توصل باحثون في معهد كارولنسكا السويدي إلى نوع جديد من العلاج المناعي الذي يعطي الأمل في المزيد من خيارات العلاج للسرطان في المستقبل، ونشر الباحثون نتائج بحثهم في دورية «بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس» العلمية أمس الاثنين.
تتمكن الخلايا السرطانية من إعادة برمجة الخلايا المناعية بطريقة تمنح الأورام فرصة للنمو. لكن بعد سنوات من البحث؛ أصبح من الممكن استغلال جهاز المناعة في مكافحة السرطان.
البلاعم وهي نوعاً مختلفاً من الخلايا وتلعب دوراً حاسماً في الجهاز المناعي؛ تستطيع توجيه الخلايا التائية إلى المناطق التي تأثرت بالكائنات الغريبة وتنظم وظائفها. لكن لسوء الحظ؛ تطور بعض الأورام طرقاً لإغلاق عمل جهاز المناعة، بما في ذلك منع البلاعم من توجيه الخلايا التائية لمواجهة الورم.
طور الباحثون نوعاً جديداً من العلاج المناعي، تقوم فيه أجسام مضادة محددة بتنشيط البلاعم؛ لتدعم بدورها الجهاز المناعي وتقتل الخلايا السرطانية.
أظهر الدراسة أيضاً أن الخلايا القاتلة الطبيعية وهي نوع من الخلايا المهمة في الجهاز المناعي، يمكن تحريرها وتنشيطها بشكل أساسي بواسطة هذا العلاج المناعي الجديد للعمل جنباً إلى جنب مع الخلايا التائية لقتل الورم، وهذا على عكس العلاجات المناعية الحالية التي تنشط الخلايا التائية فقط.
أجرت الدراسة بالتعاون مع جامعة روكفلر في نيويورك، وكانت في البداية دراسة نموذجية. ثم طبق الباحثون اكتشافهم على أورام جلد الإنسان لفحص فعالية نتائجهم. ووجد الباحثون أن الأجسام المضادة المحددة حفزت البلاعم البشرية، والتي بدورها نشطت الخلايا القاتلة الطبيعية لقتل الخلايا السرطانية.
تشير هذه النتائج إلى أن العلاج المناعي الجديد ينشط جزءاً مختلفاً من الجهاز المناعي مقارنة بالعلاجات السابقة، ويمكن استخدامه مع العلاجات الحالية بالنسبة إلى أنواع السرطان التي تقبل العلاج المناعي لأن هناك أنواع من السرطانات لا تقبل هذا النوع من العلاج. وأكد الباحثون أن العمل الجماعي بين الخلايا القاتلة الطبيعية والخلايا التائية يعزز فعالية كل منهما، وبالتالي المساعدة في جعل المزيد من أنواع السرطان قابلة للعلاج في المستقبل.