باحثون يعثرون على حجر نيزكي يزن 8 كيلوغرامات في القطب الجنوبي

2 دقائق
باحثون يعثرون على حجر نيزكي يزن 8 كيلوغرامات في القطب الجنوبي
نهر جليدي في القارة القطبية الجنوبية. ديبوزيت فوتوز

يشبه البحث عن بقايا النيازك في ظروف البرد القارس للقطب الجنوبي البحث عن بقع سوداء صغيرة على بساط واسع من الثلج الأبيض. حتى لو غاصت تلك الصخور الفضائية في الجليد، فإن حركة الأنهار الجليدية يمكن أن تساعد في عودتها إلى سطح الحقول الجليدية الزرقاء للقارة مجدداً وتكشفها، ما يجعلها مرئية مرة أخرى.

تُصنف القارة القطبية الجنوبية على أنها صحراء عملياً بسبب انخفاض مستويات هطول الأمطار أو الثلوج فيها، حيث لا تتلقى سوى نحو بوصتين من الهطولات سنوياً. يحمي هذا المناخ الجاف في القطب الجنوبي بقايا النيازك التي تسقط فيها من العوامل الجوية القاسية، ما يجعله موقعاً مثالياً للبحث عن الصخور الفضائية، بما في ذلك الصخور الكبيرة.

حجر نيزكي وزنه 8 كيلوغرامات يُعثر عليه في القطب الجنوبي

عاد فريق من الباحثين الدوليين مؤخراً من القارة القطبية الجنوبية بعد اكتشافهم 5 أحجار نيزكية جديدة يزن أحدها نحو 8 كيلوغرامات، وكان بعض أعضاء هذا الفريق قد اكتشف عام 2013 حجراً نيزكياً يزن نحو 19 كيلوغراماً.

تقول عالمة الأبحاث في متحف فيلد وجامعة شيكاغو، ماريا فالديز، في بيان صحفي: «لا يعد حجم النيزك العامل الأكثر أهمية لتحديد قيمته العلمية، فحتى النيازك الصغيرة جداً يمكن أن تكون ذات قيمة علمية كبيرة، مع ذلك فإن العثور على نيزك كبير الحجم كالنيزك المكتشف أخيراً نادر ومثير حقاً».

باحثون يعثرون على حجر نيزكي يزن 8 كيلوغرامات في القطب الجنوبي
الحجر النيزكي الذي يزن 8 كيلوغرامات. حقوق الصورة: ماريا فالديس.

بالمقارنة، يبلغ وزن أكبر نيزك تم اكتشافه على الأرض 60 طناً، وقد أطلق عليه اسم هوبا، وبقي في موقعه الأصلي في ناميبيا ولم يتم نقله إلى مكان آخر.

القطب الجنوبي مخزن للنيازك

كانت فالديز أحد العلماء الأربعة في الفريق في هذه الرحلة البحثية، وتقدّر أنه قد تم اكتشاف 45 ألف شظية نيزكية من القطب الجنوبي خلال القرن الماضي، وأن هناك نحو 100 حجر نيزكي منها بحجم الحجر النيزكي المكتشف أخيراً أو أكبر منه.

كان هذا الفريق أول من اكتشف بعض مواقع النيازك الجديدة المحتملة التي تم تحديدها باستخدام صور الأقمار الصناعية.

اقرأ أيضاً: لأول مرة: مسبار ياباني يعود إلى الأرض بعينات من كويكب خارجي  

يقول قائد المهمة من جامعة بروكسل الحرة، فينسيان ديباي، في بيان: «الذهاب في مغامرة لاستكشاف مناطق غير معروفة أمر مثير بالفعل، ولكنه قد يمثل تحدياً لأن الواقع على الأرض غالباً ما يكون أكثر صعوبة مما يبدو عليه في صور الأقمار الصناعية الجميلة».

تم تحديد موعد الرحلة في أواخر ديسمبر/ كانون الأول، حيث يكون الوقت صيفاً في القارة القطبية الجنوبية ودرجة الحرارة معتدلة بحدود -8 درجات مئوية. لكن فالديز قالت إن الطقس كان أكثر برودة مما هو عليه في شيكاغو خلال بعض أيام الرحلة، واستكشاف تضاريس القطب الجنوبي على عربات الثلوج والتنقل في حقول الجليد والمبيت في الخيام جعل التجربة أكثر صعوبة من طقس المدينة العاصف.

باحثون يعثرون على حجر نيزكي يزن 8 كيلوغرامات في القطب الجنوبي
الباحثون مع الحجر النيزكي الذي اكتشفوه. الشخص الذي يرتدي خوذة بيضاء: ماريا شونباتشلر. الشخص الذي يرتدي خوذة خضراء: ماريا فالديز. الشخص الذي يرتدي خوذة سوداء: ريوغا ميدا. الشخص الذي يرتدي الخوذة البرتقالية: فينسيان ديبيل. حقوق الصورة: ماريا فالديز.

سيجري الآن تحليل النيازك الخمسة في المعهد الملكي البلجيكي للعلوم الطبيعية. قسّم الفريق بعض الرواسب التي قد تحتوي على شظايا نيزكية دقيقة قد تكون أصغر من حبات الرمل لدراستها في مؤسساتهم التعليمية المحلية.

اقرأ أيضاً: ناسا تحدد الأهداف العلمية لرواد الفضاء المستقبليين على القمر

تقول فالديز: «تساعدنا دراسة النيازك في فهم موقعنا في الكون، كلما زاد حجم العينات المدروسة كان بمقدورنا توسيع فهمنا حول نظامنا الشمسي ودورنا فيه بشكلٍ أفضل».

المحتوى محمي