وجدت دراسة دنماركية أن هناك ارتفاعاً حاداً في حالات الفصام بين متعاطي الماريجوانا منذ منتصف التسعينيات، لتصل إلى 8% في عام 2010، ونُشرت الدراسة في دورية غاما العلمية.
أشارت الأبحاث السابقة إلى أن الماريجوانا؛ خاصةً عند تعاطيها بكثرة، تزيد خطر الإصابة بالفصام، ولم يتمكن الباحثون من إثبات السبب حتى في الدراسة الجديدة؛ لكنهم يعتقدون أن الاستخدام المكثف للماريجوانا، مع وجود عوامل خطر أخرى، يساعد في تحفيز مرض انفصام الشخصية لدى بعض الأفراد.
وجد الباحثون في هذه الدراسة أن النسبة المئوية لتشخيص الفصام المرتبطة باضطراب تعاطي القنّب في الدنمارك، كانت 2% في عام 1995 وارتفعت لتصل إلى حوالي 4% في عام 2000، وواصلت ارتفاعها لتصل إلى 8% منذ عام 2010؛ حسبما ذكرت شبكة «سي إن إن» الإخبارية.
يُعرَّف اضطراب تعاطي القنّب عادةً على أنه اضطراب في استخدام المخدر؛ حيث يُطور المتعاطون تسامحاً مع الماريجوانا، ويتناولونها بكميات أكبرَ أو على فترات أطول، ليصبحوا غير قادرين على تقليل استهلاكهم، ويقضون معظم أوقاتهم في تناول القنّب للحصول على الأثر المخدر المطلوب، ليصل بهم الحال إلى التخلي عن الأنشطة والمسؤوليات المهمة.
في مرض انفصام الشخصية، يعاني الأشخاص من الأوهام والأفكار المشوشة والهلوسة، وقد تكون التأثيرات شديدةً ومنهكة.
قال «كارستن هورثوج»؛ مؤلف الدراسة وأستاذ مشارك في مركز أبحاث كوبنهاغن للصحة العقلية لشبكة سي إن إن: «للأسف؛ تشير بعض الأدلة إلى أنه بات يُنظر إلى القنّب -وبشكل متزايد- على أنه مادة غير ضارة إلى حد ما؛ وهذا أمر مؤسف، لأننا نرى أنه مرتبط بحالات الفصام، وضعف الوظيفة الإدراكية، واضطرابات تعاطي المخدرات، وما إلى ذلك».
أكد أحد الخبراء أنه بالنسبة للكثيرين؛ يمكن أن يظل استخدام الماريجوانا حميداً نسبياً، وأنه يوجد بعض الأشخاص الذين يمكنهم إدارة تعاطي القنّب بشكل جيد، وآخرون لا يمكنهم ذلك، وإن الأشخاص الذين يسعون للحصول على العلاج يميلون إلى الإصابة بمشكلات صحية عقلية متعددة، وليس فقط مشاكل القنّب.
وأضاف هورثوج: «بالطبع؛ سيتعين تكرار النتائج التي توصلنا إليها في مكان آخر قبل التمكن من استخلاص استنتاجات مؤكدة؛ لكنني أشعر بالثقة إلى حد ما من أننا سنرى أنماطَ مماثلةً في الأماكن التي زاد فيها استخدام القنّب الإشكالي، أو حيث زادت فاعلية القنب؛ حيث تشير العديد من الدراسات إلى أن القنّب عالي الفعالية ربما يكون الدافع وراء الارتباط بمرض انفصام الشخصية».