تَوصَّل باحثون في مركز «سيدارز-سيناي» الأميركي إلى نهجٍ جديد لعلاج السرطان؛ يسمح بتحويل عقار العلاج الكيميائي الشائع «الجيميستابين» إلى عقار يقتل الخلايا السرطانية، وينشّط الخلايا المناعية لمحاربة السرطان؛ وذلك وفقاً لدراسة نُشرت نتائجها في دورية «نيتشر كوميونيكيشنز» اليوم الاثنين.
اكتشف الباحثون أنهم عندما أضافوا دواء «سيليكوكسيب»؛ المضاد للالتهابات والمُعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية، إلى العلاج الكيميائي المعروف باسم «الجيمسيتابين»، حوّل «الجيمسيتابين» من عقار غير مناعي؛ غير قادر على تنشيط الاستجابة المناعية للمريض، إلى عقار مناعي؛ مما أثار الاستجابة المناعية لدى الفئران، بالتالي قُتلت الخلايا السرطانية ونُشِّطت الخلايا المناعية.
منذ الأربعينيات من القرن الماضي، كان العلاج الرئيسي لقتل الخلايا السرطانية يتمثل في عقاقير العلاج الكيميائي التي تقتل الخلايا مباشرةً. لكن العديد من الأدوية الحالية تفشل في تنفيذ الشكل الأكثر فعاليةً لموت الخلايا. لكن بدلاً من ذلك، فإن معظم العلاجات الكيميائية الحالية لسرطانات البنكرياس والمثانة والثدي والمبيض وسرطان الرئة؛ ذو الخلايا غير الصغيرة، ليست فقط غير مناعية، بل تثبّط جهاز المناعة كذلك. وفي السنوات الأخيرة، تمّت إضافة أدوية العلاج المناعي إلى نظم العلاج الكيميائي، أو استخدامها بمفردها لمساعدة الخلايا المناعية للمريض على مهاجمة السرطان، لكنّ معدل الاستجابة لها كان منخفضاً.
في هذه الدراسة، وجد الباحثون أنه بينما يُطلق «الجيمسيتابين» ذلك البروتين المحفّز، فإنه يؤدي أيضاً إلى إطلاق إشارة مُثبِّطة تمنع الخلايا المتغصنة من تنشيط الخلايا التائية القاتلة للسرطان، وبالتالي لا تذهب الخلايا التائية إلى أيّ مكان. لذلك كان من الضروري إيجاد توازن بين إشارات «الانطلاق» و «الفرامل»، على حد تعبير أحد الباحثين، لتحفيز استجابة مناعية فعالة.
واكتُشف أن تحقيق هذا التوازن كان عن طريق عقار «سيليكوكسيب» المضاد للالتهابات؛ الذي أزال تلك الفرامل بحيث تبقى إشارة المهاجَمة فقط؛ مما جعل الخلايا التغصنية والخلايا التائية أكثر قدرةً على أداء استجاباتها المناعية، وبالتالي، تحويل «الجيمسيتابين» إلى عقار مناعي.
يُعتقد أن الاستجابة المناعية ستحدث بشكل أفضل مع عقار العلاج المناعي المضاف إلى نظام علاج «الجيمسيتابين وسيليكوكسيب»، وتُجرى بالفعل دراسة الآن في مختبر مركر «سيدارز-سيناي» لاختبار هذه الفرضية. وقال الباحثون أنهم يتطلعون إلى اختبار فعالية العلاج الجديد في التجارب السريرية على البشر في أقرب وقت، ومن المحتمل في حالة نجاح التجارب السريرية أن تزيد النسبة المئوية للمرضى الذين يستجيبون للعلاج المناعي للسرطان، حيث تُقدر نسبة المرضى الذين يتناولون أدوية العلاج المناعي دون استجابة حوالي 70-85%.