقيقات الفدرالي أيضاً أن شركة ستيمويف تقدمت بطلب الإفلاس في يونيو/ حزيران عام 2022 في خطوة قانونية ظلت سرية بانتظار نتائج التحقيقات الفدرالية. اعترف ممثلو الشركة لاحقاً بارتكاب مخالفات، ووافقوا على دفع غرامة قدرها 10 ملايين دولار كجزء من اتفاق لعدم ملاحقة الشركة قضائياً.
يقول مساعد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، مايكل دريسكول في البيان الصحفي للمكتب: "نتيجة لأفعال بيريمان غير القانونية، خضع المرضى لعمليات زرع غير ضرورية وخسرت شركة ميديكير ملايين الدولارات بالاحتيال". تواجه بيريمان حكماً بالسجن قد يصل إلى 20 عاماً إذا أُدينت.