وجد الباحثون في مختبر فيرمي الوطني في ولاية إلينوي الأميركية، أدلةً جديدةً تشير إلى أن جسيماً دون ذري؛ يسمى «الميون»، لا يتبع قوانين الفيزياء المعروفة، ونُشرت نتائج البحث في سلسلة من الأوراق البحثية في دورية «ذا فيزيكال ريفيو ليترز».
الميونات تشبه الإلكترونات إلى حد كبير، ولكنها أكبر بمقدار 207 مرة، كما أنها تميل إلى التحلل بسرعة كبيرة إلى إلكترونات وجسيمات فائقة الخفة؛ تسمى النيوترينوات.
وبتعريض الميون لحقل مغناطيسي مكثف؛ من خلال إرساله حول حلقة ممغنطة طولها 46 قدماً في المختبر، وجد الفريق أن الميونات تتذبذب بطرق لا يمكن التنبؤ بها تماماً، ولم تكن متوقعةً على الإطلاق؛ وهو ما أثار دهشة الباحثين؛ إذ أنه وفقاً للنموذج القياسي؛ وهو النظرية الأساسية لكيفية تفاعل الجسيمات؛ والتي تم وضعها في النصف الثاني من القرن العشرين، يمكن عادةً قياس هذه الحركات والتنبؤ بها بأدق التفاصيل.
تعد هذه بمثابة لحظة فاصلة في مجال فيزياء الكم؛ فإذا تم التأكيد، فإن النتائج التي تم الحصول عليها من خلال هذه التجارب يمكن أن تعيد كتابة الطريقة التي نفهم بها القوانين الأساسية التي تحكم الفيزياء كما نعرفها اليوم.
قال «رينيه فاتيمي»؛ الفيزيائي بجامعة كنتاكي ومدير التجربة: «تعكس هذه الكمية التي نقيسها تفاعلات الميون مع كل شيء آخر في الكون، ولكن عندما يحسب المنظرون نفس الكمية؛ باستخدام كل القوى والجسيمات المعروفة في النموذج القياسي، فإننا لا نحصل على نفس الإجابة»؛ وهذا دليل قوي على أن الميون حساس لشيءٍ ما غير موجود في النظريات الحالية بعد.
هذا يترك السؤال الكبير: ما هي قوة الطبيعة التي تسبب في الواقع تذبذب الميون؟ يقترح الباحثون أنها قد تكون مصادر للمادة والطاقة لم يتم فهمها بعد، ولم يتم تفسيرها بواسطة النموذج القياسي؛ أي من الممكن أن تكون القوة الأساسية الخامسة للطبيعة؛ التي يمكن إضافتها إلى قوة الجاذبية والقوة الكهرومغناطيسية والقوة النووية الشديدة والقوة النووية الضعيفة.
لكن لا يزال هناك احتمال أن تكون هذه القياسات الجديدة خاطئة؛ باحتمال واحد من كل 40000 على وجه الدقة؛ وهذا يعني أن العلماء لا يزالون غير قادرين على الادعاء رسمياً بأنه اكتشاف جديد بمعايير الفيزياء، كما أن أقل من 6% فقط من البيانات التي جمعتها تجارب مختبر فيرمي، قد تم تحليلها حتى الآن؛ مما يعني الحاجة لمزيد من التحليل من الأعوام المقبلة قبل الجزم بالنتائج.