ابتكر باحثون من معهد سالك للدراسات البيولوجية الأمريكي؛ طريقة جديدة لمساعدة شهود العيان على تحديد المشتبه بهم بدقة أكبر، ونشر البحث في دورية نيتشر كوميونيكيشن العلمية
ينتظر الأشخاص الذين يُتهمون ظلماً بارتكاب جريمة غالباً سنوات ــ أو أحياناً إلى الأبد ــ حتى يحصلو على براءتهم. و العديد منهم اتُهمو بسبب شهادة أشخاص غير موثوقين أو غير مؤهلين للشهادة.
ركز البحث على العوامل التي تؤثر على احتمالية تحديد الشاهد للشخص الصحيح. أحد العوامل الرئيسية هو الطريقة التي يتم بها تقديم الأفراد المشتبه بهم إلى شهود العيان، يفهم الناس بصورة عامة الأحداث المرئية بشكل خاطئ، وتتدهور ذكريات تلك الأحداث باستمرار مع مرور الوقت.
في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها تمت تبرئة 70% من الأشخاص المتهمين بفضل تحليل الحمض النووي، وبعد أن اتُهمو بالأصل بسبب التعرف الخاطئ من شهود العيان.
هناك طريقتان أكثر شيوعاً تستخدهم جهات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة الأميركية؛ الطريقة المتزامنة وفيها يُعرض على شاهد العيان 6 صور لأشخاص مختلفين في نفس الوقت. والطريقة المتسلسلة وفيها يعرض عليه 6 صور أيضاً و لكن صورة واحدة في كل مرة ثم يقوم بتحديد المشتبه به أو يرفض تحديد أي شخص إذا لم تتطابق أي صورة مع ما يتذكره من مسرح الجريمة.
استخدم الباحثون تقنية تسمى طريقة المقارنات المزدوجة، والتي تعمل بشكل مشابه لكيفية قيام أخصائي العيون بإجراء فحص للعين، مثل عندما يطلب منك النظر من خلال زوج من العدسات و تحديد العدسة الأكثر وضوحاً، ستعرض صورتين للأشخاص على شهود العيان في كل مرة ويختارون الصورة التي تبدو أكثر تشابهاً مع الشخص الذي يتذكرونه من مسرح الجريمة.
استند الباحثون إلى علم الفيزياء النفسية في تصميم الأدوات النفسية والفيزيائية لكشف كيفية ترتيب خصائص العالم المادي؛ أو قياسها في العقل. ويقول الباحثون إن هذا النهج سمح لهم بإلقاء نظرة خاطفة على كيفية تنظيم الوجوه في ذاكرة الشاهد من حيث تشابهها مع الجاني.
وفقاً للبحث فإن تقنية المقارنات المزدوجة ستوفر تقدير قوة ذاكرة التعرف لكل وجه من المجموعة. ثم يكشف التحليل الإحصائي لقوة الذاكرة هذه عن احتمال التعرف على الجاني بشكل صحيح.
تعطي طريقة المقارنة المزدوجة معلومات أكبر عن هوية الجاني مقارنة بالطرق السابقة. والأكثر من ذلك؛ أنه يوفر مؤشراً كمياً غير مسبوق من اليقين لشهود العيان، وهو ما يحتاج القاضي وهيئة المحلفين إلى معرفته.