تقرير جديد يبين أن معدلات الوفاة بسبب السرطان تنخفض في الولايات المتحدة

تقرير جديد يبين أن معدلات الوفاة بسبب السرطان تنخفض في الولايات المتحدة
منذ شهر يناير/ كانون الثاني 2022، تجاوز عدد الناجين من مرض السرطان في الولايات المتحدة 18 مليون شخص، مقارنة بـ3 ملايين ناجٍ في عام 1971. بيكسلز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

احتوى تقرير تقدّم السرطان السنوي الثاني عشر الذي تصدره الجمعية الأميركية لأبحاث السرطان على أخبار سارة في عام 2022. تنخفض معدلات الإصابة بمرض السرطان في الولايات المتحدة بشكل منتظم، وينجو عدد أكبر من الأشخاص من هذا المرض أكثر من أي وقت مضى.

زيادة بمقدار 18 مليون ناجٍ من مرض السرطان

ارتفع عدد الناجين من مرض السرطان (الأشخاص الذين شُخصت إصابتهم بالسرطان والذين لا يزالون على قيد الحياة) بمقدار يتجاوز مليون شخص في السنوات الثلاث الماضية. منذ يناير/ كانون الثاني 2022، تجاوز عدد الناجين من مرض السرطان في الولايات المتحدة 18 مليون شخص، مقارنة بـ3 ملايين ناجٍ في عام 1971. ووفقاً للجمعية الأميركية لأبحاث السرطان، من المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 26 مليون شخص بحلول عام 2040.

ارتفع معدّل النجاة الوسطي المحسوب خلال 5 أعوام من جميع أنواع السرطان من 49% في منتصف سبعينيات القرن الماضي إلى نحو 70% في الفترة ما بين عامي 2011 و2017 (وهي الفترة التي تم تجميع أحدث البيانات فيها).

بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أن المعدلات الإجمالية للوفاة بسبب السرطان انخفضت بغض النظر عن الفئة العمرية. بين عامي 1991 و2019، تم تجنّب ما يقرب من 3.5 مليون حالة وفاة.

اقرأ أيضاً: دراسات استمرت لعقود تربط بين الأطعمة فائقة المعالجة والإصابة بالسرطان والموت المبكر

التقدم العلمي ومبادرات مهمة ترفع نسب النجاة من مرض السرطان

قالت ليسا كوسينس (Lisa M. Coussens)، رئيسة الجمعية الأميركية لأبحاث السرطان في بيان صحفي: “أدت اكتشافات الأبحاث إلى التقدم الملحوظ الذي شهدناه في طب السرطان في السنوات الأخيرة”، وأضافت: “طُوّرت كل من العلاجات المستهدفة والعلاجات المناعية وغيرها من الأساليب العلاجية الجديدة التي يتم تطبيقها سريرياً بناءً على الاكتشافات في العلوم الأساسية. يعتبر كل من الاستثمار في علوم السرطان ودعم تعليم العلوم في جميع المستويات ضرورياً للغاية لتعزيز الموجة الجديدة من الاكتشافات وتسريع التقدّم العلمي”.

أشار التقرير أيضاً إلى أن الانخفاض في نسب الوفيات يعود إلى كل من الانخفاض في نسب المدخنين وتحسّن سبل الكشف المبكر عن السرطان وعلاجه.

أشارت كوسينس أيضاً إلى أنه في الفترة ما بين 1 أغسطس/ آب و31 يوليو/ تموز من هذا العام، وافقت إدارة الدواء والغذاء الأميركية على 8 علاجات جديدة مضادة للسرطان، ووسعت استخدام 10 أدوية تمت الموافقة عليها سابقاً لعلاج أنواع جديدة من السرطان، وصرّحت استخدام نوعين جديدين من مواد التصوير الوسيطة التي تستخدم في تشخيص السرطان.

أدت مبادرة “كانسر مون شوت” التي أطلقها الرئيس الأميركي جو بايدن (Joe Biden) دوراً مهماً في زيادة تمويل أبحاث السرطان. توفّي بو بايدن (Beau Biden)، ابن الرئيس الأميركي بسبب سرطان الدماغ في عام 2015. وأكد بايدن مجدداً هدفه المتمثّل في خفض معدلات الوفاة بسبب السرطان في الولايات المتحدة بنسبة 50% على الأقل خلال الـ25 سنة القادمة. يحث التقرير الجديد الكونغرس الأميركي على تمويل مبادرة الرئيس بايدن بشكل كامل.

إذ كتب المؤلفون: “ستمثّل مبادرة كانسر مون شوت المعاد إطلاقها إطار عمل ضرورياً لزيادة كفاءة استراتيجيات الوقاية من السرطان وزيادة معدل فحوصات السرطان والكشف المبكر عنه وتقليل الفروقات في معدلات التشخيص والوفاة بين الأعراق المختلفة، بالإضافة إلى تعزيز ابتكار العلاجات الجديدة المنقذة للحياة بالنسبة لمرضى السرطان. ستساعد هذه الإجراءات في تحسين جودة رعاية مرضى السرطان بشكل كبير، وزيادة معدلات النجاة وإيصال العلاجات المنقذة للحياة لملايين الأشخاص الذي أثر هذا المرض على حياتهم”.

اقرأ أيضاً: نتائج واعدة لأول دراسة لاختبار دم بسيط يمكنه اكتشاف أنواع مختلفة من السرطان مبكراً

تحديات في مواجهة السرطان

على الرغم من الانخفاض الكبير في معدلات الوفيات الناجمة عن السرطان، فإن التقرير يبين التحديات العديدة في هذا المجال. من المتوقع أن يتوفى أكثر من 600 ألف شخص في الولايات المتحدة بسبب السرطان في عام 2022. ومن المتوقع أن يصل عدد حالات الإصابات الجديدة إلى نحو 2.3 مليون إصابة بحلول عام 2040.

بالإضافة إلى ذلك، لا تزال كل من الفروقات في معدلات التشخيص والوفاة التي تؤثر على الأقليات العرقية، والعوائق التي تعترض الرعاية الصحية (مثل التغطية المحدودة للتأمين الصحي والعيش في المناطق الريفية)، مشكلة كبيرة. قالت نيكيما ويليامز (Nikema Williams)، نائبة ديمقراطية من ولاية جورجيا في بيان مسجّل تم عرضه في المؤتمر الصحفي الذي عُقد حول التقرير الأخير بعدما علمت بوفاة والدتها بسبب السرطان: “لا يمكن اعتبار الرعاية الصحية في الولايات المتحدة من حقوق الإنسان حتى الآن. لدينا نظامان للرعاية الصحية في الولايات المتحدة. يخصص أولهما للأشخاص الذين يمكنهم تحمل تكاليف الخدمات الوقائية والعلاج عالي الجودة، وثانيهما مخصص لكل من تبقى”.

اقرأ أيضاً: هل ستنجح لقاحات السرطان في حسم المعركة ضد هذا المرض الخبيث؟

النائبة ويليامز هي الراعية المشاركة لتشريع “ميديكير فور أول”، والذي يهدف إلى تسهيل الحصول على الرعاية الصحية في الولايات المتحدة.

أشار التقرير أيضاً إلى أن جائحة كوفيد-19 المستمرة ساهمت في تقليل معدلات فحوصات السرطان. كما أن إلغاء القرار “رو ضد ويد” في يونيو/ حزيران 2022 أثر أيضاً على الرعاية الصحية التي يتلقاها مرضى السرطان. كتب مؤلفو التقرير: “مع قرار المحكمة العليا الأخير الذي ينص على إلغاء قرارة رو ضد وايد، والذي ينهي الحق الدستوري في الخضوع لعملية الإجهاض، هناك عدم يقين حول الطريقة التي قد يؤدي بها الخضوع لعلاج معين للسرطان إلى إنهاء الحمل. قد يمنع عدم اليقين هذا بعض الأطباء من وصف الأدوية أو القيام بخدمات صحية أخرى في الوقت المناسب بسبب العواقب القانونية المحتملة على كل من الطبيب والأم”.