أظهرت دراسة عالمية بمشاركة جامعة كوليدج لندن البريطانية، أن ثلث الأشخاص الذين تناولوا عقار «سيماجلوتيد» لعلاج السمنة، فقدوا حوالي 20% من وزن الجسم، ونُشرت الدراسة في دورية «نيو إينغلاند جورنال فور ميدسن» العلمية أمس؛ الأربعاء.
يعمل عقار «سيماجلوتيد» عن طريق إيقاف تنظيم شهية الجسم في الدماغ؛ مما يؤدي إلى تقليل الجوع، وزيادة الشعور بالامتلاء؛ وبالتالي مساعدة الناس على تناول كميات أقل، وتقليل السعرات الحرارية، وإنقاص الوزن.
شملت الدراسة 1961 شخص من 16 دولة عبر آسيا وأوروبا أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، واستمرت 68 أسبوعاً، يبلغ متوسط وزن المشاركين 105 كجم، تلقى ثلاثة أرباعهم «75%» عقار «سيماجلوتيد» بتركيز 2.4 ميلي جرام اسبوعياً عن طريق الحقن تحت الجلد على غرار الطريقة التي يحقن بها مرضى السكري الأنسولين.
فقد هؤلاء أكثر من 10% من وزن الجسم، وفقد حوالي 35% منهم أكثر من 20% من الوزن؛ حيث خسر المشاركون في التجربة حوالي 15.3 كجم بالمتوسط، وتلقى ربع المشاركين دواءً وهمياً مطابقاً أسبوعياً، وكان متوسط فقدان الوزن لديهم 2.6 كيلو جرام.
حصل المشاركون أيضاً على جلسات استشارية فردية وجهاً لوجه أو عبر الهاتف، من اختصاصيي التغذية كل 4 أسابيع، لمساعدتهم على الالتزام بالنظام الغذائي منخفض السعرات الحرارية وزيادة النشاط البدني، وتوفير التوجيه والاستراتيجيات السلوكية والتحفيز.
ترافق استخدام العقار مع انخفاض في عوامل الخطر لأمراض القلب والسكري، ونقص محيط الخصر ودهون الدم وسكر الدم وضغط الدم، وتحسُّن نوعية حياة المشاركين بشكل عام. بالمقابل، أبلغ بعض المشاركين عن آثار جانبية للدواء؛ مثل الغثيان الخفيف إلى المتوسط، والإسهال، وتم حلها بشكل عام بدون التوقف الدائم عن استخدام العقار.
يتم استخدام عقار «سيماجلوتيد» سريرياً بجرعة أقل لعلاج مرض السكري؛ فالأطباء على دراية باستخدامه، ومع أدلة هذه التجربة، تم تقديم العقار للموافقة التنظيمية كعلاج للسمنة إلى المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية «NICE» والوكالة الأوروبية للأدوية «EMA» وإدارة الغذاء والدواء الأميركية «FDA».
العقار غير متاح في الأسواق حالياً؛ لذا لا ينصح باستخدام مشتقاته المتاحة في الأسواق لعلاج السمنة إلا باستشارة الطبيب؛ نظراً لكونها قد لا تعمل مع السمنة، وربما تؤدي إلى أعراض جانبية غير مرغوب فيها.