بدأ القطب الشمالي في الانتقال من مناخه المتجمد إلى مناخ مختلف تماماً أكثر دفئاً، وفقاً لدراسة جديدة شاملة لظروف القطب الشمالي أجراها العلماء في المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي في الولايات المتحدة الأمريكية والتي نشرت في الرابع عشر من سبتمبر الحالي في مجلة «نيتشر كلايمت تشينج».
تختلف أنماط الطقس في النصف الأعلى من الكرة الأرضية من سنة إلى أخرى، مع وجود جليد بحري أكثر أو أقل، وشتاء أكثر برودة أو دفئاً، ومواسم أمطار أطول أو أقصر بدلاً من الثلج. لكن هذا البحث الجديد وجد أن درجة حرارة القطب الشمالي ارتفعت الآن بشكل كبير لدرجة أن تقلباته من سنة إلى أخرى تتحرك خارج حدود أي تقلبات سابقة، مما يشير إلى الانتقال إلى" نظام مناخ القطب الشمالي الجديد ".
وجدت لاندروم المؤلفة الرئيسية للدراسة وشريكتها عالمة المركز الوطني للبحوث الزراعية ماريكا هولاند، أن الجليد البحري في القطب الشمالي ذاب بشكل كبير في العقود الأخيرة لدرجة أن كمية الجليد البحري في فصل الشتاء أصبحت أقل من تلك الموجودة في فصول الصيف في منتصف القرن العشرين.
سوف تكون درجات حرارة الهواء في الخريف والشتاء دافئة بما يكفي للدخول في مناخ متميز إحصائياً بحلول منتصف هذا القرن، يليه تغير موسمي في هطول الأمطار سيؤدي إلى أشهر إضافية يسقط فيها المطر بدلا من الثلج.
استخدم الباحثون المئات من عمليات المحاكاة الحاسوبية التفصيلية وكذلك ملاحظات الظروف المناخية في القطب الشمالي في هذه الدراسة. وقد مكنهم الكم الهائل من البيانات من تحديد الحدود المناخية لـ "القطب الشمالي القديم" إحصائياً، أو مقدار التباين الذي يمكن أن يحدث بشكل طبيعي من سنة إلى أخرى، ومن ثم تحديد متى يدفع الاحترار الذي يسببه الإنسان القطب الشمالي إلى ما وراء تلك الحدود الطبيعية وإلى مناخ جديد.
قالت لاندروم: "من المرجح أن يشهد القطب الشمالي درجات حرارة متطرفة في الجليد البحري، ودرجة الحرارة، وهطول الأمطار بعيداً عن أي شيء شهدناه من قبل، نحن بحاجة إلى تغيير تعريفنا لمناخ القطب الشمالي".