أعلن علماء آثار مصريون اكتشاف عدة مقابر عمرها 4300 عام ومومياء مغطاة بالذهب في مقابر سقارة التي تقع على بعد نحو 30 كيلومتراً جنوب العاصمة القاهرة.
وفقاً لما قاله المسؤولون المحليون في مؤتمر صحفي في 26 يناير/ كانون الثاني، يعود تاريخ هذه المقابر إلى فترة 2686-2181 قبل الميلاد، خلال حكم الأسرتين الخامسة والسادسة للمملكة المصرية القديمة. يقع موقع الدفن الواسع هذا في العاصمة المصرية القديمة ممفيس، وهو أحد المواقع المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي نظراً لاحتوائه على العديد من الأهرامات ومقابر الحيوانات والأديرة المسيحية القبطية القديمة.
اقرأ أيضاً: مومياوات وتمائم ذهبية: كشف أثري جديد في الإسكندرية
تماثيل منحوتة بطريقة فنية
كان وزير الآثار المصري السابق المثير للجدل نوعاً ما، زاهي حواس، هو من قاد فريق التنقيب وقال إنه تم العثور على 12 تمثالاً "منحوتاً بشكلٍ جميل" بالإضافة إلى اثنين من مهاوي الدفن العميقة.
وقال حواس للصحفيين: «تعود أهم مقبرة تم اكتشافها لرجل يُدعى "خنوم جد إف" وكان يعمل محققاً مع المسؤولين ومشرفاً على النبلاء بالإضافة إلى عمله كاهناً في مجمّع هرم "أوناس"، آخر ملوك الأسرة الخامسة، والقبر مزين بنقوش تصور الحياة اليومية في ذلك الزمن».
وتعود مقبرة أخرى لرجلٍ يُدعى ميري، وبحسب حواس، كان الفرعون قد عيّنه بصفة "كاتم الأسرار"، وهو منصب مسؤول رفيع المستوى في القصر يُمنح الصلاحيات والسلطة لإقامة طقوس دينية معينة.
وأضاف حواس أن من بين المكتشفات قبراً آخر يعود لكاهن في مجمع هرم الفرعون بيبي الأول، وآخر لقاضٍ وكاتب يدعى فيتيك (حسبما ظهر من النقوش على التابوت). ووفقاً للفريق، تضمّن قبر فيتيك مجموعة من أكبر التماثيل المكتشفة في المنطقة.
اقرأ أيضاً: الآثار المصرية تكشف عن كنز جديد: توابيت عمرها 3 آلاف عام وألعاب وآبار
مومياء مغطاة بورق مذهب
كما تم الكشف عن تابوت كبير من الحجر الجيري مستطيل الشكل ومحكم الإغلاق يحوي بداخله مومياء مغطاة بورق مذّهب. وأضاف حواس أن المومياء لرجل يدعى "حكا شبس"، وقد تكون أقدم مومياء وأكثرها اكتمالاً يُعثر عليها في مصر حتى الآن".
في عام 2018، عثرت بعثة استكشافية في سقارة على قبر يبلغ عمره 4400 عام لكاهن ملكي يُدعى "واح تي"، وفي العام التالي اكتشفت مئات مومياوات الحيوانات المحنطة.
يسهم قطاع السياحة في نحو 15% من الناتج المحلي الإجمالي لمصر، ويوفر نحو مليوني وظيفة، ويأمل المسؤولون هناك في أن تساعد سلسلة الاكتشافات الأخيرة في جذب المزيد من السياح بعد تضرر قطاع السياحة الحيوي في السنوات الأخيرة بسبب الاضطرابات السياسية والأزمات الاقتصادية وجائحة كوفيد-19.
اقرأ أيضاً: الأقدم في العالم: كشف أثري جديد في السعودية
ومع ذلك، يقول بعض النقاد، مثل رئيس المجلس الأعلى السابق للآثار، إن مثل هذه الحفريات تعطي الأولوية للاكتشاف الإعلامي بدلاً من التركيز على إجراء أبحاث أكاديمية جادة. وبصرف النظر عن الجدل الدائر، لا تزال الحكومة المصرية تخطط لافتتاح "المتحف المصري الكبير" أخيراً، والذي يقع عند سفح الأهرامات الشهيرة في الجيزة هذا العام، ويأمل المسؤولون أن يجذب 30 مليون سائح كل عام بحلول عام 2028.