أجرى فريق بحثيّ سعودي من جامعة الملك سعود دراسةً عن الأثر النفسي لجائحة فيروس كورونا على المجتمع السعودي، وتم نشر هذه الدراسة في مجلة «BMC Psychiatry» المختصة في الطب النفسي.
أظهرت نتائج الدراسة أن لجائحة كورونا أثراً نفسياً على المشاركين في الدراسة، علماً أن جمع البيانات كانت خلال الأسابيع الأولى من الجائحة، وتحديداً في شهر أبريل/نيسان من عام 2020، فيما كان الأثر النفسي من متوسط إلى شديد خلال فترة الجائحة.
استخدم الفريق البحثي مسحاً عبر الإنترنت وُزع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أكمله 3032 متطوعاً من جميع المناطق السعودية، وجمع الباحثون البيانات الديموغرافية، والتاريخ المرَضيّ، وعشرات من مقاييس التقرير الذاتي التي تم التحقق من صحتها لتقييم أعراض الصحة العقلية.
أشار المشاركون إلى إصابتهم باضطرابات نفسية معتدلة إلى شديدة للغاية أثناء الوباء؛ حيث بلغت نسبة أعراض الاكتئاب 21%، وأعراض القلق 18%، و أعراض التوتر 13%؛ وهي نسب أعلى من المعدل المعتاد في المجتمع.
اقرأ أيضا: هل يعود الاكتئاب بعد العلاج؟
أظهرت الدراسة أيضاً أن معدل الاكتئاب والقلق والتوتر واضطراب النوم كان أعلى في الفئة الأصغر سناً من عينة الدراسة، وفي الإناث أكثر من الذكور، وكذلك أعلى لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية قبل الجائحة، موضحةً أن هناك علاقةً قويةً بين عدم تحمل المجهول؛ والذي له دور كبير في تطور الأعراض النفسية والاكتئاب والقلق والتوتر واضطراب النوم.
الاكتئاب هو الحالة المستمرة من القلق والحزن وعدم التمتع بالأشياء واضطراب الأكل والنوم لمدة 14 يوم، ويُعتبر إحدى الأمراض النفسية الأكثر انتشاراً حسب تقارير منظمة الصحة العالمية. يحدث فيه تغير فيزيولوجي في مستويات الهرمونات والمواد الكيميائية في الدماغ ، ويحتاج المصابون للعلاج بالأدوية وجلسات مع اختصاصي نفسي، وهو مرض قابل للعلاج؛ ولكن إذا تم اهماله فقد يؤدي لحالات انتحار. وجدت الدراسة علاقة أيضاً بين استراتيجيات المواجهة؛ مثل الإنكار ولوم الذات والاضطرابات النفسية، وأكد الفريق البحثي أن الصحة العقلية هي مصدر قلق رئيسي خلال جائحة فيروس كورونا - خاصةً بالنسبة للفئات الضعيفة المحددة.
يُذكر أن المجلة الناشرة للبحث من أفضل المجلات المختصة في الطب النفسي، ويبلغ معامل التأثير لها 3.6 وضمن قائمة مجلات ال ISI؛ التي تُعتبر نخبة المجلات العلمية،