أعلنت شركة فيسبوك مؤخراً أنها ستعلّق تطوير «إنستغرام كيدز» (Instagram Kids)؛ وهي خدمة على وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون سن 13 عاماً. أثارت الخدمة مخاوف صنّاع السياسات وأولياء الأمور على حد سواء منذ تسريبها إلى موقع «بازفيد نيوز» في مارس/آذار الماضي.
اقرأ أيضاً: تفسير ما حدث مع فيسبوك مما أدى لتعطّل خدماتها في جميع أنحاء العالم
تقارير حول إنستغرام كيدز
ركّزت سلسلة من التقارير الاستقصائية لصحيفة «وول ستريت جورنال» مؤخراً، الانتباه مرةً أخرى على هذه الخدمة؛ حيث كشفت عن عدد من الوثائق التي تُظهر أن الشركة تجري أبحاثاً طويلة المدى، واهتمامها بجذب المستخدمين الأصغر سناً. طُلب حالياً من ممثلي الشركة المثول أمام الكونغرس مرةً أخرى، وذلك للإدلاء بشهادتهم بشأن تأثير هذه الخدمة على الأطفال والمراهقين.
وقد كتب «آدم موسيري»؛ مدير إنستغرام في منشور بالمدونة لاحقاً: «بالرغم من أننا نقف إلى جانب الحاجة إلى تطوير هذه التجربة؛ قررنا إيقاف هذا المشروع مؤقتاً. سيمنحنا ذلك الوقت للعمل مع أولياء الأمور والخبراء وواضعي السياسات والمنظمين، والاستماع إلى مخاوفهم، وإثبات قيمة وأهمية هذا المشروع للشباب المراهقين عبر الإنترنت اليوم».
وكما تشير صحيفة «نيويورك تايمز»، فإن الانتقادات شائعة لشركة فيسبوك؛ والتي تصفها الصحيفة بأنها «ربما الشركة الأكثر عرضةً للتدقيق في العالم»؛ لكن أصوات الاحتجاج ضد خدمة «إنستغرام كيدز» هذه المرة كانت عاليةً ومستمرة بشكلٍ خاص، لأن ائتلافاً من المدعين العامين ومجموعات الأطفال والمستهلكين طالبوا شركة فيسبوك بإيقاف التطبيق الذي كانت تنوي طرحه نهائياً.
إنستغرام كيدز ليس للأطفال دون العاشرة!
وقد قال موسيري في تغريدةٍ لاحقة له عبر تويتر أن أخبار المشروع تسربت قبل أن تعرف الشركة ما سيكون عليه في الواقع؛ ما أثار مخاوف الناس التي لم يكن لدينا إلا «أجوبة قليلة» عنها في تلك المرحلة. كما خاطب منتقدي الفكرة مشيراً إلى أن الخدمة لم تكن مخصصةً أبداً «للأطفال»؛ بل للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 12 عاماً؛ وهي فئة عمرية تعتقد الشركة أنها تستخدم تطبيق إنستغرام الرئيسي بالفعل بالرغم من سياسة الشركة التي تحظر استخدامه لمن هم دون 13 عاماً.
في الواقع؛ كان تطبيق إنستغرام كيدز مدمجاً في التطبيق الرئيسي تحت أذونات وميزات الرقابة الأبوية، ولا يحتوي على الإعلانات ومحتواه «مناسب الأطفال». وقد أشار موسيري إلى أن هناك ميزاتٍ مشابهةً على منصاتٍ أخرى مثل يوتيوب (وبالرغم من أنه لم يذكر ذلك، فإن منصة فيسبوك ماسنجر تحتوي على ميزةٍ تركز على المراهقين والأطفال أيضاً).
وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال؛ أجرت شركة فيسبوك أكثر من اثنتي عشرة دراسة على مدار السنوات الخمس الماضية لفهم كيفية الوصول إلى هذا الجمهور بشكل أفضل؛ لكن الصحيفة ذكرت في وقت سابق من الشهر الماضي أن الأبحاث الداخلية التي تجريها الشركة كشفت أن إنستغرام كان له تأثير سلبي على الصحة العقلية للفتيات المراهقات وصورة أجسادهن. شككت فيسبوك في وصف تلك النتائج، وقالت إنه يقدم نظرةً قاصرةً عن الأبحاث التي لم تكن مصممةً أبداً لتعطي نتائجَ شاملة.
اقرأ أيضاً: نحن قدوة لأطفالنا: حول فاعلية استخدام الأجهزة الرقمية دون إفراط
فيسبوك تشكك في نتائج الاختبارات
من جانبها كتبت «براتيتي رايشودري»؛ نائبة رئيس فيسبوك ورئيسة الأبحاث، في منشور على المدونة أواخر الشهر الماضي: «هذا البحث؛ والذي استند جزئياً إلى مدخلات 40 مراهقاً فقط، صُمم لاستخدام المحادثات الداخلية لمعرفة تصورات المراهقين الأكثر سلبيةً عن إنستغرام، ولم يعمد القائمون على البحث قياسَ العلاقات السببية القائمة بين إنستغرام من جهة وقضايا العالم الواقعي من جهة أخرى».
تزعم منشورات مدونة رايشودري وميسوري أن البحث كان يهدف إلى تحديد المشكلات لإثراء الميزات الجديدة والسياسات التي سيتم تغييرها على المنصة. عرض ميسوري بعض أدوات مكافحة التنمر في إنستغرام؛ والتي تمنح المستخدمين المزيد من الخيارات للحد من التفاعلات وتصفية اللغة المسيئة، كأمثلة على التغييرات التي أُجريت بعد هذه الدراسات، بالإضافة إلى الخطوة الأخيرة للشركة لجعل جميع حسابات المستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 16 عاماً خاصةً بشكل افتراضي.
يذكر إعلان جلسة الاستماع في الكونغرس تحقيقات وول ستريت جورنال الأخيرة، ويصفها بأنها «كشفت عن رؤىً مقلقة». كما أوضح رئيس اللجنة الفرعية؛ السيناتور ريتشارد بلومنثال، وجهة نظره حول هذا الموضوع في بيان مشترك مع ثلاثة ديمقراطيين آخرين في الكونغرس، واصفاً قرار «تعليق» إنستغرام كيدز بأنه «غير كافٍ».
وجاء في البيان: «لقد خسرت فيسبوك كلياً الرهان فيما يتعلق بحماية الشباب عبر الإنترنت، ويجب عليها التخلي نهائياً عن هذا المشروع. لقد أخفقت فيسبوك مراراً وتكراراً في مراقبة سلوكها، وعلى الكونغرس أن يتدخل».