أعلن الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة السعودي، عن نجاح المملكة العربية السعودية في تسجيل منطقة «حمى» الثقافية بنجران في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»؛ بوصفها موقعاً ثقافياً ذا قيمة عالمية استثنائية للتراث الإنساني.
سجلت منطقة حمى الثقافية خلال اجتماعات الدورة الرابعة والأربعين للجنة التراث العالمي المنعقدة في مدينة فوزهو في جمهورية الصين الشعبية.
تعرف إلى منطقة حمى
تقع منطقة الفن الصخري الثقافي في حِمى على مساحة 557 كم مربعاً، وتضم 550 لوحة فن صخري تحوي مئات الآلاف من النقوش والرسوم الصخرية، وتعد واحدةً من أكبر مجمعات الفن الصخري في العالم، وتقع عند نقطة مهمة في طرق القوافل القديمة وطرق التجارة التي تعبر الأجزاء الجنوبية من شبه الجزيرة العربية، ويُعتقد أنها كانت إحدى الأسواق الرئيسية في شبه الجزيرة العربية القديمة، وتمثل الآبار الموجودة في بئر حِمى آخر نقطة إمدادات الماء على طريق الشمال، والأولى بعد عبور الصحاري على طريق الجنوب.
يضم موقع حِمى عشرات الآلاف من النقوش الصخرية المكتوبة على هيئة نصوص قديمة تضم نقوشاً بالقلم الثمودي، والنبطي، والمسند الجنوبي، والسريانية واليونانية، بالإضافة إلى النقوش العربية المبكرة -فترة ما قبل الإسلام- والتي تعد بدايات الخط العربي الحديث.
وتمثل فنون ونقوش حمى الصخرية مصدراً لا يقدر بثمن للتوثيق الكتابي والفني والتاريخي وحتى الإثنوغرافي، لأحداث التغير المناخي خلال الفترة السائدة؛ ويتجلى ذلك من خلال البقايا الأثرية الشاسعة التي تم العثور عليها في موقع حِمى بمنطقة نجران على شكل مذيلات ومنشآت ومقابر ركامية، وورش لتصنيع الأدوات الحجرية مثل الفؤوس والمدقّات ورؤوس السهام الحجرية، كما يوجد في الموقع آبار مياه قديمة لا تزال تُستعمل حتى اليوم.
حمى في اليونسكو
باتت منطقة حمى الثقافية سادس موقع سعودي في هذه القائمة العالمية، إلى جانب المواقع الخمسة المسجلة سابقاً؛ وهي: موقع الحِجر المدرج المسجل عام 2008، وحي الطريف بالدرعية التاريخية عام 2010، وجدة التاريخية عام 2014، ومواقع الفنون الصخرية بمنطقة حائل عام 2015، وواحة الأحساء عام 2018.
وأكد وزير الثقافة أن تسجيل منطقة حمى الثقافية بمنطقة نجران يأتي ثمرة طبيعية لما يحظى به التراث الوطني من دعم واهتمام كبيرين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع؛ مشيراً إلى أن المواقع السعودية المسجلة في قائمة التراث العالمي باليونسكو، إلى جانب العناصر الثمانية المسجلة في قائمة التراث الثقافي غير المادي، تؤكد المدى غير المحدود الذي يمكن أن تُسهم به المملكة في خدمة التراث الإنساني العالمي المشترك، انطلاقاً من عمقها التاريخي الغني، وتحت مظلة رؤية السعودية 2030 التي أكدت أهمية الاعتزاز بالهوية الوطنية التي يُعد التراث الوطني بكل قوالبه المادية وغير المادية واحداً من مكوناتها الرئيسية.
وقال بدر بن عبدالله بن فرحان: إن المملكة غنية بمواقع التراث المهمة على خارطة الحضارات الإنسانية، وإن الجهود تتكامل لتعريف العالم عليها، ولتسجيلها في جميع السجلات الوطنية والدولية، كونها ثروة حضارية وعمقاً ثقافياً للمملكة.
جاءت عملية تسجيل منطقة حمى الثقافية بنجران نتيجة الجهود الكبيرة التي بذلها وفد المملكة لدى اليونسكو برئاسة الأميرة هيفاء بنت عبد العزيز آل مقرن؛ المندوب الدائم للمملكة لدى منظمة اليونسكو، وفريق من وزارة الثقافة، وهيئة التراث، واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم.