تسبح في المدار: التلوث الضوئي للأقمار الصناعية يعرقل رصد الكون

2 دقائق
الصورة: وكالة الفضاء الأوروبية

خلص تحليل جديد؛ نظر في عشرات الآلاف من الأجسام الموجودة في مدار الأرض، إلى أنه لم يتبق أي مكان على الأرض يمكن علماء الفلك مشاهدة النجوم دون تلوث النفايات الفضائية والأقمار الصناعية. ومن المتوقع زيادة هذا التلوث الضوئي بسبب آلاف الأقمار الصناعية الأخرى التي تخطط الشركات والمؤسسات لإطلاقها في السنوات المقبلة.

علماء الفلك قلقون بالفعل بشأن التكتّلات الضخمة للأقمار الصناعية. إذ أنه ومنذ عام 2019، أطلقت شركة «سبيس إكس» وحدها أكثر من 1000 قمر صناعي لمشروع «ستارلينك» لخدمة الإنترنت العالمية. وهناك عشرات الآلاف من الأقمار الصناعية التابعة لشركات أخرى مثل «أمازون» و «بلو أوريجين» ستُطلق في السنوات القادمة.

ركز علماء الفلك حتى الآن على كيفية تخفيف الانبعاثات الضوئية للأقمار الصناعية فوق رؤوس مراقبي السماء بالعين المجردة، والتي تُعيق المزيد من الملاحظات الفلكية الحساسة. وردّاً على ذلك، تمكن مهندسو سبيس إكس من تعتيم أقمارهم الصناعية اللاحقة إلى حوالي ربع سطوع النماذج الأولية الأولى.

لكن كان لدى بعض العلماء قلقٌ مختلف، وتساءلوا عما إذا كانت السحابة الجماعية للأقمار الصناعية والحطام فوق الأرض قد تشتّت الضوء مرة أخرى في الغلاف الجوي بشكل عام. وحتى لو كانت الأجسام غير مرئية، فهل يمكن لوجودها أن يضيف توهجاً إضافياً للخلفية إلى سماء الليل بطريقة تحجب الرؤية عن بعض أماكن الكون؟ إذ أنه حتى في أحلك المواقع الممكنة على الأرض، فإن السماء نفسها لها وهج طبيعي في الغلاف الجوي العلوي من مصادر مثل الجسيمات المتأيّنة. وفوق ذلك، قد تضيف الأجسام الموجودة في المدار حوالي 10% من الضوء المنتشر.

يعتمد هذا الحساب على عدة افتراضات؛ بدءًا من تقديرات عدد وحجم الأجسام الفضائية في منتصف التسعينيات، واستنباط ازدحام الفضاء المتزايد منذ ذلك الحين، وتخمين مدى انعكاس هذه الأجسام في المتوسط. لكن يتطلع الباحثون إلى تأكيدٍ دقيق للنتيجة.

اقترح الاتحاد الفلكي الدولي عام 1979 إنشاء المراصد الفلكية فقط في الأماكن التي يكون التلوث الضوئي فيها أقل من 10% من الضوء فوق الوهج الطبيعي للسماء. وتشير الدراسة الجديدة إلى أنه لم يعد هناك مكان على هذا الكوكب يلبي هذه المعايير.

يمكن للعين البشرية اكتشاف اختلافات التباين الضوئي الصغيرة، لكن معظم مراقبي النجوم لن يلاحظوا ذلك. إلا أن الأمر قد يكون مهماً لعلماء الفلك الذين يبحثون عن أجسام خافتة مترامية في السماء؛ مثل المجرات الخافتة، والتي يدرسها علماء الفلك بحثاً عن أدلة على فيزياء تكوين المجرات وطبيعة المادة المظلمة. ومن أجل أن تبرز تلك المجرات الباهتة في وهج السماء، احتاج علماء الفلك بالفعل إلى إجراء توسعاتٍ على أكبر التلسكوبات في أحلك المواقع المتاحة.

المحتوى محمي