علاج جيني جديد للقضاء على نوع عدواني وقاتل من السرطانات الدماغية

علاج جيني جديد للقضاء على نوع عدواني وقاتل من السرطانات الدماغية
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Lightspring

تتطور الأبحاث المتعلقة بعلاجات السرطان يومياً، لكن توجد عدة أبحاث تنقل الفاعلية العلاجية لمستوى آخر، ومن الممكن أن يساعد علاج السرطان الدماغي الذي طُور مؤخراً على تحويل سرطانات الدماغ العدوانية والمعنّدة إلى سرطانات قابلة للعلاج في المستقبل القريب.

ما هو العلاج الجيني الجديد الذي صُمِّم لعلاج الورم الأرومي الدبقي بشكلٍ فعّال؟

استطاع باحثون من مشفى بيرغهام آند وومنز (BWH) الأميركي تصميم علاج جيني جديد للورم الأرومي الدبقي، ويستغل هذا العلاج جهاز الجسم المناعي، ويمكّنه من تحويل البيئة المثبطة للمناعة في الدماغ إلى بيئة قابلة للاستجابة المناعية.

وأظهرت النتائج السلامة والفاعلية الأولية للعلاج الجيني الجديد بالمرحلة الأولية، ما يفسح المجال لمزيدٍ من الأبحاث والعلاجات للسرطانات الدماغية، حيث تتصف هذه السرطانات بأنها تستغل عدم قدرة الجهاز المناعي على الوصول إلى مناطق الدماغ الداخلية لمهاجمته فتنمو وتغزو الدماغ بضراوة كبيرة، وتمكن الباحثون باستخدام فيروس علاجي محور جينياً أن يحوّلوا "الصحراء المناعية" الدماغية المحيطة بالبيئة السرطانية إلى بيئة مؤيدة لحدوث رد فعل مناعي.

اقرأ أيضاً: ما هي العلاقة الجينية بين فيروس الإنفلونزا العادي وفيروس إنفلونزا 1918 القاتل؟

استخدم الباحثون في أول تجربة على الإنسان فيروساً محوراً حالّاً للورم يُسمّى (CAN-3110)، وهو نوع ينتمي لفيروسات الهربس البسيطة لكنه يحتوي على جين الفوعة (الضراوة) الفيروسية الذي يسمح للفيروس بالتضاعف وإحداث المرض، حيث افترض الباحثون أن هذا الجين قد يكون ضرورياً لتحفيز استجابة مناعية قوية لمهاجمة الورم، لكن راعى الباحثون أن الفيروس لن يهاجم الخلايا الدماغية السليمة وسيكون نوعياً للخلايا الورمية.

أدّى استخدام الفيروس المحور جينياً إلى تنشيط التفاعل المناعي مكان الورم الدماغي، وزاد من معدل بقاء المصابين بالسرطان على قيد الحياة، وبما أن الجسم يحتوي على أجسام مضادة سابقة لفيروسات الهربس، سيكون القضاء على الخلايا الورمية التي أصابتها هذه الفيروسات نوعياً وسريعاً، فهذا النوع من العلاج يستغل الذاكرة المناعية لدى الشخص ويستخدم الفيروس بمثابة "نقطة علام" لاستهدافها من قِبل جهاز المناعة لدى المصاب.

ويعتبر هذا العلاج الجديد واعداً ويمهّد الطريق لمزيدٍ من العلاجات المشابهة لهذا النوع، ما يزيد فرص القضاء على السرطانات الدماغية التي تُصنّف بأنها غير قابلة للعلاج.

اقرأ أيضاً: لماذا فاز مبتكرا لقاح الحمض النووي الريبي المرسال بجائزة نوبل للطب؟

ما هو الورم الأرومي الدبقي (Glioblastoma)؟ 

يُعرف أيضاً باسم الورم الأرومي الدبقي متعدد الأشكال، وهو نوع من السرطانات الدماغية العدوانية والمقاومة للعلاج، حيث يبدأ هذا السرطان كنمو طبيعي للخلايا الدماغية أو الحبل الشوكي، ثم يحدث فرط بالنمو بسرعة كبيرة وشاذة تجعله يغزو الأنسجة السليمة ويدمرها، ويتميز هذا النوع من السرطان بما يلي:

  • يتشكل الورم الأرومي الدبقي من خلايا تُسمّى الخلايا النجمية التي تدعم الخلايا العصبية.
  • يمكن أن يحدث الورم الأرومي الدبقي في أي عمر، لكنه يميلُ إلى الحدوث في كثيرٍ من الأحيان عند كبار السن وفي كثيرٍ من الأحيان عند الرجال. 
  • تشمل أعراض الورم الأرومي الدبقي ما يلي:
    • الصداع الانتكاسي.
    • الغثيان والقيء.
    • عدم وضوح الرؤية أو ازدواجها.
    • النوبات المرضية.
  • تصلُ مدة معدل البقاء على قيد الحياة عند الإصابة بالورم الأرومي الدبقي المتكرر إلى أقل من 10 أشهر.
  • لا يوجد علاج نوعي معمم للورم الأرومي الدبقي، وتفيد العلاجات العامة المتوفرة لنمط السرطانات هذه فقط في تخفيف الأعراض وإبطاء نمو السرطان.

طرق تشخيص الورم الأرومي الدبقي

تشمل الاختبارات والإجراءات المستخدمة لتشخيص الورم الأرومي الدبقي ما يلي:

  • الفحص العصبي: ويفحص هذا الاختبار فاعلية الرؤية والسمع والتوازن والتنسيق والقوة وردود الفعل.
  • اختبارات التصوير: وتفيد في العثور على موقع الورم الأرومي الدبقي وحجمه، وغالباً ما يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي لتشخيص الورم الأرومي الدبقي.
  • أخذ عينة من الأنسجة للاختبار: وتُدعى هذه العينة "خزعة"، ويمكن أخذها قبل الجراحة أو في أثنائها لإزالة الورم الأرومي الدبقي، ثم تُرسل العينة إلى مختبر التحاليل.

اقرأ أيضاً: علاجات جديدة تمنح الأمل للمرضى المصابين بالأمراض الوراثية النادرة

أنماط التدبير العلاجي للورم الأرومي الدبقي

تشمل الخيارات العلاجية المتاحة للورم الأرومي الدبقي ما يلي:

  • إزالة الورم جراحياً: حيث يقوم جراح الأعصاب بإزالة أكبر قدرٍ ممكن من الورم، لكن نظراً لنمو الورم الأرومي الدبقي داخل أنسجة الدماغ السليمة، سيكون من الصعب إزالة الخلايا السرطانية جميعها، وهناك خطورة في إجراء هذا النوع من العمليات الجراحية. 
  • العلاج الإشعاعي: يستخدم هذا النوع من العلاج حزم طاقة قوية كالأشعة السينية أو البروتونات لقتل الخلايا السرطانية.
  • العلاج الكيميائي: ويتضمن العلاج الكيميائي استخدام أدوية كيميائية ذات فاعلية قوية لقتل الخلايا السرطانية، وغالباً ما يُستخدم دواء العلاج الكيميائي الذي يتناول على شكل أقراص بعد الجراحة وفي أثناء العلاج الإشعاعي وبعده. 
  • العلاج الكهربائي: وينطوي هذا النوع من العلاج على استخدام مجال كهربائي لتعطيل قدرة الخلايا السرطانية على التكاثر، ويتضمن وضع مسابر لاصقة على فروة الرأس وتكون موصولة بجهاز يولّد مجالاً كهربائياً.
  • العلاج الموجه: ويضم الأدوية التي تهاجم مواد كيميائية معينة في الخلايا السرطانية. 
  • الرعاية الداعمة: وتهتم بتخفيف الألم والأعراض الأخرى للأمراض الخطيرة. 
  • العلاج الجيني: وهو استهداف الورم باستخدام تقنيات الهندسة الجينية، إذ تُحدد الجينات الشاذة في الخلايا السرطانية وتُهاجم من قِبل فيروسات معدّلة وراثياً لتبطل مفعول الورم بشكلٍ نوعي دون إلحاق الضرر بالخلايا السليمة، وهذا النمط العلاجي الذي طُور وفق البحث الحديث المطروق في هذا المقال.

المحتوى محمي