نشر فريق بحثي دولي من علماء الفيزياء الفلكية؛ تحليلاً شاملاً لأكبر خريطة ثلاثية الأبعاد للكون، والتي تتضمن قياسات تفصيلية لأكثر من 2 مليون مجرة تمتد من مجرة درب التبانة وتشمل 11 مليار سنة من عمر الكون.
تعد الخريطة نتيجة لمشروع مسح سلووان الرقمي للسماء «SDSS»، وهو مشروع دولي يهدف إلى تحديد كيفية توسع الكون المرئي، بهدف حل بعض الأسرار الكونية التي لا تزال مجهولة حتى الآن.
تساعد الخريطة النهائية للكون بعد إضافات التحليلات الأخيرة في حل لغز الفجوة في عمر الكون الذي حير العلماء على مر السنين، وعمل العلماء على خريطة الكون على مدار 5 سنوات لسد هذه الفجوة.
تبدأ الفجوة بعد الانفجار العظيم بعدة مليارات من السنين، يستطيع العلماء قياس معدل توسع الكون قبل هذه الفترة من خلال إشعاع الخلفية الكونية الميكروي وهي الإشعاع المتبقي عن الانفجار العظيم الذي لا يزال بإمكان العلماء قياسه، كما من الممكن حساب التوسع الأخير للكون من خلال قياس المسافة بين الأرض والمجرات القريبة منها، لكن تكمن المشكلة في معرفة كيفية التوسع في الفترة المتوسطة بين هاتين الفترتين لأن الضوء الصادر عن المجرات البعيدة بحوالي مئات ملايين السنين الضوئية، يكون خافتاً بشكل كبير يصعب قياسه بدقة.
لحساب معدل تمدد الكون على مدار 11 مليار سنة ضوئية سابقة، درس الفريق البحثي المجرات البعيدة، والكوازارات وهي أجسام بعيدة شديدة السطوع، من خلال ظاهرة الانزياح الأحمر التي تفسر بعد المجرات عن الأرض من خلال لون الضوء الصادر منها، كلما كانت أبعد يميل الضوء إلى الاحمرار أكثر، بالإضافة إلى قياس سرعة المجرات من خلال تحركها إلى الأجسام حولها بواسطة الجاذبية، أظهرت نتائج البحث أن الكون بدأ في التوسع بمعدل متزايد منذ حوالي 6 مليار سنة ضوئية، وسبقته فترة من التباطؤ.
منح التحليل الأخير تاريخ التوسع الأكثر دقة من الزمن الكوني، ويعزو العلماء سبب توسع الكون إلى الطاقة المظلمة. والجدير بالذكر أن الخريطة التي استند إليها الفريق البحثي في التحليل هي جهد المشترك لأكثر من 20 عاماً من رسم خرائط الكون باستخدام تلسكوب مؤسسة سلووان.