تقرير حديث يؤكد زيادة معدلات الإصابة بسرطان الرحم بين صفوف السيدات الثلاثينيات والأربعينيات

2 دقيقة
تقرير حديث يؤكد زيادة معدلات الإصابة بسرطان الرحم بين صفوف السيدات الثلاثينيات والأربعينيات
حقوق الصورة: shutterstock.com/ MMD Creative

بوجود أجهزة تساعد على الكشف المبكر وفي ظل ازدياد الوعي حول سرطان عنق الرحم، مرّت على العالم الطبي سنين ذهبية انخفضت فيها أرقام الإصابات المُشخّصة والوفيات إلى الحد الأدنى منذ عقود، حيث انخفضت الأرقام بنسبة 50% في السنوات الخمسين الأخيرة.

إلّا أن بحثاً جديداً نُشر في دورية الجمعية الأميركية للسرطان، حذّر من أن أعداد الإصابات بين صفوف الإناث بين الثلاثينيات والأربعينيات في ازدياد، فما الأسباب التي طرحها البحث لتفسير ارتفاع أرقام الإصابات؟

اقرأ أيضاً: كيف نحمي أنفسنا من العوامل المسرطنة التي تحيط بنا؟

قبل التطرق لأسباب الارتفاع: ما العوامل التي أسهمت في خفض نسبة الإصابات بسرطان عنق الرحم؟

عندما تتحدث الأبحاث والدراسات عن انخفاضٍ في أرقام المصابات بسرطان عنق الرحم في السنوات الخمسين الأخيرة، فإنها تقصد الإناث من الأعمار كافة، ولكن على وجه الخصوص صفوف الإناث في أوائل العشرينيات. ويُعزى هذا الانخفاض منطقياً إلى لقاح الفيروس الحليمي البشري، الذي يعتبر مسؤولاً عن الإصابة بستة أنواع من السرطان منها سرطان عنق الرحم. فهذا الجيل من الإناث أول من استفاد من لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري، والتي وُفِقَ عليها عام 2006.

حيث انخفضت الإصابات بين الإناث اللاتي تراوحت أعمارهن بين 20 و24 عاماً بنسبة 65%، وذلك في مقارنة بين معدلات الإصابة بين عامي 2012 و2019 من خلال نتائج البحث الذي نُشر. وفسَّر "نيكولاس فينتزينسن" وهو طبيب وباحث في علوم الوراثة السريرية في المعهد الوطني الأميركي للسرطان، التقدم المذهل والأرقام الناجحة هذه بأن سرطان عنق الرحم أحد أفضل أنواع السرطانات المفهومة.

ما السبب وراء عدم استفادة الإناث الثلاثينيات والأربعينيات من هذا التقدم؟

في الوقت الذي انخفضت أرقام العشرينيات المصابات، كانت أرقام الإناث في الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات من العمر المصابات في ازدياد، حيث ارتفع تشخيص سرطان عنق الرحم بينهن بنسبة 2% وذلك بعد مقارنة معدلات الإصابة بين عامي 2012 و2019. والممكن أن تساعد معدلات الإصابة المنخفضة بين الإناث العشرينيات على تفسير ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم بين الإناث البالغات الثلاثين أو الأربعين من العمر.

أحد الأسباب المتهمة بهذا الارتفاع هو أن هؤلاء الإناث كُنّ أكبر من أن يحصلن على التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري عند طرحه. كما يقول أحمد بن جمال وهو كبير مؤلفي التقرير الجديد والنائب الأول لرئيس جمعية السرطان للمراقبة وعلوم العدالة الصحية: "إن اكتشاف السرطان بعمر 30 أو 40 ليس حظاً سيئاً بالمطلق، فإن هذه السرطانات المكتشفة في الغالب أورام مبكرة وقابلة للشفاء".

اقرأ أيضاً: لفرص شفاء أفضل: تعرّف على المؤشرات المبكرة للإصابة بالسرطان

السبب الثاني الذي فسّر ارتفاع معدلات الإصابة هو تراجع عدد الإناث اللاتي يخضعن للفحوص الدورية. إذ يُمكّن الفحص البدني الأطباء من العثور على الآفات "ما قبل السرطانية" وعلاجها وتدبيرها قبل أن تصبح سرطانية، إذ إن أكثر من نصف الإناث المصابات بسرطان عنق الرحم واللاتي ذُكرن في هذا التقرير لم يخضعن للفحص البدني مُطلقاً أو لم يفحصن في السنوات الخمس الماضية.

تشير التقديرات إلى أن عدداً أقل من الإناث يواكبن اختبارات سرطان عنق الرحم الروتينية، حيث انخفض عدد الإناث من الفئة العمرية بين الـ 21 و65 عاماً واللاتي يخضعن للفحص الدوري من 87% عام 2000 إلى 72% في يومنا هذا، وذلك وفقاً للمعهد الوطني للسرطان السرطان.

كيف يمكن للإناث أن يقين أنفسهن من الإصابة بسرطان عنق الرحم؟

على الإناث اللاتي يتراوح عمرهن بين 21 و29 عاماً الحصول على لقاح الفيروس الحليمي البشري، وقبل البدء بأي نشاط جنسي، ويمكن لهن أيضاً القيام بمسحة عنق الرحم كل 3 سنوات تقريباً للكشف عن وجود أي آفات ما قبل سرطانية.

اقرأ أيضاً: ما أفضل الطرق وأقلها تكلفة للوقاية من سرطان عنق الرحم؟

أمّا بما يخصُّ الإناث من الفئة العمرية بين 30-65 عاماً، فمن المهم أن يقمن بمسحة عنق الرحم كل 3 سنوات واختبار الفيروس الحليمي البشري –الذي يبحث عن وجود المادة الوراثية للفيروس- كل 5 سنوات لمتابعة وجود أي إصابة كامنة، إذ إن هذين الاختبارين معاً يكشفان الإصابة بسرطان عنق الرحم في مراحله المبكرة وحتى الحالات ما قبل السرطانية بدقة عالية. 

المحتوى محمي