كشفت دراسة عالمية جديدة نشرت أمس الثلاثاء في مجلة نيتشر أن الأشجار التي تنمو بسرعة تموت بسنٍ صغيرة مما يقلل من قدرتها الإجمالية على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري.
تمكّن فريق علماء دولي من تحليل البيانات لأكثر من 200 ألف عينة من حلقات الأشجار في 110 أنواع من الأشجار، من جميع القارات باستثناء إفريقيا والقارة القطبية الجنوبية، ووجدوا أن النمو الأسرع كان مرتبطًا بأعمار أقصر سواء في أشجار النوع الواحد أو في الأنواع المختلفة، ولم يكن هذا النمو معتمدًا على المناخ أو التربة.
وقال رويل برينين، الأستاذ المساعد في الجغرافيا من جامعة ليدز البريطانية، المؤلف الرئيسي للدراسة: "لقد بدأنا تحليلاً عالمياً وفوجئنا عندما وجدنا أن هذه المفاضلات شائعة إلى حد مذهل، وأنها تحدث في كل الأنواع التي أجرينا بحثنا عليها تقريبًا بما فيها الأشجار الاستوائية." وأوضح وجود علاقة فعلية بين معدلات النمو الأسرع والعمر الأقصر لبعض الأشجار، خاصة في الصنوبريات التي تتكيف مع البرودة.
وقال ستيف فولكر من قسم بيولوجيا البيئة والغابات في جامعة سيراكيوز في نيويورك، مؤلف مشارك في الدراسة: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى وجود سمات في الأشجار الأسرع نمواً والتي تجعلها عُرضة للخطر، في حين تتمتع الأشجار الأبطأ نمواً بصفات تسمح لها بالاستمرار."
وأضاف: "من المرجح أن تتضاءل معدلات امتصاص الكربون في الغابات لأن الأشجار سريعة النمو والمعرضة للخطر تحل محل الأشجار الدائمة بطيئة النمو."
فسر الفريق السبب الذي يؤدي للنمو السريع والوفيات المبكرة بأن الأشجار تموت عندما تصل إلى حجم حرج معين - وهو الحد الأقصى المحتمل لحجم نوع معين في موطن معين - وعندما تصل الأشجار سريعة النمو إلى هذا الحجم، فإنها تموت أسرع في سن أصغر. بالإضافة إلى أن الأشجار سريعة النمو أكثر عرضة للجفاف لأن أنظمة نقل المياه لديها أكثر عرضة للخطر.
تزيد نتائج هذه الدراسة من الحاجة الملحة للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.