أعلنت الحكومة الإماراتية أنها تهدف إلى تطعيم أكثر من 50% من السكان خلال الربع الأول من العام الجاري بغرض الوصول إلى المناعة المكتسبة من التطعيم ضمن مساعيها الرامية إلى الحفاظ على سلامة المجتمع وصحة أفراده، وأشارت الدكتورة فريدة الحوسني؛ المتحدث الرسمي باسم القطاع الصحي في الدولة، أن دول العالم تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في عدد حالات الإصابة، وأنه تمت ملاحظة زيادة في عدد الحالات المسجلة في الدولة، بسبب زيادة الانتقال المحلي بين مناطق الدولة، بالإضافة إلى وجود حالات قادمة من خارج الدولة من مختلف المطارات، وقالت أن هدف المرحلة المقبلة يتمثل في السيطرة على هذه الزيادة من خلال مراجعة الإجراءات الاحترازية المطبقة في المنشآت والمؤسسات والتأكيد على التزام كافة أفراد المجتمع بالإجراءات الوقائية، مشيرة إلى أن التركيز ينصب في الوقت الراهن على تطعيم أكبر نسبة ممكنة من المجتمع، والوصول إلى المناعة المكتسبة الناتجة عن التطعيم؛ ما يسهم في تقليل أعداد حالات الإصابة والسيطرة على المرض.
أكدت الحوسني حرص دولة الامارات على أن تكون سباقة في هذا المجال؛ إذ تم توفير اللقاح منذ بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول 2020، وتستمر الجهود بثقة لتوفير الوقاية اللازمة لكافة شرائح المجتمع، حيث جرى إعطاء 826 ألفاً و301 جرعة من لقاح فيروس كورونا؛ وهو ما يعادل 47 ألف جرعة يومياً، أي تغطية 8% من كل 100 شخص، وأوضحت أن الإمارات تهدف إلى تطعيم أكثر من 50% من سكان الدولة خلال الربع الأول من العام الجاري، لافتةً إلى أن هذا الهدف يتطلب من الجميع؛ أفراداً ومؤسسات، التعاون وتكثيف الجهود بغية المساعدة في تقليل عدد الحالات الحرجة بشكل خاص ودخول المستشفيات، والسيطرة على المرض بشكل أفضل في المرحلة المقبلة.
أُطلقت الحملة الوطنية للتوعية بلقاح فيروس كورونا بهدف توفير كافة المعلومات اللازمة لأفراد المجتمع لتمكينهم من اتخاذ القرار المناسب والوقاية من المرض، وقالت الحوسني أن الأولوية في الحصول على اللقاح تُمنح للأشخاص الأكثر عرضة لمضاعفات المرض؛ مثل كبار السن والأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة، وذلك بغرض حماية هذه الفئة ووقايتها من المضاعفات، حيث أثبت التطعيم نجاحه بنسبة 100% وفاعليته وسلامته لكبار المواطنين والمقيمين ما فوق الستين عاماً، وبالتالي ننصح جميع الأشخاص ضمن هذه الفئة بالحصول على اللقاح، مؤكدةً حرص الدولة على توفير اللقاح لفئات الشباب والأشخاص في سن 18 عاماً وما فوق، على الرغم من كونهم من الفئات الأقل عرضة لمضاعفات المرض، إلا أنهم الأكثر مساهمة في نشر المرض، بسبب طبيعة حياتهم والأنشطة التي يمارسونها؛ ما يتطلب توفير اللقاح لهم للحد من زيادة أعداد الحالات في المرحلة المقبلة، وأعلنت أنه قد تم توفير اللقاح في المنشآت الصحية الحكومية والخاصة، والمجالس، ومراكز اللقاح عن طريق المركبة؛ وهي طريقة مبتكَرة لأخذ اللقاح أطلقتها دولة الإمارات لضمان تسهيل إجراءات تلقي اللقاح لأكبر شريحة من المجتمع.
تطرقت فريدة الحوسني إلى عدد من التساؤلات حول اللقاح، وأوضحت أن فوائد التطعيم تتمثل في حماية الأطفال والبالغين من الإصابة ببعض الأمراض المعدية ومضاعفاتها الخطيرة، وبالتالي تؤدي إلى مجتمع معافى خالٍ من هذه الأمراض المعدية والأوبئة، كما أنها تحقق الغرض بحماية الأفراد والمجتمعات، وتُعتبر من أفضل التدخلات الطبية وأنجحها في الوقاية من الامراض المعدية، مضيفةً أن التطعيمات ساهمت في تحقيق مؤشرات البرامج الوطنية الوقائية لاستئصال الأمراض والتخلص منها، حيث يمكن توقّيها بالتطعيمات استناداً إلى الاستراتيجيات العالمية وأفضل الممارسات التي تساهم في تطوير النظام الصحي وجودة حياة أفراد المجتمع، كما أوضحت أن أخذ اللقاح اختياري وليس إجباري، ويتم من خلال جرعتين بفارق زمني من ثلاثة إلى أربعة أسابيع بين الجرعتين، فيما بينت حول تساؤل البعض عن إمكانية إعفاء الأشخاص الذين أخذوا اللقاح من إجراءات الحجر المنزلي أو المؤسسي إذا تطلب الأمر، أنه يتم اعفاء الأشخاص المطعّمين من الحجر المنزلي بعد إتمامهم 28 يوماً من الجرعة الثانية للّقاح مع أهمية عمل الفحوصات المطلوبة لهذه الفئة.